الميلانوما (Melanoma) من أخطر أنواع سرطان الجلد، وتنشأ من الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، الصبغة التي تمنح الجلد لونه. ورغم خطورتها، تصل فرص الشفاء من الميلانوما إلى 99% أو أكثر عند اكتشافها مبكرًا. يعتمد التشخيص على مراقبة دقيقة للبشرة، والتعرف على العلامات التحذيرية، وإجراء الفحوصات الطبية المتخصصة. في هذا المقال، سنستعرض أهم الطرق والفحوصات التي تساعد على الكشف المبكر عن الميلانوما وحماية صحتك. [1][2]
محتويات المقال
الفحص البدني وتقييم التاريخ المرضي والعائلي
يبدأ الطبيب عادةً بجمع التاريخ المرضي والعائلي للمصاب من خلال طرح الأسئلة الآتية: [2]
- كمية التعرض لأشعة الشمس أو عمليات التسمير (التان).
- التعرض لحروق شمس متقرحة سابقًا.
- الإصابة بسرطان الجلد سابقًا، سواء أكانت ميلانوما أم غيرها.
- إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بسرطان الجلد أو الميلانوما، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء.
- متلازمة الميلانوما المتعددة غير النمطية العائلية (FAMMM)، وهي اضطراب وراثي نادر يتسبب في ظهور عدد كبير من الشامات غير الطبيعية على الجلد.
وبعد ذلك، يبدأ الطبيب الفحص البدني بحثًا عن أي أعراض أو علامات تدل على الإصابة بسرطان الجلد أو الميلانوما، مثل: [2][3]
- نمو ورم أو شامة غير طبيعية، وزيادة حجمها بشكلٍ سريع.
- تكون تقرحات لا تشفى أو تلتئم.
- ملاحظة التغيرات الآتية على الشامات الموجودة سابقًا:
- عدم انتظام حوافها وشكلها.
- وجود أكثر من لون في الشامة.
- زيادة حجمها بسرعة كبير، وعادةً يكون قطرها أكبر من 0.5 سم.
- نزيف أو حكة مستمرة.
- تضخم الغدد الليمفاوية في المناطق الآتية:
- الرقبة.
- الفخذ.
- الإبط.
قد يهمك: هل البقع الحمراء من أعراض سرطان الجلد؟
فحص الجلد بجهاز الديرموسكوب
يُستخدم جهاز الديرموسكوب (بالإنجليزية: Dermoscopy) أو منظار الجلد لفحص الجلد بدقة أكبر، حيث يمكّن الطبيب من رؤية تفاصيل لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، مثل الأوعية الدموية الدقيقة والطبقات العميقة للجلد. ويحتوي الجهاز على ضوء خاص وعدسة مكبّرة، ويتم وضعه مباشرة على سطح الجلد، ما يساعد على تقييم أي تغيّرات قد تشير إلى وجود الميلانوما أو غيرها من المشكلات الجلدية. [2]
وقبل إجراء الفحص، يُوصي الطبيب عادةً بتجنب وضع أي كريمات أو مستحضرات تجميل على الجلد، ويفضل ارتداء ملابس واسعة لتسهيل عملية الفحص. [2]
خزعة الجلد
خزعة الجلد (Skin biopsy) هي إجراء بسيط يتم خلاله أخذ عينة صغيرة من خلايا الجلد أو الأنسجة لفحصها في المختبر، ويُساعد هذا الفحص في تحديد ما إذا كانت الخلايا تحتوي على خلايا سرطانية أم لا. ويعتمد نوع الخزعة عادةً على شكل الورم الجلدي وحجمه. [2]
أنواع خزعات الجلد المستخدمة لتشخيص الميلانوما: [2][4]
- الخزعة الاستئصالية (Excisional biopsy):
تعتبر أفضل طريقة لتشخيص الميلانوما بدقة؛ حيث يقوم الطبيب بإزالة كامل المنطقة المصابة باستخدام مشرط جراحي. ويُفضل إجراء هذا النوع عند الاشتباه بالإصابة بالميلانوما.
- خزعة التخريم (Punch biopsy):
تستخدم عندما يكون الورم كبيرًا جدًا؛ إذ تُزال قطعة دائرية من الجلد تشمل معظم المنطقة المصابة مع جزء من الحافة المحيطة بها. وفي بعض الحالات، قد تُزيل الأداة الورم بالكامل.
- خزعة الحلاقة (Shave biopsy):
يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بكشط سطح الجلد باستخدام أداة تشبه الشفرة، لفحص الطبقة العلوية من الجلد. يُعتبر هذا الإجراء الأكثر شيوعًا.
إلى جانب خزعة الجلد، قد يطلب الطبيب أخذ خزعة من العقد الليمفاوية لتحديد مدى انتشار الميلانوما، ومن الأمثلة عليها: [2]
- الشفط بالإبرة الدقيقة (Fine Needle Aspiration - FNA):
تستخدم عند تضخم العقد اللمفاوية لسحب كمية صغيرة من السوائل أو الخلايا وفحصها بالمختبر.
- خزعة العقدة اللمفاوية الحارسة (Sentinel Lymph Node Biopsy - SLNB):
عادةً ما تُجرى هذه الخزعة عندما يكون سمك الميلانوما أكثر من 1 ملم، أو أحيانًا بين 0.75 و1 ملم. يقوم الطبيب بأخذ العقدة الحارسة، وهي أول عقدة لمفاوية تستقبل السوائل من منطقة الورم، لفحص وجود خلايا سرطانية.
اقرأ أيضًا: هل إزالة الشعر بالليزر تسبب السرطان؟
فحوصات إضافية
من الفحوصات الأخرى التي قد يطلبها الطبيب لتأكيد تشخيص الميلانوما ما يلي: [1][4][5]
- فحوصات الدم:
قد يوصي الطبيب بإجراء بعض فحوصات الدم التي تكشف عن مواد مرتبطة بالسرطان، لتوفير مؤشرات مهمة عن مدى تقدم المرض. على سبيل المثال، ارتفاع مستوى إنزيم اللاكتات ديهيدروجينيز (LDH) قد يشير إلى احتمال انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى مثل الكبد، كما يمكن أن يكون علامة على صعوبة السيطرة على المرض أو علاجه.
- الفحوصات الجينية:
في الحالات المتقدمة للميلانوما، قد يُطلب إجراء اختبار جيني على نسيج الورم لتحديد الطفرات الجينية، مثل BRAF أو NRAS، لأنها تساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب.
- الفحوصات التصويرية:
تجرى هذه الفحوصات للتأكد من انتشار الورم لأجزاء أخرى من الجسم، ومن الأمثلة عليها:
-
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
اقرأ أيضًا: سرطان الجلد عند الرجال.
نصيحة الطبي