تسجيل دخول 
اسأل سينا 
...
تتفاقم أزمة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية على مستوى العالم، وسط تحذيرات علمية من أن تتحول إلى أحد أخطر التهديدات الصحية خلال العقود المقبلة. ووفق تقديرات بحثية صادرة عن جامعة أوكسفورد، قد تصل الوفيات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية إلى 39 مليون وفاة بحلول عام 2050.
وفي تطور يبعث على الأمل، أعلنت هيئة حماية حقوق المستهلك في روسيا (Rospotrebnadzor) عن ابتكار اختبار سريع يمكنه اكتشاف بكتيريا الكلبسيلة الرئوية (Klebsiella pneumoniae) الخطيرة خلال 30 دقيقة فقط.
ما هي بكتيريا الكلبسيلة الرئوية ولماذا تشكل خطرًا؟
تُعد بكتيريا الكلبسيلة الرئوية من الجراثيم التي قد تعيش بشكل طبيعي داخل جسم الإنسان دون أعراض تُذكر، إلا أنها تتحول إلى خطر حقيقي عند انتقالها إلى مجرى الدم أو الرئتين، حيث قد تسبب التهابًا رئويًا حادًا أو تسمم الدم، وهي حالات قد تؤدي إلى فشل الأعضاء والوفاة.
وتكمن خطورة هذه البكتيريا في امتلاكها غلافًا واقيًا سميكًا يحول دون القضاء عليها بسهولة، إلى جانب قدرتها على إنتاج إنزيمات تُبطل مفعول العديد من المضادات الحيوية، ما يجعل بعض سلالاتها شبه غير قابلة للعلاج.
ويُعد مرضى المستشفيات، كبار السن، والمصابون بأمراض مزمنة من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفاتها، خاصة مع الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية.
قد يهمك: الصحة العالمية تحذر من ارتفاع مقاومة المضادات 40%!
كيف يعمل الاختبار الروسي الجديد؟
يعتمد الاختبار الروسي المبتكر على تقنية حديثة تُسمى LAMP، وهي طريقة سريعة لتحليل المادة الوراثية للبكتيريا. وتعمل هذه التقنية بطريقة مشابهة لفحص PCR المستخدم عادةً للكشف عن فيروس كورونا بدقة عالية، لكنها تمتاز عنه بالسرعة وسهولة التطبيق.
الميزة الأكبر لهذه التقنية أنها تستطيع رصد بكتيريا الكلبسيلة الرئوية خلال 30 دقيقة فقط، حتى عندما تكون بكمية قليلة للغاية. وهذا يجعلها خيارًا مثاليًا للتشخيص السريع داخل المستشفيات، خاصةً أن نتائج الفحوصات التقليدية قد تستغرق أكثر من 24 ساعة.
ما أهمية التشخيص المبكر للبكتيريا المقاومة للعلاج؟
التشخيص المبكر للعدوى لا يُعد مجرد خطوة روتينية، بل هو عامل حاسم قد ينقذ حياة المريض. فعندما تُكتشف البكتيريا المقاومة للعلاج في مراحلها الأولى، يستطيع الأطباء اختيار الدواء المناسب قبل أن تنتشر في الجسم.
أما التأخر في التشخيص فقد يؤدي إلى الإصابة بمضاعفاتٍ خطيرة خلال ساعات، مثل هبوط حاد في ضغط الدم وفشل أعضاء متعددة، خصوصًا الكلى.
نصيحة الطبي
رغم التطور الكبير في طرق الكشف السريع عن البكتيريا المقاومة، تبقى الوقاية هي خط الدفاع الأول. فغسل اليدين بانتظام، والاهتمام بتعقيم الأدوات الطبية، وتجنّب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، كلها خطوات بسيطة لكنها فعّالة في منع انتشار البكتيريا المقاومة للعلاج.
5552 
