تنتشر الغدد اللمفاوية في مختلف أنحاء الجسم لتعمل كحارسٍ صامتٍ يدافع عنك ضد العدوى والجراثيم، فهي جزء أساسي من الجهاز اللمفاوي الذي يُعدّ خط الدفاع الأول في جهاز المناعة. ولكن حين تتورّم أو تنتفخ هذه الغدد، يبدأ القلق: هل هو التهاب بسيط نتيجة عدوى عابرة، أم إشارة إلى مرضٍ أخطر مثل السرطان؟ في هذا المقال، نوضّح الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان من حيث الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج، ونشير إلى العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا. [1][2]
محتويات المقال
ما الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان؟
ورغم أن كلتا الحالتين قد تُسببان تورم الغدد اللمفاوية وتغيّر شكلها، إلا أن هناك فروقات جوهرية بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان من حيث السبب، وطبيعة التورم، والأعراض المصاحبة، ومدة استمراره. يوضح الجدول التالي أبرز هذه الاختلافات بشكل مبسط: [4][5][6]
| وجه المقارنة | التهاب الغدد اللمفاوية (حميد) | سرطان الغدد اللمفاوية (خبيث) |
| السبب | تحدث بسبب العدوى، وعادةً تكون بكتيرية إلا أنها قد تكون فيروسية أو فطرية. | نمو غير طبيعي للخلايا اللمفاوية وتحولها إلى خلايا سرطانية، أو انتقال السرطان من مكان آخر إليها. |
| طبيعة التورم | يظهر فجأة، وغالبًا يكون مؤلمًا عند اللمس وقد يتراجع خلال أيام أو أسابيع. | يتطور تدريجيًا، وغالبًا يكون غير مؤلم ويستمر لفترة طويلة دون تحسن. |
| الملمس | تكون الغدد طرية وتتحرك عند لمسها. | غالبًا تكون صلبة وثابتة، ولا تتحرك عند لمسها. |
| الأعراض المصاحبة | ألم في مكان التورم، وحمى وعدوى في الحلق أو الفم. | فقدان وزن غير مبرر، وتعرّق ليلي، وحكة عامة وتعب مزمن. |
| المدة | تزول تدريجيًا مع علاج العدوى أو تلقائيًا بعد أيام إلى أسابيع. | تستمر أو تزداد حجمًا مع الوقت خصوصًا عند إهمال العلاج. |
| الفحوصات | الفحص البدني، وتحليل الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية. | الخزعة، والتصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي. |
| العلاج | يعتمد على السبب؛ مضادات حيوية أو راحة وسوائل أو علاج. | علاج كيماوي أو إشعاعي أو مناعي حسب نوع السرطان ومرحلته. |
كيف تختلف أعراض التهاب الغدد اللمفاوية الحميد والخبيث؟
في معظم الحالات يدل تورم أو انتفاخ الغدد اللمفاوية إلى أن الجسم يقاوم عدوى أو التهابًا ما، وهو جزء من استجابة جهاز المناعة الطبيعية. ويمكن ملاحظة التورم في الغدد القريبة من سطح الجلد أو الإحساس بها باللمس، خصوصًا في الرقبة، وتحت الإبط، وأصل الفخذ، أو قرب عظمة الترقوة. وعادةً تظهر الأعراض الآتية عند التهاب الغدد الحميد: [6][11]
- الشعور بألم أو حساسية في مكان التورم.
- احمرار الجلد أو ارتفاع حرارته في المنطقة المصابة.
- ظهور أعراض عدوى أخرى مثل السعال أو الغثيان أو آلام الجسم.
- وجود التورم بالقرب من منطقة مصابة بالتهاب كالحلق أو الأذن أو الفم.
- زوال التورم تدريجيًا مع تعافي الجسم من العدوى أو بعد العلاج.
في المقابل، قد يكون التورم علامة على سرطان الغدد اللمفاوية أو انتشار خلايا سرطانية في حال ظهرت الأعراض الآتية: [6][8][11]
- استمرار التورم لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
- عدم وجود عدوى أو مرض واضح يفسّر التورم.
- الغدد المتورمة صلبة، غير مؤلمة، وثابتة في مكانها لا تتحرك عند اللمس.
- تغير شكل الغدة أو ملمسها بشكل غير منتظم.
- ظهور أعراض عامة مثل:
- فقدان الوزن دون سبب واضح.
- تعرّق ليلي شديد.
- حمى متكررة أو تعب مزمن.
- فقدان الشهية أو ظهور كدمات غير مبررة.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
كيف يفرّق الطبيب بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان؟
يبدأ الطبيب بتشخيص حالة تورم الغدد اللمفاوية لتحديد ما إذا كانت ناجمة عن التهاب بسيط أو عن حالة سرطانية، من خلال الإجراءات الآتية: [11][12]
- الفحص البدني:
يفحص الطبيب الغدد المتورمة، ويطرح أسئلة لمعرفة التاريخ المرضي للمصاب والأحداث التي مر بها، مثل التعرض لخدش من قطة، أو تناول لحوم نيئة، وغيرها من العوامل التي قد تفسر سبب الالتهاب.
- الفحوصات المخبرية:
يُطلب إجراء تحاليل دم أساسية مثل العدّ الدموي الشامل (CBC)، إضافة إلى فحوصات متخصصة حسب الحالة والتاريخ المرضي، مثل فحص فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفحص الأجسام المضادة للنواة (ANA).
- اختبارات التصوير:
تساعد تقنيات التصوير مثل الأشعة السينية (X-ray) والموجات فوق الصوتية (Ultrasound) على تحديد حجم الغدد المتورمة وطبيعتها.
- الخزعة (Biopsy):
تُعد أدق طريقة للكشف عن سرطان الغدد اللمفاوية؛ إذ تُؤخذ عينة صغيرة من الغدة وترسل إلى المختبر للفحص المجهري. وتُجرى الخزعة عادةً عندما لا تعود الغدد إلى طبيعتها خلال 3–4 أسابيع، أو عندما لا تكشف الفحوصات الأولية عن سبب واضح للتورم، أو في حال وجود تاريخ سابق لعلاج السرطان.
- فحوصات إضافية:
وفي حال اشتبه الطبيب بأن سبب التورم قد يكون سرطان الغدد اللمفاوية، فقد يوصي بإجراء فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص، مثل:
-
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مع الفلوروديوكسي جلوكوز (FDG-PET) للكشف عن اللمفوما وأنواع السرطان الأخرى.
- استئصال العقد اللمفاوية (Lymphadenectomy)، ثم تُفحص خلاياها مخبريًا لتأكيد وجود السرطان أو نفيه.
كيف يختلف علاج التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان؟
يعتمد علاج الغدد اللمفاوية الملتهبة على السبب الكامن وراء الالتهاب، ففي حال كان السبب عدوى بكتيرية، يصف الطبيب مضادات حيوية مناسبة للمساعدة على مكافحة العدوى وتقليل التورم. أما إذا كانت العدوى فيروسية – مثل حالات الإنفلونزا الشديدة – فقد تُستخدم الأدوية المضادة للفيروسات أو يُكتفى بالعلاج الداعم لتخفيف الأعراض حتى يتعافى الجسم تلقائيًا. [6][11]
وفي الحالات الأقل شيوعًا، قد يتطلّب الالتهاب الناجم عن عدوى فطرية أو طفيلية أدوية خاصة يحددها الطبيب. وغالبًا ما تعود الغدد اللمفاوية إلى حجمها الطبيعي بعد الشفاء من العدوى، ولكن في بعض الحالات قد تتكوّن خُراجات داخل الغدد تستدعي تدخّلًا جراحيًا بسيطًا لتفريغها. [6][11]
في المقابل، فإن علاج السرطان الذي يصيب الغدد اللمفاوية يعتمد على نوع الورم ومرحلته ومدى انتشاره. وقد تتضمن خطة العلاج واحدة أو أكثر من الطرق الآتية: [10][12]
- العلاج الكيماوي (Chemotherapy) لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي (Radiotherapy) لاستهداف الأورام في مناطق محددة.
- العلاج المناعي (Immunotherapy) لتحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا الخبيثة.
- العلاج الموجَّه (Targeted Therapy) الذي يركّز على البروتينات أو الجينات المسؤولة عن نمو الورم.
نصيحة الطبي
يُعدّ تورم الغدد اللمفاوية عرضًا شائعًا قد ينتج عن التهاب بسيط أو حالة سرطانية، ويُميّزه الطبيب من خلال الفحوصات السريرية والمخبرية والخزعة. ويعتمد العلاج على السبب؛ فبينما تُعالج الحالات الالتهابية بالمضادات الحيوية أو الراحة، بينما تحتاج السرطانية إلى علاج كيماوي أو إشعاعي أو مناعي حسب نوع الورم ومرحلته.
راجع الطبيب فورًا إذا لاحظت تورمًا مستمرًا في الغدد اللمفاوية، وظهرت عليك أي أعراض مقلقة، مثل فقدان الوزن دون سبب وصعوبة البلع والحمى المستمرة دون أي عدوى أو مرض.
يعد سرطان الغدد اللعابية نوعا نادرا من سرطانات الراس والرقبة حيث يشكل 6 8 فقط من اجمالي هذه السرطانات ولكن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :