يُعد الميتفورمين (Metformin) أول دواء يوصف للمريض عند تشخيصه بمرض السكري (Diabetes) في معظم الحالات، فهو يُقلل صنع الجلوكوز في الكبد، ويُقلل من مقاومة الإنسولين في الجسم، كما يُقلل من امتصاص الجلوكوز من الطعام في الأمعاء، فيُساعد بالتالي على خفض مستوى السكر التراكمي، ويؤخر الإصابة بمرض السكري إذا تم تناوله في مرحلة ما قبل السكري (Prediabetes). [2]

وبالرغم من أهميته وفوائده يرتبط تناول الميتفورمين بظهور بعض الآثار الجانبية التي قد تُسبب عدم الراحة لدى البعض، فما هي؟ وكيف يمكن تجنبها؟ تعرف على الآثار الجانبية للميتفورمين وطرق التعامل معها في هذا المقال.

الآثار الجانبية للميتفورمين

قد يُسبب تناول الميتفورمين بعض الآثار الجانبية البسيطًة التي يُمكن تحملها، والتي تختفي غالبًا مع الوقت عندما يعتاد الجسم على الدواء، لكن في بعض الحالات قد تظهر آثار جانبية أخرى نادرة الحدوث، والتي تستدعي التدخل الطبي، فيما يلي توضيح لهذه الآثار الجانبية: [2][5]

الآثار الجانبية الشائعة للميتفورمين

ترتبط معظم هذه الآثار بالجهاز الهضمي، وتظهر على أكثر من شخص واحد من بين كل 100 شخص، وأهمها: [1][2][3][4]

  • الغثيان، يُعد من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للميتفورمين والمتعلقة بالجهاز الهضمي، ويُمكن تخفيف حدّته بأحد الطرق التالية:
    • تناول الشكل الصيدلاني طويل المفعول من الميتفورمين (Extended Release)، فقد وُجد أنه يقي من الارتفاع المٌفاجئ لمستوى الدواء في الدم، مما يقلل من احتمالية ظهور الأعراض الهضمية المُصاحبة، ومنها: الغثيان.
    • التدرج في زيادة جرعة الميتفورمين خلال عدة أسابيع للوصول إلى الجرعة المطلوبة، ولا بد من استشارة الطبيب للمُساعدة في ذلك.
    • تناول جرعة الميتفورمين مع تناول الطعام.
  • القيء، لتعويض نقص السوائل الناجم عن القيء يُنصح بشرب الماء على دفعات صغيرة، كما يوصى باستشارة الطبيب إذا كان القيء شديدًا لتحديد إذا كان المريض يحتاج لتناول مضادات القيء.
  • ألم البطن، يمكن التخفيف من الشعور بألم البطن أو المعدة باتباع الآتي:
    • تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة، وتناولها على فترات بدلًا عن تناول وجبات كبيرة، بالإضافة إلى الأكل والشرب بشكل أبطأ من المعتاد.
    • وضع قربة ماء ساخنة، أو مصدر حراري دافئ على منطقة البطن.
  • الإسهال، يُمكن تجنب هذا العرض بتناول الميتفورمين طويل المفعول، وشرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف الذي قد يُسببه الإسهال، كما يٌنصح باستشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل تناول أي أدوية مضادة للإسهال.
  • انخفاض الشهية، لتجنب هذا العرض يُنصح بالأكل في الأوقات التي كان المريض يجوع خلالها حتى لو لم يكن يشعر بذلك، وتقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة وتناوله على فترات متكررة خلال اليوم.
  • الانتفاخ والغازات، يُساعد تناول جرعة الدواء أثناء الأكل على التخفيف من هذه الآثار.
  • تغيرات في الطعم، يعد أكثرها شيوعًا شعور المرضى بطعم معدني في الفم، كما قد يشعر المريض بطعم غير مرغوب به في فمه، أو تغير في حاسة التذوق. يُمكن أن يساعد مضغ العلكة الخالية من السكر على تخفيف الشعور بالطعم المعدني وغير المرغوب به.
  • التهاب المسالك البولية، يُمكن للميتفورمين أن يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية، فإذا أحس المريض بوجود أعراض التهاب البول، مثل: تغيرات في لون وطبيعة البول، أو ألم وصعوبة التبول، أو حتواءالبول على الدم يُنصح بزيارة الطبيب فورًا.
  • أعراض جانبية شائعة أخرى، مثل:
    • الشعور بالامتلاء والشبع.
    • عُسر الهضم.
    • الإمساك.
    • تغيرات في التنفس.
    • آلام العضلات.
    • الصداع.

لا تظهر الآثار الجانبية المذكورة سابقًا على جميع المرضى، وإذا شعر المريض بأي عرض منها يُنصح بمراجعة طبيبه لتقييم شدة العرض الجانبي، وإرشاده إلى الحل المناسب للتعامل معه. [1

الآثار الجانبية النادرة للميتفورمين

يمكن أن يُسبب الميتفورمين بعض الآثار الجانبية النادرة التي قد يكون بعضها خطيرًا، وأهمها: [1][2][3][5][6]

نقص فيتامين ب12

من الآثار الجانبية التي تزداد احتمالية ظهورها عند تناول الميتفورمين لفترة طويلة، ويظهر على هيئة الأعراض الآتية:

  • شحوب البشرة.
  • الشعور بالتعب.
  • ضعف العضلات.
  • احمرار اللسان.
  • قروح في الفم.
  • مشاكل في الرؤية.
  • فقر الدم.
  • اعتلال الأعصاب الطرفية، والذي يُسبب شعور المريض بالخدر، أو وخز الساقين.

إذا ثبت أن المريض يُعاني من نقص فيتامين ب12 من خلال الفحوصات المخبرية يُنصح بتناول الأغذية التي تحتوي عليه، مثل: الدجاج، والبيض، واللحوم، ومنتجات الألبان، أو قد يتم وصف المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين.

انخفاض سكر الدم

تزداد احتمالية انخفاض سكر الدم أثناء تناول الميتفورمين إذا كان المريض مصابًا بالسكري، ويتناول أدوية أخرى لخفض سكر الدم إلى جانبه، ولكن تناول الميتفورمين وحده لا يسبب انخفاض سكر الدم غالبًا، إلا إذا تم تناول الميتفورمين دون تناول الطعام خلال اليوم، أو عند القيام بمجهود بدني كبير. ومن أهم العلامات التي تدل على انخفاض سكر الدم لدى المريض:

  • الشعور بالجوع.
  • الارتجاف.
  • التعرق.
  • صعوبة التركيز.

للتغلب على هذا الأثر الجانبي يُنصح بتناول الوجبات الرئيسية في أوقاتها وعدم تخطي أي منها بما في ذلك وجبة الفطور، وتناول المزيد من النشويات في حال القيام بتمارين رياضية أو جهد أكبر من المُعتاد، وإبقاء مشروب محلى أو مكعبات من السكر مع المريض باستمرار ليتناولها إذا شعر بأعراض انخفاض السكر.

الحماض اللبني

يسمى أيضًا الحماض اللاكتيكي (Lactic Acidosis) وهي حالة يتراكم فيها حمض اللاكتيك الذي تنتجه خلايا الدم والعضلات في الدم ولا يستطيع الجسم التخلص منه، وعندما يظهر هذا العرض بسبب تناول الميتفورمين فإنه يُسمى الحماض اللبني المرتبط بالميتفورمين، أما حول الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، فهي كالآتي:

  • تكون أعراض الإصابة بالحماض اللبني في البداية مشابهة للآثار الجانبية التي قد يُسببها الميتفورمين، مثل: الضعف العام، والدوخة، وضيق التنفس، وآلام المعدة.
  • قد يُصاب البعض أيضًا باضطراب في معدل ضربات القلب، أو خدران وبرودة في الأطراف.
  • إذا لم يتم التعامل مع الحماض اللبني فقد يتطور الأمر مؤديًا إلى عدم انتظام ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، وانخفاض حرارة الجسم، والوفاة.

يٌعد هذا الأثر الجانبي نادر الحدوث، لكنه خطير ويحتاج إلى تدخل طبي عاجل، وتزداد احتمالية ظهوره عند المرضى الذين يزيد عمرهم عن 65 سنة، أو عند الخضوع للعمليات الجراحية، أو عند الإصابة بمشاكل في القلب، أو التنفس، أو الكلى، أو الكبد.

أعراض جانبية نادرة أخرى

قد تشمل الأعراض النادرة الاخرى على ما يأتي:

  • التعرق.
  • الاحمرار.
  • الطفح الجلدي.
  • ظهور تغيّرات في لون الأظافر.

الآثار الجانبية للميتفورمين أثناء الحمل

يٌعد تناول الميتفورمين آمنًا أثناء الحمل على الرغم من أنه يعبر المشيمة، إلا أن ذلك لم يرتبط بوجود خطر على تطور الجنين، ولكن بينت نتائج دراسة أجريت في عام 2022 على مجموعة من الأطفال الفنلندين المولودون في الفترة بين 2004- 2016 أن أخذ دواء الميتفورمين خلال فترة الحمل يزيد من احتمالية صغر حجم الجنين بالنسبة لعمر الحمل، لذا لا بد من توخي الحذر في حال عدم حصول الجنين على التغذية الكافية. [5][7]

تتضمن الآثار الجانبية التي قد تصيب الحامل أثناء تناولها للميتفورمين الآثار السابقة ذاتها التي قد تُصيب البالغين، مثل: الغثيان، والقيء، والإسهال، وغيرها، كما يمكن أن يسبب الميتفورمين تفاقم الشعور بالغثيان الصباحي الذي يُصيب بعض الحوامل، وعندها قد يصف الطبيب أقل جرعة فعالة للمساعدة في تقليل هذه الآثار الجانبية. [5][7]

نصيحة الطبي

من الممكن أن تشعر ببعض الآثار الجانبية للميتفورمين عند البدء بتناوله، لكن بمرور الوقت قد يختفي العديد منها، كما ستُساعدك النصائح، مثل: تناول الميتفورمين طويل المفعول، أو تناوله أثناء الأكل على تجنب بعضها او التخفيف منها، ولكن إذا شعرت بآثار جانبية شديدة ننصحك بالتواصل مع طبيبك.

يمكنك الاستفادة من خدمات أطبائنا المعتمدين في منصة الطبي عبر إجراء مكالمة صوتية في أي وقت ومن أي مكان.

اقرا ايضاً :

حقن العصب الوركي فوائدها وأضرارها