قدرة الإحساس بالحرارة والبرودة، وقدرة معرفة التغيير في درجة الحرارة. يستطيع الاإنسان التمييز بين مختلف درجات البرودة والحرارة ابتداء من درجة التجمد ومروراً بالبرودة الشديدة والبرودة المعتدلة والدفء والاحساس الحار والحار المحرق والمؤلم. ويتم التمييز بين التدرجات الحسية بوساطة ثلاثة نماذج من المستقبلات هي مستقبلات البرودة والدفء ومستقبلات الألم، حيث تثار مستقبلات الألم من الدرجات المرتفعة جدا للحرارة أو المنخفضة منها أي من درجة الاحتراق ودرجة التجمد المسببتين لحدوث أذية الجلدية. مستقبلات الإحساس الحراري: توزعها: تتوزع مستقبلات البرودة والدفء تحت طبقات الجلد السطحية ويفوق عدد مستقبلات البرودة عدد مستقبلات الدفء بثلاثة إلى عشرة اضعاف في معظم أنماط الجسم، كما يتفاوت عدد مستقبلات البرودة من منطقة إلى أخرى في الجسم. ويعتقد أن مستقبلات الدفء هي من نمط النهايات العصبية الحرة، وينتقل الإحساس بالدفء عبر ألياف من أنماط C بسرعة 0.4-2 م/ثا، ويتم الإحساس بالبرودة بوساطة مستقبلات البرودة التي ترتبط مع ألياف نخاعينية من نمط A& التي تبلغ سرعة النقل فيها نحو 20 م/ثا، كذلك تنتقل بعض احساسات البرودة بوساطة ألياف من النمط C بمعنى انه قد تستقبل من النهايات العصبية الحرة كما في احساسات الدفء. تحريضها: تختلف استجابة الألياف العصبية باختلاف درجات الحرارة، فمثلا تتنبه المستقبلات الالمية فقط ضمن مجال درجات الحرارة المنخفضة جدا وقد تصبح غير قابلة للتنبيه في حال الاقتراب من درجة التجمد، كما يتوقف الإحساس بالألم حينما تبلغ درجة الحرارة 10-15 درجة مئوية حيث تبدأ مستقبلات البرودة بالتنبه، وعندما تبلغ درجة الحرارة 30 درجة مئوية تبدأ مستقبلات بالتنبه، وتجمد مستقبلات الدف عند الدرجة 43 درجة مئوية، وبعدها تبدأ ألياف حس الألم بالتنبه من الحرارة المحرقة عند درجة 45 مئوية. وهكذا يستطيع الانسان تحديد التدرجات المختلفة للاحساسات الحرارية بحسب درجة التنبيه التي تتعرض لها كل من الأنواع المختلفة من النهايات نسبة لبعضها بعضا، وتسبب الدرجات المنخفضة جدا للحرارة (دون الـ 10 درجة مئوية) والدرجات شديدة الارتفاع حدوث الألم (45 درجة مئوية). ج- تلاؤمها: عندما يتعرض مستقبل البرودة فجأة لانخفاض شديد في درجة الحرارة فانه يتنبه بشدة في بادئ الأمر. ولكن هذه الشدة تتضاءل بسرعة خلال الثواني الأولى ثم تصبح ابطأ خلال نصف الساعة الأولى، وهذا يعني أن المستقبل يتلاءم إلى حد كبير إلا انه لا يتلاءم 100%. فالمستقبل يستجيب بشدة لتغيرات درجة الحرارة إضافة لاستجابة على درجات الحرارة الثابتة. وهنا يوضح السبب هو أن سرعة تدني درجة الحرارة إلى حد معين يؤدي إلى الشعور بالبرودة أكثر من الشعور بها عندما تبقى درجة الحرارة ثابتة إلى الحد نفسه، وينطبق هذا الشيء على ارتقاع درجة الحرارة حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة لحد معين إلى الشعور بالدفء أكثر من الشعور به عندما تكون درجة الحرارة ثابتة إلى الحد نفسه. د- آلية تنبيه المستقبلات الحرارية: تؤدي التغيرات في درجة الحرارة إلى تبدل في معدل التفاعلات الحيوية في المستقبل، حيث يؤدي تغيير درجة الحرارة بمقدار عشرة درجات مئوية إلى تغير بمعدل التفاعلات الحيوية داخل الخلوية بمقدار الضعف. ويجب الإشارة إلى ضرورة تنبيه مساحات واسعة من الجلد ليتم التمييز بين مختلف درجات الحرارة، حيث تحتوي المساحات الصغيرة على عدد قليل جدا من مستقبلات الحرارة والبرودة، ولابد من جمع التنبيهات لعدد كبير من مستقبلات كل نمط من الاحساسين ليتم الإحساس بنمط واحد بشكل جيد. تنتقل الإشارات الحرارية في ألياف خاصة بها موازنة للألياف الألمية، وبعد دخولها للنخاع الشوكي فإنها تسير في سبيل ليساور ثم تنتهي في الصفائح I ، II ، III ، من القرن الخلفي كما هو في الإشارات الألم. ثم تتابع الإشارات مسيرها بوساطة ألياف السبيل الأمامي الجانبي المقابل بعد أن تصالب المادة الرمادية في النخاع الشوكي ثم تصعد للأعلى حتى تصل إلى التكوين الشبكي في جذع الدماغ والى المركب البطني القاعدي المهادي، ثم تنتقل بعض الإشارات العصبية الحرارية من المركب البطني القاعدي المهادي إلى القشرة الحسية الجسمية، وهذا يفسر انخفاض القدرة على التمييز بين تدرجات الحرارة عند استئصال التلفيف خلف المركزي أي استئصال القشرة الحسية الجسمية.
144 طبيب
موجود حاليا للإجابة على سؤالك
هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.
ابتداءً من
7.5 USD فقط
ابدأ الان