لطالما اعتُبر الكلورهيكسيدين الخيار الأول لدى أطباء الأسنان لعلاج التهابات اللثة والقضاء على البكتيريا، نظرًا لفعاليته العالية مقارنة بغسولات الفم التجارية التي تركز غالبًا على تحسين رائحة الفم فقط. إلا أن الدراسة الجديدة، الصادرة عن جامعة الشارقة والمنشورة في مجلة Journal of Herbal Medicine، تسلط الضوء على بديل طبيعي قد يحقق نتائج قريبة وربما تتفوق في بعض الجوانب.
الأليسين: السر وراء فعالية غسول الثوم
أظهرت الدراسة أن استخدام غسول الثوم بتركيزات عالية قلّل نمو البكتيريا المسؤولة عن تسوّس الأسنان وتكوّن البلاك، وهي طبقة لزجة من البكتيريا وبقايا الطعام تتراكم على الأسنان، وتزيد من خطر الإصابة بالتهابات اللثة ومشكلات الأسنان.
المدهش، أنّ فعالية هذا الغسول الطبيعي كانت مشابهة لغسول الكلورهيكسيدين في بعض الاختبارات. ويرجع ذلك إلى مركب الأليسين في الثوم؛ فهو يُساعد على إضعاف جدار خلايا البكتيريا، مما قد يُؤدي إلى موتها ومنعها من التكاثر.
مقارنة مباشرة مع الكلورهيكسيدين
في اختبارات مخبرية متعددة، قدم غسول الثوم فعالية قريبة من غسول الكلورهيكسيدين، بل أظهر في بعض الحالات تأثيرًا يدوم لفترة أطول. كما أشار الباحثون إلى ميزة إضافية تتمثل في أن غسول الثوم لا يسبب تصبغات الأسنان، وهي إحدى المشكلات الشائعة المرتبطة بالاستخدام المطوّل للكلورهيكسيدين.
ومن جهة أخرى، يمتاز غسول الثوم بإمكانية الحصول عليه دون وصفة طبية، خلافًا لبعض المستحضرات الطبية التي تتطلب إشرافًا متخصصًا.
قد يهمك: أنواع غسول الفم بالصور!
لماذا يتجه الباحثون نحو بدائل طبيعية لغسول الفم؟
مع أنّ غسول الكلورهيكسيدين يُعتبر من أفضل الغسولات الطبية، إلا أنّ بعض الدراسات أظهرت أنّ البكتيريا قد تطوّر مقاومة تجاهه، وهذا يعني أنّ فعاليته قد تقل عند استعماله لمدة طويلة، هذا إلى جانب آثاره الجانبية، مثل تصبغ الأسنان وزيادة تراكم الجير.
كيف يُمكن تحضير واستخدام غسول الثوم للفم؟
لم تقدم الدراسة طريقة محددة لتحضير غسول الثوم أو استخدامه، إلا أن بعض المحاولات الشعبية تعتمد على نقع فصوص الثوم المهروسة في ماء دافئ واستخدام السائل للمضمضة. غير أن هذه الطريقة قد تكون غير مريحة للبعض بسبب الطعم الحاد والرائحة القوية.
استخدامات واعدة للثوم في طب الأسنان
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن للثوم فوائد محتملة تتجاوز مكافحة البكتيريا، فقد يكون مفيدًا في تخفيف الالتهاب الناتج عن الأطقم السنية، والمساعدة في تعقيم جذور الأسنان، وكذلك الحد من نمو الفطريات في حالات التهاب اللثة المزمن.
نصيحة الطبي
رغم النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن غسول الثوم لا يُعد بديلًا مباشرًا لتنظيف الأسنان اليومي بالفرشاة والمعجون، ولا لغسولات الفم الطبية عند الحاجة. ويُوصى باستخدامه، في حال التفكير به، كمكمّل إضافي وبعد استشارة طبيب الأسنان، خاصة لدى من يعانون من مشكلات فموية مزمنة.