يتألف جهاز المناعة من مجموعة متنوعة من الأعضاء، والخلايا، والبروتينات، والأنسجة، ويعد هذا النظام مسؤولًا عن حماية الجسم من الأمراض، والأجسام الغريبة، وإزالة الخلايا المصابة بالأمراض، ويحظى جسم الإنسان بنوعين رئيسيين من المناعة، وهما المناعة الطبيعية التي يمتلكها الجسم منذ الولادة، والمناعة المكتسبة التي يكتسبها الجسم خلال مراحل حياته.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين المناعة الطبيعية والمكتسبة، وأهمية كل منهما.
محتويات المقال
ما هي المناعة الطبيعية؟
تعد المناعة الطبيعية أو ما تعرف أيضًا بالمناعة الفطرية هي خط الدفاع الأول والأساسي للجسم ضد العدوى والأمراض، وتبدأ المناعة الطبيعية مع الإنسان منذ الولادة، ويعد الجلد، والأغشية المخاطية، والخلايا البالعة، والخلايا الطلائية هي المكونات الأساسية للمناعة الفطرية.[1]
ما هي المناعة المكتسبة ؟
تعد المناعة المكتسبة هي خط الدفاع الثاني للجسم، إذ تنتج عن استجابة جهاز المناعة في جسم الإنسان للأجسام الغريبة أو الكائنات الحية الدقيقة عند مهاجمتها للجسم، فيعمل الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمهاجمة هذه الأجسام الغريبة، وتظل تلك الأجسام المضادة لتكون قادرة على مهاجمة نفس العدوى حال تعرض لها الشخص في المستقبل. كذلك تشمل المناعة المكتسبة المناعة التي تنتج بعد تلقي الشخص أجسامًا مضادة من مصدر آخر.
تنقسم المناعة المكتسبة إلى نوعين هما:[2]
- المناعة التكيفية: وتعمل من خلال إظهار رد فعل مناعي ضد العدوى أو التطعيمات ضد الكائنات الحية الدقيقة، حيث يستطيع الجسم أن يتعرف ويتذكر تلك الأجسام الغريبة والكائنات الدقيقة لمنعها من دخول الجسم في المستقبل.
- المناعة السلبية: تحدث عندما يتم تزويد الشخص بأجسام مضادة لمرض ما أو سموم بدلاً من إنتاجها بواسطة جهاز المناعة الخاص به، مثل المطاعيم واللقاحات، ويمكن أن تنتقل بشكل طبيعي ايضًا من الأم إلى الجنين.
اقرأ أيضًا: كيفية تقوية جهاز المناعة عند الاطفال
ما هو الفرق بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة؟
تعرف المناعة على أنها قدرة الكائن الحي على مقاومة الإصابة بأمراض معينة بسبب وجود جهاز المناعة، ويحصل الجسم على هذه المناعة من خلال المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة، ولفهم طريقة عمل كل منهما، لا بد من معرفة الفرق بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة كما يلي:
الفرق بين المناعة الطبيعية والمكتسبة من حيث طرق الحماية
تعد المناعة الطبيعية التي يوفرها الجسم وسيلة فعالة للدفاع عن الجسم ضد الأمراض، وتتمثل هذه الحماية في العديد من العوامل، مثل:[3]
- الدم: يحتوي الدم على كريات دم بيضاء تقاوم الكائنات الحية الدقيقة وتحارب الجراثيم.
- حليب الأم: يحتوي حليب الأم على مادة اللبأ التي تعزز المناعة لدى الأطفال الرضع.
- الجلد: يعمل الجلد على حماية الأعضاء الداخلية ويمنع دخول الجراثيم، ومنعها من الوصول إلى الأعضاء الداخلية.
- الشعيرات الدقيقة في الأنف: يمنع الشعر الدقيق الموجود في الأنف دخول الجراثيم من الهواء إلى الجهاز التنفسي.
- الطبقة الطلائية (بالإنجليزية: Epithelial cells): يحتوى الجسم على خلايا مخاطية تسمى الطبقة الظهارية أو الطلائية، وهي التي تحمي الجسم من الجراثيم، لذلك يمكن القول أن المناعة الطبيعية هي الخط الأول في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض والجراثيم.
بينما يحصل الجسم على المناعة المكتسبة من خلال طريقتين رئيسيتين:[3]
- التلقيح: ويتم ذلك من خلال حقن الجراثيم الميتة من المرض في جسم المريض، وبالتالي ينتج الجسم الأجسام المضادة على الفور، ثم يعمل الجسم على الاحتفاظ بتلك الأجسام المضادة المناعية لهذا المرض، كما هو الحال في التيفود والدفتيريا والسل والحصبة.
- الإصابة بالمرض مرة واحدة: عند إصابة شخص بمرض ما، يتم إنتاج أجسام مضادة خاصة بهذا المرض داخل جسمه، وبالتالي تقل فرص إصابته بنفس المرض مرة أخرى بشكل كبير، مثل حالات الإصابة بجدري الماء.
الفرق بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة من حيث الاستجابة
- المناعة الفطرية تعمل كخط دفاع أول في الجسم ضد مسببات الأمراض، وتعد استجابتها سريعة، حيث تتميز بسرعة وصولها إلى موقع الإصابة، أو موقع وجود الجسم الغريب، وتتمثل استجابتها في إطلاق سريع لمجموعة من الخلايا المناعية المختلفة لتحديد وتدمير الميكروبات، ومن المهم ملاحظة أن المناعة الفطرية ليست متخصصة لمكافحة نوع محدد من الميكروبات، وإنما تتعامل مع العديد من المسببات المرضية بشكل عام.[3]
اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات نقص المناعة
- المناعة المكتسبة: تتأخر المناعة المكتسبة في الاستجابة بعض الشيء، وتحدث بشكل عام بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالعدوى، أو بعد 5-6 أيام من تعرض الجسم للميكروب المسبب للمرض، وتتميز المناعة المكتسبة بمعرفة وتدمير الميكروبات بشكل أكثر تحديدًا وفعالية، إذ تعتمد على تكوين ذاكرة مناعية تتذكر المسببات المرضية التي تعرضت لها الجسم من قبل، وتستجيب بشكل أسرع وأقوى في مرات الإصابة اللاحقة، وعلى سبيل المثال، إذا تعرض الجسم لعدوى العنقودية الذهبية، فإن المناعة المكتسبة ستتعرف على الميكروب، وستبدأ في إنتاج استجابة محددة وفعالة ضده في المرات اللاحقة، ومن المهم ملاحظة أن المناعة المكتسبة تستجيب بشكل أسرع وأكثر تحديدًا للميكروبات المسببة للعدوى التي يتعرض له الجسم.[3]
وبما أن المناعة المكتسبة تعتمد على البيئة الخارجية، فإنها تتطور وتتغير مع مرور الوقت والتعرض للعديد من المسببات المختلفة، ويمكن تحسينها عن طريق اللقاحات والتدابير الوقائية الأخرى.[2]
الفرق بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة من حيث المكونات
تشمل مكونات المناعة الفطرية التي يوفرها الجسم عند التعرض لعدوى ما هي:[3]
- الحواجز الطبيعية.
- الحواجز الكيميائية.
- الخلايا القاتلة الطبيعية.
- بروتين البلازما.
- الخلايا الجذعية.
أما بالنسبة للمناعة المكتسبة، فإن مكوناتها تشمل كل من:[2]
- مناعة هومارال: وهي المناعة التي تتوسطها الخلايا الليمفاوية البائية (بالإنجليزية: B Lymphocytes)، وتنتج أجسامًا مضادة للميكروبات.
- مناعة خلوية: وهي المناعة التي تتوسطها الخلايا الليمفاوية التائية (بالإنجليزية: T Lymphocytes) ، مثل الخلايا التائية المساعدة والخلايا السامة للخلايا، وتستخدم لتدمير المسببات المرضية الخلوية، مثل الفيروسات والخلايا السرطانية.
نصيحة من الطبي
المناعة هي الخط الدفاعي لجسم الإنسان ضد أي عدوى، لذلك ينبغي الحفاظ على مناعة قوية للجسم من أجل العيش بصحة سليمة خالية من العدوى، وذلك من خلال اتباع نمط حياة صحي يساعد على تعزيز المناعة.