يعتبر الانتحار من القضايا الشائعة التي يجب الاهتمام بها في الاعلام، إذ يمكن أن تلعب وسائل الاعلام المختلفة دوراً هاماً في تقليل حالات الانتحار والوقاية منه، وذلك من خلال التوعية التي يمكن أن تقوم بها، وفي هذا المقال، سوف نتعرف على دور الاعلام في الوقاية من الانتحار.
دور الاعلام في الوقاية من الانتحار
كيفية التحدث عن الانتحار في الاعلام
عند التطرق إلى موضوع الانتحار في وسائل الاعلام، فيجب مراعاة الأمور التالية:
- تجنب اللغة التي تقدم الانتحار كحل للمشاكل: يجب التحدث عن الانتحار على أنه أمر خطير، والتحذير الدائم منه، والتأكيد على أنه ليس حل للمشكلات.
- تجنب تكرار الخبر بطريقة غير مبررة: في حالة وجود خبر عن محاولة انتحار شخص ما، يجب التحدث عن الأمر على أنه حدث أليم، ويجب عدم تكرار الخطر بشكل مبالغ، فالهدف هو توعية الأشخاص وليس تصدر الخبر في وسائل الاعلام.
- تجنب ذكر تفاصيل حول طريقة الانتحار: من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها هي تجنب ذكر تفاصيل الانتحار، أو أداة الانتحار، أو موقع الانتحار، فكل هذا يمكن أن يلهم الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية لتنفيذ خطتهم.
- تجنب وصف محاولات الانتحار بناجحة وفاشلة، فكلمة ناجحة هي كلمة إيجابية يجب عدم ربطها بفكرة الانتحار على الإطلاق.
- توخي الحذر الشديد في اختيار الصور والفيديوهات المرافقة، قد يكون الأمر مؤلماً للغاية، ولدى البعض، يمكن أن يكون ملهماً لتنفيذ نفس الطريقة في الانتحار.
- وضع الاعتبار للحالة النفسية لأسرة الشخص المنتحر: ان التحدث عن محاولة انتحار أحد الأشخاص أو عرض صور أو فيديو انتحار سوف يسبب المزيد من الألم لأسرة المنتحر، ولذلك ينصح بتجنب هذا مراعاة لحالتهم النفسية.
- تجنب التحدث عن المنتحر وسلوكياته: تخطىء كثير من وسائل الإعلام بنشر أخبار حول شخصية المنتحر وسلوكياته، وهو أمر غير مقبول يجب منعه من قبل المسؤولين عن الإعلام في كل دولة، إذ أن هذا يعتبر خوض في الأعراض، وخاصةً إذا كان لدى المنتحر تاريخ من الأخطاء والمشكلات.
- تحديد الهدف الإيجابي من التحدث عن خبر انتحار: فالهدف الأساسي هو توعية الأشخاص حول ضرورة الإنتباه لأبنائهم، واتباع الطرق الصحيحة للوقاية من الانتحار، وتقديم المعلومات اللازمة في حالة الحاجة إلى مساعدة من بعض الجهات.
كيف يلعب الاعلام دوراً ايجابياً في قضية الانتحار؟
يمكن أن يقوم الاعلام بدور إيجابي في مشكلة الانتحار باتباع الإجراءات التالية:
- تجنب استخدام لغة تضفي على حوادث الانتحار طابع اثارة، أو تجعلها مسألة طبيعية ومألوفة.
- تجنب التحدث حول الانتحار على أنه نهاية للألم أو حل مثالي للتخلص من الأزمات.
- إظهار كافة أشكال المساعدة الطبية والنفسية التي يمكن اللجوء إليها في مثل هذه الحالات.
- توعية الأهالي بالأمور التي تنبؤ بالانتحار حتى يتمكنوا من الانتباه لأبنائهم بشكل جيد.
- استضافة متخصصين يتحدثون بشكل طبي ونفسي عن مخاطر الانتحار وكيفية الوقاية منه.
- تجنب تسليط الضوء على قصص الانتحار، وبدلاً من ذلك، يجب التحدث بشكل دائم عن الحلول.
للمزيد: الانتحار حدث أليم يمكن التنبؤ به والوقاية منه
عندما أواجه شخص ما أو أقف إماما بالناس فالصلاة قلبي يدق بسرعة ولا أستطيع أخذ نفسي ولا أستطيع النطق وتزداد الرعشة، خصوصا عند القدمين بحيث لا أستطيع الوقوف طويلا فما الحل؟
الانتحار في وسائل التواصل الاجتماعي
قد يكون هناك ارتباط بين زيادة حالات الانتحار بين الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر أخبار الانتحار بشكل كامل، والتي تشمل طرق الانتحار، وقد تكون الأخبار مضللة وغير حقيقية، ولكنها تؤثر بشكل كبير على فئة كبيرة من الأشخاص وخاصةً في مرحلة الشباب.
ونتيجة لصعوبة وجود قيود تمنح التحدث عن الانتحار في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يشكل الأمر خطورة كبيرة على كثير من الأشخاص.
ولأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هم المسؤولون عن نشر الأخبار بأنفسهم، فيجب عليهم أن يعيدوا النظر في طريقة تقديم المحتويات المختلفة لتوعية الأشخاص بالعزوف عن مثل هذه الأفكار الخاطئة بدلاً من الترويج لها.
أيضاً يمكن أن تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من خطر الحاق الضرر بالنفس عن طريق الأمور التالية:
- تقديم محتوى سلبي طوال الوقت: عند قراءة محتويات سلبية متكررة، فقد يتسبب هذا في الشعور باليأس والإحباط، وزيادة الضغوط النفسية والأعباء، وقد تقود إلى الاكتئاب، مثل أخبار ارتفاع الأسعار الشديد، ووجود صراعات وحروب في البلاد، وكذلك انتشار الأمرات وتزايد عدد حالات الوفاة، مما قد يدفع البعض لأفكار سلبية.
- ويقوم كثير من الأشخاص بتقديم هذه الأفكار السلبية سعياً لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة بغض النظر عن المحتوى الذي يتم تقديمه، والذي يمكن أن يكون غير حقيقي.
- عدم تقديم الحلول: إلى جانب تلك الأفكار السلبية، لا يهتم أغلب الأشخاص بتقديم الحلول للمشكلات التي يتم طرحها، فيترك القرار للقارىء أو المتابع بعدما يتعرف على هذه الأفكار.
- سهولة الحصول على الصور ومقاطع الفيديو: من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يسهل الحصول على صور ومواقع فيديو خاصة بالحوادث المختلفة، مثل الانتحار وغيرها من الأمور، مما يطرح أفكار على الأشخاص الذين لديهم ميول انتحارية.
- عرض الرفاهيات على أنها أمور طبيعية: أيضاً من الأشياء التي تزيد الشعور بالإحباط لدى البعض، هي استعراض الحياة المرفقة على أنها أمر طبيعي يعيش فيه كثير من الأشخاص، مما يسبب تنامى الأفكار السلبية في عقول كثير من الأشخاص، وذلك نتيجة عمل مقارنات بين حياة هؤلاء المشاهير، وحياتهم الشخصية.
ولأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مصدر اعلامي لدى كثير من الأشخاص، فيجب وضع قيود حول المحتوى الذي يقوم الأشخاص بتقديمه في تلك المواقع، وكذلك ينبغي أن نتحلى بمبادىء وقيم إيجابية عندما نقوم بنشر أي خبر أو قضية في هذه المواقع، حتى لا نتسبب دون قصد في الحاق الضرر بحياة أحد الأشخاص.
كما يجب الابتعاد عن الأفكار السلبية التي يتم طرحها في تلك المواقع قدر الإمكان، وعدم الانسياق وراء الصفحات التي تحاول نشر هذه الأفكار لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة دون أن تضع في اعتبارها الضرر الذي يمكن أن تسببه لمتابعيها.
اقرأ أيضاً: التنمر الإلكتروني
تختلف اساليب التربية من فرد لآخر فربما يتخذ هذان الوالدان اسلوب اللين في التربية بينما يتخذ آخران اسلوب الحزم والعنف ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :