يُعدّ الهربس الفموي عدوى شائعة يسببها فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، ويظهر عادةً على شكل بثور أو قروح صغيرة حول الفم أو الشفاه. وتنتقل العدوى غالبًا عن طريق الاتصال المباشر بجلد أو لعاب أو الأعضاء التناسلية لشخص مصاب بالفيروس. وخلال الحمل، قد تزداد فرصة الإصابة أو عودة العدوى الكامنة نتيجة ضعف المناعة والتغيرات الهرمونية، ما يجعل الحامل أكثر عرضة لظهور الأعراض من جديد. فكيف يمكن علاج الهربس الفموي للحامل؟ وما الأدوية المسموح بها خلال الحمل؟ ومتى تصبح مراجعة الطبيب ضرورية؟ [1][2]
محتويات المقال
علاج الهربس الفموي للحامل في المنزل
في الحالات البسيطة، يمكن للحامل تخفيف ألم الهربس الفموي وتسريع شفائه باتباع بعض العلاجات المنزلية البسيطة والآمنة، دون الحاجة إلى أي أدوية، فالعناية الجيدة بالمنطقة المصابة والحفاظ على نظافتها تساعد على التئام القروح بسرعة وتقليل تكرار العدوى، إلى جانب بعض الطرق الطبيعية التي تُهدئ الألم وتمنع تهيّج الجلد. [1][2][4]
ومن هذه الطرق الآتي: [1][4][11]
- استخدمي كمادات باردة:
ضعي قطعة قماش نظيفة مبلّلة بماء بارد على القروح لعدة دقائق لتخفيف الألم والتورم.
- رطّبي المنطقة المصابة:
يمكن وضع كمية صغيرة من العسل الطبي أو جل الألوفيرا، فهما يساعدان على تهدئة الجلد وتسريع التئام التقرحات بفضل خصائصهما المضادة للالتهاب.
- تجنّبي ملامسة القروح:
لا تلمسي البثور أو تزيلي القشور، لأن ذلك قد يزيد من انتشار الفيروس إلى مناطق أخرى من الوجه.
- اختاري أطعمة لينة وباردة:
مثل الزبادي، أو الشوربة الفاترة، وتجنّبي الأطعمة المالحة أو الحمضية لأنها قد تُسبب حرقة في الفم.
- احرصي على النظافة الشخصية:
اغسلي يديك جيدًا بعد لمس المنطقة المصابة، وتجنّبي مشاركة المناشف أو أدوات الطعام مع الآخرين.
- ادهني كريم مهدئ عليها:
اختار الكريمات التي تحتوي على مكونات طبيعية مهدئة للبشرة، مثل الألوفيرا.
- تجنبي محفزات قروح الهربس الفموي:
مثل التوتر والإرهاق أو التعرض لأشعة الشمس أيضًا.
- طرق أخرى:
- احرصي على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم والراحة يوميًا.
- ابحثي عن طرق تخفف التوتر، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق.
- ركزي على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج وفيتامين ب؛ لانها تقوي جهاز المناعة.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
العلاج الدوائي للهربس الفموي للحامل
يتوجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب والأخذ بمشورته قبل استخدام أي دواء لعلاج الهربس الفموي، إذ تختلف الخطة العلاجية حسب شدة الأعراض ومرحلة الحمل. وقد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفيروسات أو علاجات داعمة أخرى لتخفيف الألم وتسريع الشفاء. [3][4][5]
مضادات الفيروسات
تُعدّ مضادات الفيروسات الخيار العلاجي الأساسي لعلاج الهربس الفموي أثناء الحمل؛ إذ تعمل على تثبيط نشاط الفيروس وتقليل مدة النوبة وحدّتها، إضافة إلى تقليل احتمالية تكرارها مستقبلًا. وتتوفر هذه الأدوية بعدة أشكال دوائية، مثل الكريمات الموضعية لعلاج القروح السطحية، والأقراص الفموية للحالات الشديدة أو المتكررة. [4][5]
وهذه الأدوية آمنة للحامل عند استخدامها تحت إشراف الطبيب، ومن أبرزها:
كريم الأسيكلوفير (Aciclovir)
يُستخدم هذا الكريم مباشرة على القروح الظاهرة حول الفم أو الشفاه، إذ يُبطئ تكاثر الفيروس ويُخفف الألم والتورم، ويساعد على تسريع التئام التقرحات خلال أيام قليلة. ويُعتبر آمنًا للاستخدام في جميع مراحل الحمل، وغالبًا ما يُنصح بوضعه من 3- 5 مرات يوميًا. [4][5]
ولاستخدام الأسيكلوفير، اتبعي الخطوات الآتية: [3][4][5]
- اغسلي يديكِ جيدًا.
- نظفي وجفّفي المنطقة المصابة.
- ضعي طبقة من الكريم لتغطية المكان المصاب.
- اتركي الجلد مكشوفًا بعد وضع الدواء، ولا تضعِي ضمادة أو لاصقًا إلا إذا نصحكِ الطبيب بذلك.
- اغسلي يديكِ بالماء والصابون لإزالة أي بقايا من الكريم عن يديكِ.
- احرصي على عدم غسل الكريم عن الجلد بعد وضعه، لضمان الاستفادة منه.
- تجنبي أي مادّة أو عامل قد يُهيّج المنطقة المصابة أثناء استخدام كريم الآسيكلوفير.
أقراص أسيكلوفير أو فالاسيكلوفير (Valaciclovir)
في الحالات التي تكون فيها العدوى واسعة أو مؤلمة أو متكررة، قد يصف الطبيب هذه الأقراص لزيادة فعالية العلاج من الداخل. وتعمل هذه الأدوية على منع تكاثر الفيروس داخل الجسم، مما يقلل مدة الأعراض واحتمال ظهورها مجددًا. وقد أثبتت الدراسات أن استخدامها خلال الحمل آمن ولا يسبب ضررًا للجنين عند الالتزام بالجرعات الموصى بها طبيًا. [3][4][5]
مسكنات الألم
في بعض الحالات، قد تُعاني الحامل من ألم أو حرقة مزعجة في القروح الناتجة عن الهربس الفموي، ويمكن في هذه الحالة استخدام بعض مسكنات الألم الآمنة، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، في المقابل، يجب تجنّب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين، خصوصًا خلال الثلث الأخير من الحمل، لأنها قد تُسبب مضاعفات للجنين أو تؤثر في الدورة الدموية لديه. [3][4][5]
أدوية أخرى
يُمكن أن يلجأ الطبيب إلى دواء دوكوسانول في الحالات الضرورية، وبعد تجربة أدوية أخرى مثل الأسيكلوفير أو الفالاسيكلوفير؛ فهو يعمل على منع دخول فيروس الهربس البسيط إلى الخلايا، مما يُعيق تكاثره، وبالتالي يُقلل فترة التعافي ومدة ظهور الأعراض. [2][6]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا في الحالات الآتية: [2][6]
- كانت هذه أول مرة تُصابين فيها بالهربس الفموي.
- كانت القروح مؤلمة جدًا أو زاد حجمها وانتشرت.
- استمرت الأعراض لمدة 10 أيام أو أكثر دون أي تحسن.
- واجهت صعوبة في الأكل أو الشرب بسبب الألم والتقرحات.
- تكررت نوبات الهربس الفموي عدة مرات أثناء الحمل.
- اقترب موعد الولادة وظهرت عليك أعراض شديدة؛ ليتخذ الطبيب الإجراءات المناسبة لمنع انتقال الفيروس إلى المولود.
نصائح لمنع عودة الهربس الفموي مرة أخرى
رغم أن فيروس الهربس الفموي يبقى كامنًا في الجسم بعد الإصابة الأولى، فإن هناك خطوات فعّالة تساعد على تقليل نوبات عودته خلال الحمل والحدّ من شدتها، منها: [2][4][6]
- احرصي على تناول غذاء متوازن غنيّ بالخضروات والفواكه والبروتينات؛ فهذا يقوي جهاز المناعة.
- نامي لمدة لا تقل عن 8 ساعات على الأقل يوميًا.
- تجنّبي الإجهاد والتوتر قدر الإمكان.
- استخدمي مرطّب شفاه يحتوي على واقٍ من الشمس (SPF) لحماية المنطقة من الجفاف والتشقق الذي قد يُسهّل ظهور القروح.
- تجنبي التعرض المفرط لأشعة الشمس، أو البرد الشديد، أو قلة النوم، أو الضغط النفسي؛ لأنها قد تُحفّز عودة الفيروس للنشاط.
- لا تشاركي أدواتك الشخصية، مثل المناشف ومستحضرات التجميل مع الأخرين خصوصًا الذين تظهر عليهم أعراض المرض.
نصيحة الطبي
الهربس الفموي من العدوى الشائعة التي قد تُصيب الحامل بسبب ضعف المناعة، لكنه قابل للعلاج باستخدام مضادات الفيروسات الآمنة للحامل، مثل الأسيكلوفير والفالاسيكلوفير. وتساعد العلاجات المنزلية البسيطة كالكمادات الباردة على تخفيف الألم وتسريع الشفاء في الحالات الخفيفة. وللوقاية من عودة العدوى، على الحامل التركيز على الأطعمة التي تقوي المناعة، وتجنّب التوتر، والعناية بنظافة الفم والشفاه.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!
يتسائل البعض هل من الممكن تمييز علامات الحمل من الوجه الاجابة هي نعم حيث يصاحب الحمل اضطرابات تؤدي لظهور تداعيات ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :