تتوفر مجموعة متنوعة من خيارات علاج هشاشة العظام اليوم أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من أنه لا يمكن عكس أو شفاء مرض هشاشة العظام تماماً، إلا أن تلقي العلاج المناسب ضرورة لإدارة المرض وتقوية العظام وتقليل خطر الإصابة بالكسور.
يعتمد تحديد نوع ونهج علاج هشاشة العظام على عوامل عديدة، من أهمها مدى تقدم المرض، وحالة المريض وصحته العامة.
تعرف في هذا المقال على خيارات علاج هشاشة العظام المختلفة والعوامل التي تلعب دوراً في تحديد العلاج المناسب.
محتويات المقال
عوامل اختيار العلاج المناسب لهشاشة العظام
يتم تحديد علاج هشاشة العظام لكل حالة بناءً على عوامل مختلفة، من أهمها:
- الجنس: يوجد مجموعة من أدوية هشاشة العظام تم الموافقة على إمكانية وصفها لكل من الرجال والنساء، ولكن هناك بعض الأدوية التي تم الموافقة على استخدامها للنساء فقط.
- العمر: تختلف أفضلية استخدام بعض أدوية هشاشة العظام بالنسبة للنساء، حيث يفضل بعضها للنساء الأصغر سناً وبعضها الآخر للنساء الأكبر سناً، كما يلعب بلوغ سن انقطاع الطمث دوراً في تحديد العلاج المناسب.
- الإصابات ومعدل فقدان وكسور العظام السابقة أو المحتملة بسبب الإصابة بهشاشة العظام: تختلف آلية عمل أدوية هشاشة العظام باختلاف نوعها، ولهذا فإن اختيار المناسب منها يختلف ما بين المريض الذي يعاني من فقدان أقل للعظام عن المريض الذي لديه معدل خطر عالي للتعرض لكسور العظام وفقدانها.
- الصحة العامة للمريض: يجب تجنب استخدام بعض أدوية هشاشة العظام في حال الإصابة بمشكلات صحية معينة. على سبيل المثال، يجب تجنب استخدام علاجات الإستروجين في حال وجود إصابة بسرطان الثدي أو الجلطات الدموية، كما يجب عدم تناول دواء تيريباراتيد (بالإنجليزية: Teriparatide) في حال كان المريض قد تلقى علاج إشعاعي في العظام.
- التفضيلات الشخصية بالنسبة للمريض: تختلف أدوية هشاشة العظام بعدد جرعاتها وطريقة تناولها، فمنها الأقراص الفموية، ومنها الشراب، ومنها الحقنة. كذلك يختلف عدد مرات تناولها، فبعضها قد يتم وصفة لمرة واحدة أسبوعياً أو شهرياً، أو مرتين سنوياً. كما تختلف الآثار الجانبية بين الأدوية بالنسبة للمريض، وبالتالي قد يفضل بعضها على بعض.
أدوية علاج هشاشة العظام
تشمل أبرز مجموعات أدوية هشاشة العظام ما يلي:
البيسفوسفونات
تبطئ مجموعة البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonates) من معدل فقدان العظم من خلال تقليل معدل عملية تدمير العظام أو ما يعرف باسم عملية ارتشاف العظم (بالإنجليزية: Bone Resorption)، وذلك عن طريق إيقاف نشاط الخلايا الهادمة لأنسجة العظم، والتي تسمى ناقضات العظم (بالإنجليزية: Osteoclasts).
تشمل فوائد مجموعة البيسفوسفونات في علاج هشاشة العظام ما يلي:
- الحد ومنع تفاقم ضعف العظام.
- تقليل مخاطر كسور العمود الفقري، ومخاطر كسر الورك وأنواع كسور العظام الأخرى أيضاً.
- منع وعلاج هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث لدى النساء، عن طريق إبطاء معدل فقدان العظام وزيادة كثافة العظام.
تتوفر عدة أنواع من أدوية البايفوسفونيت لهشاشة العظام، أهمها:
- أليندرونات (بالإنجليزية: Alendronate): توفر على شكل أقراص فموية، وغالباً ما تكون جرعتها مرة أسبوعياً.
- إيباندرونيات (بالإنجليزية: Ibandronate): تتوفر على شكل أقراص فموية بجرعة شهرية أو على شكل حقن يتم أخذها بإشراف الطبيب كل 3 أشهر.
- ريسيردرونات (بالإنجليزية: Risedronate): تتوفر على شكل أقراص فموية، وقد تكون جرعتها يومية أو أسبوعية أو شهرية.
- حمض الزوليدرونيك (بالإنجليزية: Zoledronic Acid): تتوفر على شكل حقن وريدية يتم أخذها مرة سنوياً للعلاج أو مرة كل سنتين للوقاية، وتحت إشراف الطبيب المختص. من آثارها الجانبية الغثيان والقيء، ويجب تجنب استخدامها أو استخدامها بحذر في حال وجود ضعف في وظائف الكلى.
يجدر الإشارة إلى أنه في الغالب لا ينصح وصف البايفوسفونيت للنساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو للأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في وظائف الكلى.
عقاقير الأجسام المضادة
تعمل مجموعة أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal Antibodies) من خلال استهداف وتعطيل ناقضات العظم لمنع عملية ارتشاف وهدم العظم. وتتمثل هذه المجموعة بدواء دينوسوماب (بالإنجليزية: Denosumab).
يتم إعطاء دينوسوماب عن طريق الحقن تحت الجلد مباشرة مرتين سنوياً؛ أي مرة كل 6 أشهر. وقد يستخدم للعديد من الحالات، منها:
- منع وعلاج هشاشة العظام للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالكسور بعد سن اليأس.
- علاج هشاشة العظام للنساء اللاتي يتلقين علاج لسرطان الثدي.
- تقليل الكسور بسبب الإصابة بمرض السرطان المنتشر للعظام، وغالباً يتم حقنه مرة كل 4 أسابيع في هذه الحالة.
- إدارة مرض هشاشة العظام لدى الذين لم يتحملوا أدوية هشاشة العظام الأخرى أو لعدم استجابتهم لها بشكل جيد.
- علاج هشاشة العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور في وظائف الكلى، إذ لا يتم إخراج دواء دينوسوماب من الجسم عن طريق الكلى.
يجدر الإشارة إلى ضرورة التواصل مع الطبيب على الفور في حال ملاحظة أي من الآثار الجانبية التي قد يسببها دينوسوماب، مثل:
- خدر أو وخز حول الفم أو في أصابع اليدين والقدمين.
- تسارع أو تباطؤ في ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس.
معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية
معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Estrogen Receptor Modulators (SERMs))، هي مركبات تعمل مثل هرمون الإستروجين في بعض الأنسجة، بما في ذلك أنسجة العظام، في المقابل، لها تأثير مضاد للإستروجين على بعض الأنسجة الأخرى، مثل أنسجة الثدي والرحم.
من الأمثلة على أدوية هذه المجموعة من الأدوية عقار رالوكسيفين (بالإنجليزية: Raloxifene)، والذي يقلل من خطر الإصابة بكسر في العمود الفقري، ولكن قد لا يقلل من كسور الورك أو الرسغ. له آثار جانبية قد تكون خطيرة، مثل الجلطات الدموية.
على الرغم من أن هذه الأدوية كانت خياراً شائعاً نسبياً لعلاج هشاشة العظام، إلا أن الإرشادات المحدثة لعام 2017 من الكلية الأمريكية للأطباء أوصت بعدم استخدام هذه الأدوية أو العلاج الهرموني لعلاج هشاشة العظام المرتبطة بانقطاع الطمث لدى النساء.
أدوية بناء العظام
غالباً ما يوصى بالأدوية البناءة للعظام (بالإنجليزية: Anabolic Agents) للأشخاص الذي يعانون هشاشة العظام بدرجة شديدة، وهي أدوية تعمل على تقوية العظام وتقليل خطر الإصابة بالكسور عن طريق تحفيز تحفيز عمل الخلايا البناءة للعظام (بالإنجليزية: Osteoblasts).
تشمل أدوية بناء العظام:
- روموزوماب(بالإنجليزية: Romosozumab)، وهو دواء يقلل من مخاطر كسور العمود الفقري وكسور الورك، وغيرها. يعطى عن طريق الحقن مرة شهرياً لمدة 12 شهراً، ثم يتم استبداله بدواء آخر لمنع فقدان العظام.
- تيريباراتيد (بالإنجليزية: Teriparatide)، وهو مشتق مخبرياً من هرمون الغدة الدرقية البشري. ونظيره أبالوباراتيد (بالإنجليزية: Abaloparatide)، وهو مشتق من البروتين البشري المرتبط بهرمون الغدة الجار درقية. في الجسم. وتحفز هذه الأدوية على إنتاج أنسجة عظمية جديدة، وتعطى عن طريق الحقن تحت الجلد في الأنسجة الدهنية في البطن أو الفخذ. يمكن استخدامها لمدة تصل إلى عامين فقط، ثم يتم استبدالها بدواء آخر لعلاج هشاشة العظام.
اقرأ أيضاً: أسئلة شائعة عن هشاشة العظام
تقييم الاستجابة لعلاج هشاشة العظام
يجب متابعة استجابة المريض لأدوية هشاشة العظام بعد تحديدها من قبل الطبيب، وذلك للتحقق من مدى فعاليتها في الحد من تطور المرض ومخاطره على المريض.
غالباً ما يتم مراقبة وتقييم الاستجابة لعلاج هشاشة العظام من خلال قياس كثافة المعادن في العظام باستخدام قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة.
كما قد يتم إجراء فحوصات أخرى، مثل اختبارات دم وبول، حيث قد تقدم نتائج هذه الاختبارات معلومات حول مدى سرعة ارتشاف العظام القديمة وتشكيل أنسجة عظمية جديدة.
اقرأ أيضاً: أغذية ونصائح طبية لمرضى هشاشة العظام