حمى الضنك (بالإنجليزية: Dengue Fever) هي عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عبر لدغة بعوضة مصابة بأحد الأنواع الأربعة من فيروس الضنك، وتنتشر بشكل شائع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. تُسبب هذه العدوى ارتفاعًا في درجة الحرارة مصحوبًا بآلام في العظام والمفاصل والعضلات، كما قد يظهر طفح جلدي أحمر مشابه لحروق الشمس، وغالبًا ما تكون الإصابة الأولى خفيفة الأعراض، لكن عند التعرض لاحقًا لنوع مختلف من الفيروس، يزداد خطر تطوّر مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة. فكيف يمكن علاج هذا المرض في المنزل والأدوية؟ وهل يُمكن علاج حمى الضنك بالأكل؟ إليك الإجابة في هذا المقال! [1][2]

علاج حمى الضنك في المنزل

لا يُوجد علاج محدد لحمى الضنك، ففي أغلب الحالات يتعافى المريض تلقائيًا خلال أسبوع أو أسبوعين، وخلال هذه الفترة يوصي الطبيب باتباع النصائح والطرق الآتية لتخفيف الأعراض ودعم قدرة الجسم على التعافي:

الترطيب وتعويض السوائل

يُعتبر أهم خطوة في علاج حمى الضنك، خصوصًا أن الحمى وفقدان الشهية قد يُسببان الجفاف ونقص السوائل، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء والسوائل الآتية: [4][8]

  • العصائر الطبيعية، مثل عصير البرتقال، ولكن يفضل تجنب الأنواع التجارية الغنية بالسكريات.
  • ماء جوز الهند؛ لأنه غني بالأملاح والمعادن.
  • الشوربات الخفيفة؛ لأنها سهلة الهضم وترطب الجسم.
  • محاليل الإماهة الفموية (ORS)، وتُباع عادةً على شكل أكياس بودرة صغيرة في الصيدليات. ولاستخدامها التزم بالخطوات الآتية:
    • أذب كيسًا منها في لتر من الماء النظيف أو المغلي والمبرّد (وليس في العصير أو الحليب).
    • حرّك المحلول جيدًا حتى يذوب تمامًا.
    • يمكن للكبار شرب 100–200 مل (نصف كوب إلى كوب تقريبًا) كل ساعة، أمّا الأطفال، فقدم لهم كميات بسيطة باستخدام الملعقة أو السرنجة الفموية كل 10–15 دقيقة.
    • يجب استخدام المحلول خلال 24 ساعة فقط ثم التخلص من أي كمية متبقية بعد ذلك.

كما يُنصح بتجنب السوائل التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية لأنها قد تزيد من الجفاف. [4]

الراحة التامة

يحتاج الجسم إلى الراحة والنوم الكافي لمساعدة جهاز المناعة على مقاومة الفيروس. ويجب تجنّب الأنشطة البدنية المجهدة أو الوقوف لفترات طويلة، خاصة في الأيام التي تزداد فيها الحرارة أو الألم. [2]

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

تناول خافضات الحرارة

يمكن استخدام الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الحمى وآلام الجسم والمفاصل. ويُمنع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين، النابروكسين، أو الأسبرين، لأنها قد تزيد خطر النزيف وتؤثر سلبًا على الصفائح الدموية. [2]

تناول أطعمة ومشروبات تدعم المناعة

لا يمكن علاج حمى الضنك بالأكل وحده، ولكن التغذية السليمة تُعد جزءًا أساسيًا من خطة التعافي ودعم المناعة أثناء المرض، لهذا السبب يوصي الأطباء بالآتي: [1][2]

  • الإكثار من تناول الفواكه الطازجة وخاصة الغنية بفيتامين ج، مثل البرتقال، والكيوي والجوافة.
  • التركيز على الأطعمة الغنية بالحديد والفولات مثل السبانخ والعدس والبنجر، لدعم إنتاج الدم والصفائح.
  • تناول البروتينات قليلة الدهون وسهلة الهضم، مثل الدجاج المسلوق.
  • تجنب الأطعمة الدهنية أو الغنية بالتوابل؛ لأنها قد تجهد الجهاز الهضمي.

اقرأ أيضًا: الوقاية من حمى الضنك.

مراقبة الأعراض باستمرار

يُطلب الطبيب عادةً مراقبة درجة الحرارة، وعدد مرات التبول، ومستوى النشاط العام، خصوصًا أن الحالة قد تنتكس فجأةً، ويجب مراجعة الطبيب فور ظهور أي علامات مقلقة، مثل: [1][3]

  • ألم شديد في البطن.
  • نزيف من الأنف أو اللثة.
  • الخمول الشديد.
  • ارتفاع درجة الحرارة لـ 40 أو أكثر.
  • التقيؤ المستمر.
  • نزول دم في البراز أو القيء.
  • الشعور بالمرض الشديد.
  • صعوبة في التنفس.
  • أعراض الجفاف، مثل قلة التبول والعيون الغائرة.

اقرأ أيضًا: أعراض الجفاف عند الكبار وكيفية التعامل معها.

علاج حمى الضنك بالأدوية والطرق الطبية

حتى الآن، لا يوجد علاج نوعي يقضي على فيروس الضنك، لذلك يركّز العلاج الطبي على تخفيف الأعراض ومتابعة المضاعفات المحتملة مثل الجفاف أو انخفاض الصفائح الدموية. وفي الحالات البسيطة، يكتفي الطبيب عادةً بمراقبة المريض وإجراء فحوصات دورية لمستوى الصفائح الدموية لمتابعة تطوّر الحالة. [1][3]

بينما تستدعي الحالات الشديدة دخول المستشفى، خاصةً عند تطوّر الأعراض إلى حمّى الضنك النزفية أو متلازمة الصدمة الضنكيّة، حيث تتطلّب الحالة الإجراءات الآتية: [1][3]

  • تعويض السوائل عبر الوريد (IV Fluids) لضبط توازن السوائل في الجسم ومنع الجفاف.
  • نقل الدم أو الصفائح الدموية في حال حدوث نزيف حاد أو انخفاض شديد في عدد الصفائح.
  • المراقبة الدقيقة للعلامات الحيوية مثل ضغط الدم ونبض القلب ومستوى الوعي.
  • تجنب الأدوية التي تؤثر على تخثّر الدم إلا تحت إشراف طبي صارم.

بعد تحسن الأعراض، يُوصى بالاستمرار في الراحة وشرب السوائل لبضعة أيام إضافية، والحرص على مراجعة الطبيب في حال استمرار التعب أو ظهور كدمات أو نزيف بسيط. [1][3]

اقرأ أيضًا: مضاعفات حمى الضنك.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

علاج حمى الضنك بالأعشاب

رغم ترويج البعض للوصفات والأعشاب الشعبية لعلاج حمى الضنك، إلا أنه لا توجد حتى الآن أي دراسات علمية تؤكد قدرة الأعشاب على القضاء على الفيروس، كما أنها لا تغني عن العلاج الطبي. [5][6][8]

ويُوصي الأطباء دائمًا باستخدام الأعشاب فقط كوسيلة مساعدة لتخفيف الأعراض وترطيب الجسم، ومن هذه الأعشاب: [4][6][7]

يشيع استخدام أوراق البابايا تقليديًا لتخفيف أعراض حمى الضنك، وقد أظهرت دراسة حديثة أنها قد تساعد على رفع عدد الصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء، مما قد يُقلل خطر النزيف والمضاعفات.وللاستفادة منها يُوصى بتحضير العصير بطحن أوراق البابايا الطازجة مع الماء ثم تصفية المزيج للحصول على السائل.

  • أوراق النيم:

ذكرت دراسة حديثة أن مستخلص أوراق النيم ساعد في إيقاف نمو فيروس الضنك في المختبر، مما قد يُساعد على تخفيف الأعراض، ولكن هذه النتائج أولية ويلزمنا إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته وسلامة استخدامه لدى البشر.

  • الحلبة:

قد تُساهم بذور الحلبة في تخفيف الحمى وآلام الجسم المصاحبة لحمّى الضنك، كما قد تساعد على تحسين جودة النوم بفضل خصائصها المهدئة. ويمكن تناولها من خلال نقع بذور الحلبة طوال الليل، ثم تصفية الماء وشربه صباحًا للحصول على فائدتها المحتملة.

  • الكركم:

يُعرف الكركم بخصائصه المضادة للالتهاب، ما قد يساعد على تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء لدى مرضى حمى الضنك. ويمكن تناوله بطريقة بسيطة بخلط نصف ملعقة صغيرة من الكركم مع كوب من الحليب الدافئ وشربه قبل النوم، مما يُساهم أيضًا في تهدئة الجسم وتحسين النوم.

نصيحة الطبي

رغم أن حمى الضنك غالبًا ما تكون حالة بسيطة يمكن الشفاء منها بالرعاية المنزلية وتعويض السوائل، إلا أن الإهمال أو استخدام أدوية وأعشاب دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. لذا، احرص على الراحة وشرب السوائل بانتظام، واستشر الطبيب فور ظهور أي أعراض مقلقة مثل النزيف أو القيء أو آلام البطن الشديدة. تذكّر أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية هما مفتاح التعافي الآمن.

اقرا ايضاً :

انتشار فيروس زيكا الحالي خطر يهدد العالم