يعد التهاب الأذن الوسطى مشكلة شائعة تسبب ألماً مزعجاً في الأذن، وعادة ما تتعافى حالات التهاب الأذن الوسطى تلقائياً، وبالرغم من أن بعضها قد يستدعي استخدام المضادات الحيوية، إلا أن هناك طرق بسيطة لعلاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل يمكن أن تساهم في تخفيف ألم الأذن المصاحب للعدوى. [1] [2]

تعرف في هذا المقال على كيفية علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل بالطرق الطبيعية والأعشاب، ومتى ينبغي زيارة الطبيب.

علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل

لا تسدعي معظم حالات التهاب الأذن الوسطى استخدام المضادات الحيوية، فعلى سبيل المثال تشفى العدوى الفيروسية من تلقاء نفسها، ويمكن استخدام بعض مسكنات الألم الدوائية أو الطرق الطبيعية لتخفيف الألم المصاحب لعدوى الأذن الوسطى لحين شفائها. [1]

يوصى بتجنب استخدام طرق علاج التهاب الأذن الوسطى بالمنزل للأطفال، خاصةً الأقل من سنتين، ويجب زيارة الطبيب إذا ساءت الأعراض أو كانت مصحوبة بحمى شديدة. [1]

نذكر فيما يلي أبرز طرق علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل:

كمادات باردة

يساعد عمل كمادات باردة في التخفيف من ألم الأذن المصاحب لالتهاب الأذن الوسطى، حيث يمكن للبرودة أن تخدر المنطقة وتقلل من الالتهاب، لكنها لن تعالج العدوى. [3]

يمكن استخدام عبوات الثلج الجاهزة، أو عمل كمادات ثلجية أو باردة في المنزل.

طريقة تحضير الكمادات الباردة: [3]

  • تبلل منشفة بالماء البارد ثم تعصر جيداً للتخلص من الماء الزائد.
  • تطوى المنشفة وتوضع في كيس مانع للتسرب وقابل للغلق.
  • يوضع الكيس المغلق في الفريزر مدة 15 دقيقة.

يمكن أيضاً عمل كمادات الثلج عن طريق: [3]

  • توضع مكعبات الثلج في كيس مانع للتسرب وقابل للغلق، ويملأ بالماء جزئياً.
  • يغلق الكيس ويفرغ من الهواء بالضغط للخارج.
  • يلف الكيس بمنشفة رطبة.

تستخدم المنشفة الباردة أو كمادات الثلج كأحد الخيارات لعلاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل عن طريق وضعها على الأذن المصابة مدة 10 إلى 15 دقيقة في المرة الواحدة، ويمكن التبديل بين الكمادات الباردة والدافئة. [3]

يجب عدم وضع الثلج أو الكمادات الباردة مباشرة على الجلد؛ لأن ذلك قد يتسبب في تلف الأنسجة؛ لذا ينبغي لف الكمادات بمنشفة قماشية أو ورقية لعمل حاجز. [3]

ينبغي الانتباه لدرجة الحرارة بحيث لا تكون الكمادات شديدة البرودة، كما يجب عدم وضعها على الأذن أكثر من 20 دقيقة في المرة الواحدة. [3]

الكمادات الدافئة

يعد عمل كمادات دافئة على الأذن من الخارج من الوسائل المفيدة في علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل، حيث أنها تساهم في تخفيف الألم عن طريق زيادة تدفق الدم إلى المنطقة الملتهبة. [3]

يمكن استخدام وسادة التدفئة أو عمل كمادات دافئة في المنزل عن طريق استخدام منشفة مبللة بالماء الدافئ، وعصرها جيداً للتخلص من الماء الفائض، ثم وضعها على الأذن المصابة من الخارج مدة لا تزيد عن 20 دقيقة في المرة الواحدة، ويمكن التناوب بين الكمادات الدافئة والباردة. [3]

ينبغي تجنب استخدام الماء الساخن لعمل الكمادات، وعدم وضع وسادة التدفئة مباشرة على الجلد أو مدة تزيد عن 20 دقيقة، مع مراعاة عدم النوم أثناء استخدام الكمادات، ومراقبة الأطفال جيداً أثناء عمل الكمادات لهم. ولا ينصح باستخدام الكمادات الدافئة للرضع. [3]

بيروكسيد الهيدروجين

قد يستعمل محلول بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأكسجين) بتركيز 3% أو في صورة قطرات الأذن التي تصرف دون وصفة طبية كوسيلة لعلاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل، حيث يعمل على إزالة الشمع الزائد ومنع وصول البكتيريا إلى قنوات الأذن؛ مما يساعد في الوقاية من العدوى، لكنه لا يعالج العدوى. [3]

يستخدم بيروكسيد الهيدروجين عن طريق: [3]

  • توضع نصف قطارة مليئة بالمحلول في قناة الأذن.
  • يترك المحلول قليلاً في الأذن حتى تنتهي الفقاعات.
  • تمال الرأس إلى الجانب المصاب مع شد الجزء العلوي من الأذن إلى الخلف؛ للسماح للمحلول بالخروج من الأذن.

تجدر الإشارة إلى أنه يمنع استخدام محلول بيروكسيد الهيدروجين عند وجود ثقب في طبلة الأذن.

اقرأ أيضاً: أهم 8 أعراض لالتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

تغيير وضعية النوم

تساهم بعض وضعيات النوم في علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل، فمثلاً يساعد النوم في وضعية الجلوس بدلاً من الاستلقاء في تصريف السوائل من الأذن؛مما يخف من الضغط والألم في الأذن الوسطى. كما يمكن الاستلقاء على السرير مع وضع كومة من الوسائد تحت الرأس. [2]

مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة

تستعمل مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) كأحد الطرق الفعالة في علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل عن طريق التخفيف من وجع الأذن المصاحب للعدوى. [2]

كذلك قد تفيد قطرات الأذن المسكنة التي تصرف دون وصفة في تسكين الألم، ولكن يجب الامتناع عن استخدامها في حال وجود ثقب أو تمزق في طبلة الأذن. [2]

علاج التهاب الأذن الوسطى بالأعشاب

قد يفضل الكثيرون استخدام الأعشاب الطبيعية في التخفيف من الألم المصاحب لالتهاب الأذن الوسطى.

نذكر فيما يلي أبرز الزيوت الطبيعية التي قد تستعمل في علاج التهاب الأذن الوسطى:

زيت الزيتون

يعد استعمال زيت الزيتون من طرق علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار في المنزل؛ حيث قد يساعد وضع بضع قطرات من زيت الزيتون الدافئ داخل الأذن في التخفيف من ألم الأذن المصاحب للعدوى.

يوضع زيت الزيتون داخل الأذن عن طريق تقطير بضع قطرات برفق. [4]

تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي استخدام زيت الزيتون كأحد طرق علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل عند وجود ثقب في طبلة الأذن، ويفضل استشارة الطبيب قبل استخدامه خاصةً في الأطفال. [1]

اقرأ أيضاً: علاج التهاب الأذن بزيت الزيتون

الزنجبيل

يتميز الزنجبيل بخصائصه الطبيعية المضادة للالتهاب والمضادة للبكتيريا؛ لذلك فهو أحد طرق علاج التهاب الأذن الوسطى في البيت، حيث يساعد في تهدئة وجع الأذن.

يمكن استخدام الزنجبيل لعلاج التهاب الأذن الوسطى بالبيت عن طريق وضع بضع قطرات من عصير الزنجبيل أو زيت الزنجبيل الدافئ حول قناة الأذن الخارجية، مع مراعاة عدم وضعه داخل قناة الأذن. [1] [3]

زيت الثوم

يحتوي الثوم على مادة الأليسين التي تتميز بخصائصها المضادة للميكروبات وللالتهاب؛ لذلك قد يفيد في علاج التهاب الأذن الوسطى عن طريق تسكين الألم.
يمكن استخدام الثوم في علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل من خلال نقع الثوم المهروس عدة دقائق في زيت الزيتون أو زيت السمسم الدافئ، ثم يصفى الزيت، وتوضع بضع قطرات منه داخل الأذن.

ينبغي تجنب علاج التهاب الأذن الوسطى بالثوم في حال وجود ثقب في طبلة الأذن. [1] [3]

ينصح باستشارة الطبيب قبل استخدام هذه العلاجات المنزلية، كما يجب زيارة الطبيب في الحالات الآتية:

  • وجود سائل قيحي يخرج من الأذن.
  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
  • عدم تحسن الأعراض أو ازديادها سوءاً في غضون 24 إلى 48 ساعة.
  • وجود ألم حاد في الأذن وتوقفه فجأة.