مع توسع موجة الإنفلونزا والبرد هذا الموسم، أشعلت حقنة هتلر جدلًا على منصات السوشال ميديا، وعلى رأسها منصة إكس، بين مروجين يرونها علاجًا فوريا للبرد وأعراض الإنفلونزا، وبين أطباء حذروا من مخاطر استخدامها التي قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات! فما هي حقنة هتلر؟ ولماذا حذرت منها وزارة الصحة في مصر؟ وكيف يُمكن أن تعرض حياتك للخطر؟
ما حقيقة حقنة هتلر؟
حقنة هتلر ليست دواءً معتمدًا طبيًا، بل خليط دوائي شائع التحضير في بعض المناطق، وعادةً تستخدم لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا بسرعة.
وتتكون غالبًا من:
- مضاد حيوي: مثل سيفوتاكسيم أو أحد مشتقات السيفالوسبورين.
- الكورتيزون: عادةً ما يكون ديكساميثازون.
- مسكن وخافض للحرارة: مثل ديكلوفناك، الذي يُعد أحد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المستخدمة لتخفيف الألم وخفض الحرارة.
لماذا لا تعالج حقنة هتلر البرد والإنفلونزا؟
نزلات البرد والإنفلونزا وأغلب حالات كورونا هي أمراض فيروسية، بينما يحتوي هذا الخليط على مضاد حيوي لا يؤثر على الفيروسات إطلاقًا.
أما مكوّنات الحقنة الأخرى، مثل الكورتيزون والمسكنات؛ فهي تُخفف الأعراض مؤقتًا، لكنها لا تعالج سبب المرض، بل قد تؤدي إلى تفاقم الحالة وظهور مضاعفات قاتلة عند استخدامها بجرعات كبيرة!
باختصار، صحيحٌ أنّ حقنة هتلر قد تخفف بعض الأعراض سريعًا، إلا أنّها لا تعالج الفيروس المسبب للمرض، ولا تسرع الشفاء، بل ضررها أكبر من نفعها.
تحذير رسميّ: حقنة هتلر تهدد الحياة!
حذّر الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، من خطورة حقنة هتلر، والتي تعرف أيضًا بالحقنة الثلاثية، وأكد أنها قد تعرض حياة المريض للخطر.
فقد وضّح عبد الغفار أنّ خلط مضاد حيوي مع كورتيزون ومسكن قوي دون ضوابط علمية قد يؤدي إلى تفاعلات ضارة أو سامة، مع التأكيد على عدم وجود أي دراسات علمية تثبت سلامتها أو فعاليتها.
كما شدد على أن الكورتيزون يُعتبر أخطر مكوناتها؛ لأنّه يعمل على إضعاف جهاز المناعة، ويُقلل قدرته على محاربة الفيروسات المسببة للعدوى، مما يزيد احتمالية تطور مضاعفات خطيرة، وأضاف إلى أنّ استخدامها أكثر من مرة يزيد من خطر الإصابة بـ:
- ارتفاع السكر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات القلب والأوعية الدموية.
- قرحة المعدة ونزيف الجهاز الهضمي.
من الأكثر عرضة لمضاعفات حقنة هتلر؟
استخدام حقنة هتلر قد يكون خطرًا على الجميع، لكنه يصبح أكثر تهديدًا للفئات الآتية:
- مرضى السكري (ارتفاع مفاجئ في السكر).
- مرضى ضغط الدم (ارتفاع حاد بالضغط).
- مرضى القلب (احتباس سوائل وإجهاد القلب).
- المصابون بقرحة المعدة (نزيف حاد).
- مرضى الكلى (احتمال الفشل الكلوي).
بدائل آمنة لحقنة هتلر: طرق للتغلب على أعراض البرد والإنفلونزا
بدلًا من اللجوء إلى هذه التركيبات العشوائية، ينصح الأطباء بـ:
- الراحة التامة والنوم الكافي.
- الإكثار من السوائل والمشروبات الدافئة.
- استخدام خافضات الحرارة الآمنة عند الحاجة.
- مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض أو ساءت.
- الالتزام بالتطعيمات الموسمية للإنفلونزا وكورونا.
قد يهمك: 10 طرق لعلاج الإنفلونزا في المنزل!
نصيحة الطبي
لا توجد “حقنة سحرية” تشفي العدوى الفيروسية خلال ساعات. واستخدام حقنة هتلر قد يمنح شعورًا زائفًا بالتحسن، لكنه يخفي وراءه مخاطر حقيقية قد تصل إلى مضاعفات قاتلة. القرار الآمن يبدأ دائمًا من استشارة الطبيب والالتزام بالعلاج العلمي الصحيح.