انتشر التحرش الجنسي في المجتمعات العربية بشكلٍ كبير مؤخراً لذا أصبحت الثقافة الجنسية حاجة ملحة، إذ تشير دراسات إلى تعرض 99.3% من النساء المصريات للتحرش اللفظي أو الجسدي مرة على الأقل في حياتهن، وتتفاوت النسب في الدول العربية الأخرى.

في الواقع تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب وحتى المراهقين والأطفال، ويتلفظ بعضهم بألفاظ مسيئة للأدب مع الفتيات. لكن هذه الظاهرة لا تقتصر على البلدان العربية فقط، فهي منتشرة في دول أخرى أيضاً مثل البرازيل، والهند، وتايلاند، والمملكة المتحدة، وحتى في أمريكا، فقط أظهر استفتاء لحوالي 2000 امرأة أن 65% منهن قد تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع.

لكن الوضع مختلف في البلدان العربية، إذ أن عدد الأطفال الذين يتحرشون جنسياً بالنساء أكبر من عدد البالغين الذين يقومون بذلك، كما أن البالغين الذين ينهون التعليم أكثر تهذيباً مع النساء من الذين لم ينهوا تعليمهم أو لم يتعلموا أبداً. 

اسباب التحرش الجنسي

يعزى التحرش الجنسي في البلاد العربية للعديد من الأسباب، أهمها:

  • ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة.
  • عدم الاستقرار السياسي.
  • الضغط الذي يشعر به الشباب لتلبية احتياجات العائلة اليومية.
  • عدم القدرة على الزواج بسبب الوضع المادي.
  • انخفاض التوعية الجنسية بسبب كون الجنس موضوعاً يمنع التحدث عنه مع العائلة.

كما أن معظم الشباب الذين تمت مقابلتهم لسؤالهم عن أسباب التحرش الجنسي، قالوا أنهم يشعرون بالضغط والخجل من مواجهة العائلة، ويجدون في التحرش الجنسي طريقة لاستعادة قوتهم المسلوبة.

يذكر أن لجوء الشباب إلى مشاهدة الأفلام الإباحية للتنفيس عن رغبتهم الجنسية يوجههم إلى طريق خاطئ، بسبب تصوير فكرة خاطئة عن العلاقة الجنسية السليمة، مما يزيد مشكلة التحرش الجنسي سوءاً.

كما قد يكون السبب هو التربية التي تميز بين الذكر والأنثى في المجتمعات العربية، وإعطاء الأفضلية دائماً للذكر، مما قد يجعله يعتقد أن الإناث هن وسيلة لإشباع الغريزة الجنسية لا غير.

اقرأ أيضاً: كيف نقوم بتثقيف أولادنا جنسياً؟

ما هي الثقافة الجنسية؟

التثقيف الجنسي هو تعليم الأطفال والشباب العديد المعلومات الصحيحة علمياً المتعلقة بالعلاقة الجنسية، بالإضافة للقيم والمعتقدات المجتمعية المتعلقة بهذه المواضيع، لتمكين الشباب من المهارات اللازمة للتحكم بقراراتهم بشأن علاقاتهم وصحتهم الجنسية.

ويجب أن تغطي الثقافة الجنسية العديد من الأمور المهمة التي يجب معرفتها، مثل:

  • التنمية البشرية: وتتضمن التكاثر، والبلوغ، والميول الجنسي.
  • العلاقات: مما فيها العلاقات العائلية، والصداقات، والعلاقات الرومنسية، والزواج.
  • المهارات الشخصية: مثل التواصل، والنقاش، واتخاذ القرار.
  • السلوك الجنسي: مثل العفة أو التزهد عن الجنس، والميول الجنسية.
  • الصحة الجنسية: وتتضمن الأمراض التي تنتقل بالجنس، ومنع الحمل، والحمل.
  • المجتمع والثقافة: تتضمن دور الذكور والإناث في المجتمع، والتنوع الثقافي، والميول الجنسية في المجتمع.

ويجب أن يتم التثقيف الجنسي للمراهقين الذكور والإناث في فترة المراهقة، في المدرسة، ومراكز الرعاية الصحية، والمنزل قبل كل شيء.

اقرا ايضاً :

خطر الإباحية عبر شبكة الإنترنت

دور الاهل في الثقافة الجنسية

تعتبر الثقافة الجنسية مسؤولية مشتركة ما بين الأهل والمدرسة، إذ أن دور المدرسة هو تعليم المبادئ الأساسية للعلاقة الجنسية في مواد الأحياء والصحة، لكن الفهم الكامل للموضوع لا يكون كاملاً دون انخراط الأهل في هذه العملية التعليمية.

ويتضمن دور الأهل في الثقافة الجنسية تعليم الأبناء بعض الأمور المهمة فيما يخص الإصلاح الجنسي، أهمها:

  • توضيح وجهة نظر العائلة والمجتمع فيما يخص العلاقة الجنسية.
  • دعم شعور الطفل بالراحة أثناء التحدث مع الأهل عن العلاقة الجنسية.
  • التواصل المستمر مع المدرسة لتنسيق المعلومات التي يتم تزويد الطفل بها.
  • كما يجب تعليم الطفل كيفية احترام نفسه واحترام غيره، مما يساهم في تقليل ظاهرة التحرش الجنسي بشكلٍ كبير. 

اقرأ أيضاً: احمي ابنك من التحرش الجنسي، و تعلّم كيف تكشف وقوعه بذلك 

متى يجب أن يبدأ التثقيف الجنسي للاطفال؟

وفقاً لعمر البلوغ عند أغلبية الأطفال، وكمية المحتوى الجنسي الذي قد يشاهده الأطفال، قررت معظم المدارس الأمريكية بدء  الثقافة الجنسية منذ الصف الخامس. لكن البعض يعتقد أن طلاب الصف الخامس صغار للغاية وليسوا مستعدين بعد للتعليم الجنسي.

لكن فعلياً يجب أن يبدأ التثقيف الجنسي في وقت مبكر بشكلٍ تدريجي ومناسب لعمر الطفل، فمثلاً يجب تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم من التحرش الجنسي عند دخولهم الصف الأول أو الثاني، ويعتقد بعض الأهالي أن تعليم الطفل حماية نفسه يجب أن يبدأ في عمر الأربع سنوات. ويمكن تعليم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش الجنسي باتباع ما يلي:

  • تعليمهم كيفية المحافظة على خصوصيتهم وخصوصية غيرهم.
  • أن يطرقوا الباب قبل الدخول إلى أي مكان.
  • ألّا يغيروا ملابسهم أمام أحد، أو يشاهدوا الآخرين يغيرون ملابسهم.
  • ألّا يسمحوا لأي أحد بلمس أعضائهم التناسلية.
  • ألّا يجلسوا في حضن أحد.

وبعد ذلك يجب أن تبدأ الثقافة الجنسية في الصف السادس حين يكون الأطفال أكثر استعداداً وتفهماً، وإكمال التثقيف الجنسي في الصف التاسع، أثناء فترة المراهقة وحين يبدأ الأطفال بالاهتمام بالأسئلة المتعلقة بالعلاقة الجنسية وما يخصها.

اقرأ أيضاً: توعية الفتيات في سن المراهقة حول الدورة الشهرية

السلام عليكم أعاني من سرعة القذف، وبعد القذف يصير ضعف انتصاب ما أقدر أمارس مرة ثانية