يعد تطويل العظام إجراءًا طبيًا يعمل على زيادة طول العظم عن طريق إنشاء كسور محددة في مقطع أو طرف معين من الجسم، ثم يزداد طول العظم بشكل طبيعي، عن طريق إنشاء خلايا كلسية جديدة في داخل الفجوة التي نتجت عن الكسر، وذلك لإعادة بناء وتماسك العظام المتضررة،
ومن هنا جاءت فكرة عمليات تطويل العظم، وما يقوم به الأطباء هو تعمد عمل هذه الفراغات على شكل كسور أو قطع مباشر بين العظام، وفصل العظام عن بعضها ببطء، وعمل فراغات، ليعاد بناؤها من قبل الجسم، مما ينتج عنه زيادة في طول هذا المقطع عند تعديل طول الفراغ على عدة مراحل. (1)
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
الحالات المناسبة لتطويل العظام
يوجد حالات طبية معينة تتناسب وعملية تطويل العظام، وهي كالآتي: (2)(4)
- معظم المصابين بعدم مساواة طول الأطراف نتيجة عيوب الولادة.
- خلل في النمو أثناء مرحلة الطفولة.
- إصابة لم تعالج بشكل صحيح، تسببت في نمو العظام بشكل غير منتظم.
- حالات عدم النمو نتيجة التقزم أو أمراض جينية.
- الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث قطع الأطراف بشكل جزئي نتج عنه قصر في طول العظام.
جهاز تطويل العظام
يستخدم جهاز يسمى بالمثبت لإجراء عملية تطويل العظم، الذي يوجد منه نوعين، وهما كالتالي: (3)(4)
- النوع الأول والذي يعرف بالداخلي: وهو عبارة عن قطعة معدنية يتم وضعها في مركز العظم ، ويتحكم الطبيب في طول القطعة المعدنية عن طريق مغناطيس، للزيادة من الفراغ الناشئ بين العظام، كلما أراد زيادة طول المقطع.
- النوع الثاني المسمى بـالخارجي: وهو جهاز بشكلين مختلفين الدائري وأحادي الجانب، ويثبت كلاهما بالعظام خارجيًا عن طريق قطع معدنية قد تكون أسلاك أو مسامير وتكون متصلة بالفراغ الناشئ من الكسر، حيث يتم التحكم بسحب العظام عن بعضها البعض ميكانيكيًا.
مراحل عملية تطويل العظام
تنقسم مراحل إجراء عملية تطويل العظام إلى الآتي: (1)(4)
المرحلة الأولى: الجراحة
الكشف عن معيار اختلاف طول العظام أو تحديد مستوى الطول المطلوب باستخدام التصوير الطبقي لأخذ القياسات الدقيقة قبل إجراء العملية.
هذه المرحلة من أهم مراحل عملية تطويل العظام، وتسمى مرحلة القطع أو الجراحة (بالإنجليزية: Surgery)، حيث يتم في هذه المرحلة إنشاء الفراغ في العظام من أجل وضع المثبت والتحكم في طول المقطع من العظم، يعمل كذلك الفريق الطبي بعد العملية الجراحية على تدريب وإعادة تأهيل الشخص على كيفية الحركة من أجل التأقلم مع الجهاز. (1)(4)
المرحلة الثانية: الكمون
تسمى هذه المرحلة بالكمون (بالإنجليزية: latency)، وجاءت هذه التسمية نتيجة أنه من الضروري الانتظار بضعة أيام من أجل تشكيل الخلايا الكلسية الجديدة عند الكسر، ومن ثم البدء في زيادة مسافة الفراغ.
تعتمد نسبة زيادة الفراغ على نسبة التحمل للعظام والأنسجة المجاورة، حيث تكون بمقدار مليمتر واحد في اليوم مقسمة على 4 مراحل على شكل ربع مليمتر لكل مرحلة في اليوم، يتم ذلك يدويًا بحال استخدام الجهاز الخارجي او باستخدام المتحكم الآلي في حالة استخدام الجهاز الداخلي. (1)(4)
المرحلة الثالثة: الإطالة
تعرف بمرحلة الإطالة، أو الإلهاء، أو إفتراق (بالإنجليزية: Distraction)، حيث تبدأ العظام في الإطالة بشكل طبيعي مدعمة بالعلاج الفيزيائي، عن طريق العناية المكثفة، والانتباه، والتدريب على مراحل متعددة في أيام الأسبوع، ومن الطبيعي أن يشعر الشخص بألم وعدم القدرة على الحركة بعد العملية، إلا أنه من المهم جدًا الاعتناء بالتدريب والتأهيل لضمان نتائج إيجابية. (1)(4)
المرحلة الرابعة: الدمج
تسمى هذه المرحلة بمرحلة الدمج أو التدعيم (بالإنجليزية: Consolidation)، حيث يكون الشخص قد تعافى وتم إعادة بناء الفراغ بين العظم، بعد الوصول إلى الطول اللازم.
يبقى المثبت في مكانه إلى أن يتعافى العظم في مكان القطع بشكل كامل، وغالبًا ما تستمر هذه الفترة لمدة شهر عند الأطفال أو شهر ونصف عند البالغين، وذلك في حال إطالة العظم سنتيمتر واحد على مدار فترة العلاج. (1)(4)
الطرق المختلفة لتطويل العظام
تختلف الأساليب المتبعة في تطويل العظام على اختلاف التكنولوجيا المتوفرة أو نوع جسم المريض وقابليته للتأقلم مع مختلف عوامل زيادة طول العظام، بالتالي تم تطوير طريقتين رئيسيتين وهما، تطويل العظام الحاد أو التدريجي.
- تطويل العظام التدريجي
غالبًا ما يتم استخدام المثبت الخارجي أو الداخلي عند استعمال الطريقة التدريجية في تطويل العظام، من أهم الآليات المتبعة لتطويل العظام باستخدام الطريقة التدريجية، هي تشتيت الصفائح المشاشية، والتي تعمل على كسر منطقة في العظام الطويلة المسماة بلويحة النمو، ويجب ذكر أنه لا يتم استخدام هذه الطريقة مع الأطفال نظرًا للألم الشديد المرافق لها.
تعد طريقة تشتيت تكون العظم (بالإنجليزية: Distraction Osteogenesis) إحدى تطويل العظام التدريجي، طورت هذه الطريقة عام 1951، ويعتمد مبدأها على تكاثر الأنسجة الرخوة نتيجة تعرضها لبعض الضغوطات، حيث يساعد الاحتكاك ويحفز بعض الأنسجة على التجدد، ويجب ذكر أن غالبية التطبيقات الحديثة تعتمد على هذه الطريقة في تطويل العظام. (2)(3)
- تطويل العظام الحاد
يتم استخدام طريقة تطويل العظام الحاد بشكل محدود، نتيجة تسبب هذه الطريقة بمضاعفات حادة مثل تأخر النمو و تضرر الأنسجة المحيطة، لذلك فضلت معظم التطبيقات الحديثة الطريقة التدريجية لفعاليتها، وقلة المضاعفات الناجمة في فترة العلاج. (3)
فترة العلاج
يجب بعد عملية القطع بقاء الشخص تحت عناية الممرضين لمدة أسبوع على الأقل، حيث يتم خلال هذه الفترة تدريب الأشخاص المعنيين على الاهتمام بالأجزاء المعرضة للالتهابات جراء الجراحة، يتم تجبير الطرف لثلاث أو أربع أسابيع للزيادة من ثبات الطرف وضمان نمو العظام بشكل صحيح.
يبقى الجهاز المثبت لمدة ثلاث أشهر تقريبًا حسب طبيعة جسم الشخص في العلاج، حيث يحصل الشخص خلال هذه الفترة على التدريب الفيزيائي لضمان استعادة قدرته على الحركة. (2)
للمزيد: نصائح للمصابين بكسور العظام
مضاعفات تطويل العظام
تتضمن عملية تطويل العظام شأنها شأن جميع الجراحات بعض المضاعفات، منها التالي: (4)
- الالتهابات: وهي من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث تتكون حول مناطق اتصال الجهاز المثبت بالجلد أو العظام، يصاحبها عدد من الأعراض مثل: ألم في المنطقة المحيطة بالمسامير، أو الأسلاك المثبتة، واحمرار الجلد، وحرارة، وانتفاخ في المنطقة المحيطة، تعالج الالتهاب عن طريق استخدام مضادات حيوية مع اتباع أساليب صحية في تعقيم نقاط الاتصال.
- تشنجات وتصلب العضلات المجاورة: تعد تصلبات العضلات نتاج تطويل المقطع من الجسم، حيث مع زيادة طول العظام تتمدد العضلات لتصبح صلبة ومتشنجة، وهنا يجب الإشارة إلى أنه يجب اتباع برنامج العلاج الطبيعي والفيزيائي للتخلص من هذه التشنجات.
- التشوهات الجلدية مثل الندوب: عادة ما تختفي الندوب الناتجة عن إجراء العملية الجراحية بمرور الوقت، وينصح بمراجعة الطبيب، للمساعدة في التخلص منها في حالة بقائها.
- تضرر الأنسجة المجاورة: من الصعب عدم ملامسة الاعصاب أو الشرايين المتواجدة في الأنسجة المجاورة نتيجة القطع والعملية المرافقة لتطويل العظام، مما يسبب إعاقة في الحركة، وفي حالات الشرايين قد ينتج نزيف أو تكتلات دموية، لكن هذا من النادر حدوثه نتيجة حرص الأطباء على عدم المساس بها.
- تضرر الجهاز المثبت: من الممكن أن تصبح قطعة من الجهاز رخوة أو أن تتضرر نتيجة صدمات الجهاز مع المحيط من الحركة الطبيعية، وينتج عن ذلك ضعف دقة الجهاز، ومن الممكن أن يسبب انحراف في نمو العظام.
- إعاقة نمو العظام: يشمل ذلك سرعة نمو العظام، أو بطء نموها، أو في بعض الأحيان انحراف النمو بشكل طبيعي.
- مشاكل تتعلق بالمفاصل: صعوبة حركة المفاصل، نتيجة تصلب العضلات بسبب زيادة طول العظام.
- اضطرابات نفسية: قد يصيب البعض اضطرابات ومشاكل نفسية نتيجة الضغط والتوتر المرافق للعملية والالتزامات المترتبة عليها.
نصيحة الطبي
وأخيرًا، ينصح بمراجعة الطبيب المختص باستمرار والمداومة على التدريبات، والعلاج الطبيعي الموصوف، وذلك للحصول على النتائج المرجوة والتقليل أكبر ما يمكن من المخاطر والمضاعفات المصاحبة لعمليات تطويل العظام.
اقرأ أيضًا: تقوية عظام الاطفال وتعزيز صحتها