بعد تشخيص سرطان الكبد، يقوم الأطباء بتحديد مرحلة المرض اعتمادًا على مدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم والمشكلات التي يُعاني منها المصاب، مما يُساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب، كما قد يتمكن من توقع فرص الشفاء؛ فهي تختلف حسب المرحلة. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة تفصيلية عبر مراحل تطور سرطان الكبد من المرحلة الأولى حتى الأخيرة، موضحين كيف يحدد الأطباء كل مرحلة، وما العلامات التي قد تظهر، وأيّ العلاجات تُعدّ الأكثر فاعلية في كل منها — لتدرك أن الاكتشاف المبكر قد يصنع كل الفرق. [1][2]
Table of Contents
تُحدّد اللجنة الأمريكية للسرطان (AJCC) مراحل سرطان الكبد اعتمادًا على مجموعة من العوامل المهمة، تشمل حجم الورم الرئيسي وعدد الأورام الموجودة داخل الكبد، ومدى انتشار السرطان إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة، إضافةً إلى انتشار الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية القريبة أو البعيدة، أو إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين أو العظام، وفيما يأتي مراحل سرطان الكبد: [1][2]
المرحلة الأولى من سرطان الكبد
يقسم الأطباء المرحلة الأولى إلى فئتين رئيستين، هما: [2]
- المرحلة الأولى (أ): يوجد ورم واحد فقط في الكبد يبلغ قطره 2 سنتيمتر أو أقل، ولم ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة، أو إلى أي أجزاء بعيدة من الجسم.
- المرحلة الأولى (ب): يوجد ورم واحد فقط في الكبد يبلغ قطره أكثر من 2 سنتيمتر، ولم ينتشر إلى الأوعية الدموية داخل الكبد، كما أن السرطان لم ينتقل إلى العقد اللمفاوية القريبة، أو إلى أجزاء بعيدة في الجسم.
قد لا يُسبب سرطان الكبد أي أعراض في مراحله المبكرة؛ إذ يكون الورم صغيرًا ولا يُؤثر على وظائف الكبد بعد، ولكن مع مرور الوقت وزيادة حجم الورم قد تظهر بعض الأعراض، مثل فقدان الوزن والشهية دون سبب، الشعور بالتعب والإرهاق، وفي هذه المرحلة تتوفر عدة خيارات علاجية، أبرزها: [3][4]
- استئصال جزء من الكبد: يُجرى هذا الإجراء لإزالة الجزء المصاب بالورم، شرط أن تكون الأجزاء المتبقية من الكبد سليمة وقادرة على أداء وظائفها الحيوية، ويُعدّ خيارًا مناسبًا للمرضى الذين لا يعانون من تليّف شديد.
- زراعة الكبد: يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار إذا كان المريض يُعاني من تليف الكبد إلى جانب السرطان.
- علاج الانصمام: يهدف هذا العلاج إلى تقليل تدفق الدم إلى الورم، مما يُؤدي إلى إضعاف الخلايا السرطانية، ويلجأ إليه الطبيب إذا لم يكن إجراء العلاج الجراحي ممكنًا، أو أثناء فترة انتظار زراعة الكبد.
- العلاجات الحرارية أو الإشعاعية: يعتمد هذا النوع من العلاجات على استخدام الحرارة أو الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية، ويختارها الطبيب إذا لم يكن إجراء العلاج الجراحي ممكنًا، أو أثناء فترة انتظار زراعة الكبد.
في حالات سرطان الكبد في المرحلة المبكرة جدًا، حيث يكون هناك ورم واحد فقط يقل قطره عن 2 سنتيمتر، تصل نسبة الشفاء إلى نحو 80- 90% عند تلقي العلاج المناسب، مثل استئصال الجزء المصاب من الكبد. [3][4]
اقرأ أيضًا: سرطان الكبد: اكتشف الأسباب والعوامل الخفية وراءه!
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
المرحلة الثانية من سرطان الكبد
في المرحلة الثانية من سرطان الكبد، قد يظهر ورم واحد يزيد قطره عن 2 سنتيمتر وقد امتد إلى الأوعية الدموية داخل الكبد، أو توجد عدة أورام صغيرة لا يتجاوز قطر أيٍّ منها 5 سنتيمترات. ومع ذلك، لا يكون السرطان قد انتشر بعد إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء البعيدة في الجسم. [2][3][4]
تتشابه خيارات العلاج في هذه المرحلة مع تلك المستخدمة في المرحلة الأولى، وتشمل ما يلي: [2][3][5]
- استئصال الجزء المصاب من الكبد في حال كانت وظائف الكبد جيدة.
- زراعة الكبد إذا توافرت الشروط المناسبة أو عند وجود تليّف كبدي متقدّم.
- العلاج بالانصمام لتقليل تدفق الدم إلى الورم وبالتالي إضعاف نموه.
- العلاج الحراري أو الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية لدى المرضى غير المؤهلين للجراحة أو أثناء انتظار الزراعة.
تكون نسبة الشفاء في هذه المرحلة 37%، ولكنها قد ترتفع إلى 60- 70% أو أكثر في حال خضع المريض لزراعة الكبد من متبرع سليم. [8][10]
اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الكبد حسب المراحل.
المرحلة الثالثة من سرطان الكبد
يقسم الأطباء المرحلة الثالثة إلى فئتين: [2]
- المرحلة الثالثة (أ): يوجد أكثر من ورم واحد في الكبد، ويبلغ قطر أحدها أكثر من 5 سنتيمترات، ولكن لم ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة أو إلى أي أجزاء بعيدة من الجسم.
- المرحلة الثالثة (ب): يوجد ورم واحد على الأقل بأي حجم، وقد وصل إلى أحد الأوردة الكبيرة في الكبد، مثل الوريد البابي، أو انتشر الورم إلى أحد الأعضاء القريبة باستثناء المرارة، ولكن لم ينتقل السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة أو إلى أي أجزاء بعيدة في الجسم.
تشمل الخيارات العلاجية خلال المرحلة الثالثة: [6]
العلاج الموجه
صممت هذه الأدوية بحيث تستهدف الخصائص التي تُساعد على نمو وانقسام الخلايا السرطانية وبقائها، مما يحدّ من انتشارها ويُضعف قدرتها على مقاومة العلاج. وتُستخدم هذه الأدوية إما بشكل منفرد أو مع علاجات أخرى لزيادة فعاليتها: [6]
- سورافينيب (Sorafenib).
- لينفاتينيب (Lenvatinib).
العلاج المناعي
تعمل هذه الأدوية على تحفيز جهاز المناعة؛ ليتمكن من التعرف على هذه الخلايا الخبيثة ومهاجمتها بشكل أكثر فعالية. ويمكن استخدام هذه الأدوية بشكل منفرد أو بالتزامن مع أدوية أخرى لتحقيق أفضل استجابة علاجية، ومن أبرزها: [6]
- أتيزوليزوماب (Atezolizumab).
- بيفاسيزوماب (Bevacizumab).
العلاج الجراحي
في بعض الحالات، إذا كان حجم الورم وموقعه مناسبين، يمكن استئصال الجزء المصاب من الكبد شرط أن تكون بقية الأنسجة الموجودة في الكبد قادرة على أداء وظائفها بشكلٍ طبيعي. [6]
العلاج الإشعاعي
يشمل العلاج الإشعاعي عدة تقنيات تستهدف الخلايا السرطانية بدقة مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة. من أبرزها العلاج الإشعاعي الداخلي الانتقائي (Selective Internal Radiotherapy)، الذي يعتمد على حقن حبيبات مشعة دقيقة داخل الأوعية الدموية المغذية للورم، لتلتصق بها وتُصدر إشعاعًا مباشرًا يدمّر الخلايا السرطانية من الداخل. [6]
أما العلاج الإشعاعي التجسيمي (Stereotactic Ablative Radiotherapy) فهو نوع من العلاج الإشعاعي الخارجي عالي الدقة، تُسلَّط فيه جرعات قوية من الإشعاع مباشرة على الورم مع حماية الأنسجة السليمة المحيطة، مما يُقلل من المضاعفات الجانبية ويُحقق فعالية عالية في السيطرة على الورم. [6]
تبلغ نسبة الشفاء من سرطان الكبد 13%، مع ذلك قد تكون أعلى أو أقل حسب حجم الورم، ومدى انتشاره داخل الكبد أو الأوعية الدموية، واستجابة المريض للعلاج المستخدم. [6]
اقرأ أيضًا: علاج السرطان بالأشعة: أنواعه واستخداماته.
المرحلة الرابعة من سرطان الكبد
تُعتبر أخطر مراحل سرطان الكبد، ويُقسمها الأطباء إلى فئتين، هما: [2]
- المرحلة الرابعة (أ): يوجد ورم واحد أو أكثر بأي حجم، وقد انتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة، لكنه لم ينتشر إلى الأجزاء البعيدة من الجسم.
- المرحلة الرابعة (ب): يوجد ورم واحد أو أكثر بأي حجم، وقد يكون السرطان منتشرًا إلى العقد اللمفاوية القريبة أو غير منتشرًا، ولكنه انتشر إلى أعضاء بعيدة مثل العظام والرئتين.
أمّا بالنسبة لأعراض سرطان الكبد في المرحلة الرابعة، فهي تشمل الآتي: [7][9]
- فقدان الوزن دون وجود سبب واضح.
- فقدان الشهية والشعور بالشبع بسرعة، حتى بعد تناول وجبة صغيرة.
- الغثيان والتقيؤ.
- الشعور بألم في البطن نتيجة تضخم الكبد أو الطحال.
- الحكة دون سبب.
- اصفرار الجلد وبياض العينين.
وعادةً يهدف العلاج في هذه المرحلة إلى السيطرة على السرطان، وتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة قدر الإمكان، خصوصًا أن استئصال الورم جراحيًا لا يكون ممكنًا، لذا يلجأ الطبيب إلى العلاج الموجه أو العلاج المناعي، أمّا بالنسبة لنسبة الشفاء فتتراوح بين 3- 12% اعتمادًا على مدى انتشار السرطان في الجسم، مع ذلك لا يُمكننا تحديد كم يعيش مريض سرطان الكبد في المرحلة الرابعة فهذه الأرقام لا تأخذ بعين الاعتبار العوامل الفردية، مثل استجابة المريض للعلاج ومدى التزامه بتعليمات الطبيب والمضاعفات التي يشكو منها. [10][11]
نصيحة الطبي
يُصنف سرطان الكبد إلى 4 مراحل رئيسية حسب حجم الورم، ومدى انتشاره داخل الكبد أو الأوعية الدموية، واستجابة المريض للعلاج المستخدم، وتختلف نسب الشفاء من مرحلة لأخرى؛ حيث قد تصل نسب الشفاء في المرحلة الأولى إلى 90% في حال أجرى المريض زراعة الكبد، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 3- 12% في المراحل الأخيرة من سرطان الكبد.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!
تختلف اعراض سرطان الثدي وفقا لنوعه لكن غالبا ما تكون اولى الاعراض التي يلاحظها المرضى وجود كتلة في الثدي او ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :