مرض ألزهايمر هو اضطراب عصبي تنكسي يؤثر على خلايا الدماغ، ممّا يؤدي إلى تدهور الذاكرة والقدرات الإدراكية والمعرفية الأخرى، مثل: التفكير، والسلوك، والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. لكن هل تعلم أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال! فما السر وراء ذلك؟
ما دور الكروموسوم X في زيادة خطر الإصابة بألزهايمر عند النساء؟
تمتلك النساء نسختين من الكروموسوم X، مقابل نسخة واحدة لدى الرجال. وقد وجدت الأبحاث أن بعض الجينات الموجودة على هذا الكروموسوم تؤثر على صحة الدماغ والجهاز المناعي، وربما تلعب دورًا في تطور ألزهايمر.
في دراسة نُشرت في مارس 2024 في مجلة Science Advances، أشار الباحثون إلى أنّ النساء يُشكّلن حوالي ثلثي المصابين بمرض ألزهايمر في الولايات المتحدة وحدها، ويعتقد العلماء أن السبب قد يكون مرتبطًا ببعض الجينات المرتبطة بالكروموسوم X التي قد تسهم في تراكم البروتينات السامة (مثل بيتا أميلويد وتاو) في الدماغ.
كيف تؤثر التغيرات الهرمونية على خطر الإصابة بألزهايمر لدى النساء؟
لا يقتصر الأمر على العوامل الجينية، إذ تلعب التغيرات الهرمونية دورًا مهمًا أيضًا، خاصةً خلال مرحلة انقطاع الطمث، ففي هذه المرحلة، تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون بشكل ملحوظ، وهما من الهرمونات الأساسية التي تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ ودعم وظائفه، وهذا ما قد يفسر سبب ارتفاع نسبة الإصابة لدى النساء مع التقدم في العمر.
ولتخفيف أعراض سن اليأس تلجأ الكثير من السيدات للعلاج الهرموني البديل (HRT)، ولكن الأبحاث الحديثة بينت أن وقت استخدام العلاج يلعب دورًا كبيرًا في تأثيره على صحة الدماغ، فقد كشفت دراسة أجرتها الدكتورة راشيل باكلي من كلية الطب في جامعة هارفارد أنّ النساء اللواتي بدأن استخدام العلاج بعد سن السبعين، ظهرت لديهن مؤشرات أعلى لتلف الدماغ، مثل زيادة نسبة بروتين تاو المرتبط بألزهايمر، ممّا قد يزيد من فرص تراجع القدرات المعرفية لديهنّ مع الوقت.
هل ما زالت أسباب ألزهايمر عند النساء غير مفهومة بالكامل؟
رغم التقدّم في فهم العوامل الوراثية والهرمونية المرتبطة بالإصابة، إلا أن الصورة الكاملة لسبب زيادة خطر ألزهايمر لدى النساء ما زالت غير واضحة تمامًا.
يؤكد العلماء أن المرض لا يرتبط بعامل واحد فقط، بل هو تفاعل معقد بين الجينات، والهرمونات، ونمط الحياة، والعمر. لذا، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأبحاث لفهم هذه العلاقة بشكل أدق.
كيف تقللين خطر إصابتك بألزهايمر؟
- اختاري طعامك بذكاء: اتبعي نظامًا غذائيًا متوزانًا غنيًا بالخضروات والفواكه ومضادات الأكسدة؛ فالنظام الغذائي الصحيّ أظهر نتائج واعدة في حماية خلايا الدماغ.
- تحركي بانتظام: حافظي على نشاطك البدني من خلال المشي أو ممارسة التمارين معتدلة الشدة بانتظام، فهذا يُحسّن تدفق الدم إلى الدماغ ويقلل من خطر التدهور المعرفي.
- حفزي دماغكِ: حاولي تحفيز دماغك بأنشطة مثل القراءة، حل الألغاز، أو تعلم مهارات جديدة؛ فهي تساعد في تقوية الروابط العصبية.
- تابعي صحتكِ: اهتمي بإجراء فحوصاتك الدورية، خاصةً عند مع التقدم في العمر.
مع تقدم الأبحاث في هذا المجال، نأمل أنّ نتمكن من تطوير استراتيجيات أفضل للوقاية والعلاج من المرض، وربما إيجاد علاجات توقف تقدم المرض تمامًا!.
إذا كان لديكِ أي أسئلة حول صحة الدماغ والوقاية من ألزهايمر، لا تترددي بحجز استشارة مع أحد أطبائنا المعتمدين عبر موقع الطبي!