سرّ العمر الطويل لا يكمن في الجينات فقط بل في أسلوب حياتك!

سرّ العمر الطويل لا يكمن في الجينات فقط بل في أسلوب حياتك!

يظن كثيرون أن الجينات وحدها هي التي تحدد صحتنا وطول عمرنا، لكن دراسة حديثة أجراها معهد هاوارد الطبي كشفت مفاجأة: عاداتك الصحية لا تؤثر فيك فقط، بل قد تحدد عمر وصحة أطفالك في المستقبل!

دودة صغيرة غيرت مفهومنا عن الوراثة والعمر الطويل!

في معهد هاوارد الطبي الأمريكي، أجرى العلماء سلسلة من التجارب على دودة C. elegans المجهرية، والتي تعيش لفترة قصيرة لا تتجاوز أكثر من 12- 20 يومًا فقط.

خلال هذه التجارب، ركّز الباحثون على زيادة نشاط إنزيم معين داخل الليسوسومات (بالإنجليزية: Lysosome)، وهي الأجزاء المسؤولة عن تنظيف الخلايا وإعادة تدوير مخلفاتها، وكانت النتائج صادمة! فقد زاد عمر الدودة بنسبة 60%، وعندما تم تهجين الديدان طويلة العمر مع ديدان طبيعية، وُلدت أجيال جديدة عاشت أطول من المعتاد — رغم عدم حدوث أي تغيير في الحمض النووي!

واستمر هذا التأثير لأربع أجيال متتالية، ليُظهر أنّ الوراثة لا تحددها الجينات فقط، وأن العمر الطويل قد يُورث بطرق أخرى.

اقرأ أيضًا: الهرولة بانتظام قد تزيد عمرك!

سر العمر الطويل قد يكون في الهيستونات

الهِستونات (بالإنجليزية: Histones) هي بروتينات صغيرة تحيط بالحمض النووي (DNA)، وتعتبر مفاتيح التحكم في الخلية؛ فهي تنظم وتتحكم بتشغيل الجينات أو إيقافها.

وقد أظهرت الدراسة أنّ التغييرات التي تحدث في الليسوسومات، مثل الصيام أو التعرض للضغط، تنتج نوعًا خاصًا من هذه البروتينات يحمل ذاكرة كيميائية قد تنتقل من خلايا الجسم إلى الخلايا التناسلية.

أو بعبارة أبسط: أظهرت نتائج الدراسة أنّ أسلوب حياتك قد يُؤثر على صحة أطفالك مستقبلًا، وربما يُعيد برمجة جيناتهم!

الوراثة اللاجينية: كيف تؤثر اختياراتك اليومية على عمر أطفالك؟

يعتقد معظمنا أن الوراثة تعتمد فقط على الحمض النووي والجينات، وأن الصفات تنتقل عند التكاثر ولا تتأثر كثيرًا بأسلوب حياتنا، مثل لون العين أو فصيلة الدم. هذا ما نسميه الوراثة الجينية.

ولكن يوجد نوعٌ آخر من الوراثة اللاجينية التي تعتمد على الهيستونات، وتتحكم بصفات مهمة مثل العمر والحالة الصحية، حتى دون تعديل الشيفرة الوراثية للخلية، وتتأثر الوراثة اللاجينية بعوامل بيئية عديدة، مثل:

  • طبيعة الغذاء.
  • الصيام.
  • التعرض للملوثات والسموم.

أهمية هذا الاكتشاف

أكد الباحثون أن هذه النتائج توضح مدى تأثير عاداتك اليومية على صحة وحياة أطفالك في المستقبل، ففي فكل مرة تصوم، أو تختار طعامًا صحيًا، أو تمارس الرياضة، أنت لا تفيد نفسك فقط، بل تحفظ رسائل مفيدة لخلايا أطفالك تساعدهم على العيش حياة أطول وأكثر صحة!

قد يُهمك: لماذا يعيش بعض الأشخاص حتى عمر المئة؟

نصائح علمية لتعيش حياة أطول بصحة أفضل

لاحظ الباحثون أنّ التغييرات المفيدة في الليسوسومات تنشط من خلال الصيام واتباع بعض العادات الصحية، مثل:

  • جرّب الصيام المتقطع؛ فهو يُساعد على تجديد وإصلاح خلاياك.
  • قلل من الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة.
  • مارس الرياضة يوميًا لمدة نصف ساعة على الأقل.
  • أقلع عن التدخين وامتنع عن شرب الكحول.
  • ركز على تناول الأطعمة الصحية وأكثر من الخضروات والفواكه الطازجة.

اقرأ أيضًا: مصادر دهون تجعلنا نعيش لمدة أطول!

لذا يبدو أنّ السرّ في العمر الطويل لا يقتصر على الجينات فقط، لذا غيّر روتينك اليومي واجعل الصيام والرياضة والأكل الصحي جزءًا من حياتك!

لا تتردد في استشارة طبيب معتمد من الطبي للإجابة عن استفساراتك.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

صيدلانية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة اليرموك عام 2019، أعمل في مجال كتابة وتدقيق المحتوى الطبي منذ عام 2019، وأسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تعزز الوعي الصحي

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية