متلازمة النفق الرسغي هي حالة طبية تسبب الكثير من الألم للأشخاص المصابين، ويعتمد علاج هذه الحالة على شدّة الألم وتطور الأعراض، حيث تتعدد طرق العلاج من علاجات جراحية وغير جراحية للتخفيف من وعلاج الأعراض المصاحبة للحالة، كما يمكن للعلاج المبكر أن يسهم في زيادة فرص الشفاء والتقليل من شدّة الألم وحدة الأعراض على المدى الطويل.
سنتناول في هذا المقال طرق علاج متلازمة النفق الرسغي.
محتويات المقال
علاج متلازمة النفق الرسغي
يعتمد علاج متلازمة النفق الرسغي على العديد من العوامل مثل: [1][2][3][4]
- مدى تطور الحالة، وشدّة الأعراض وطبيعتها.
- التاريخ المرضي للمصاب.
- مدى قدرة المريض على تحمّل الأدوية أو الإجراءات العلاجية.
- حدوث تلف في الأعصاب.
وتشمل العلاجات المستخدمة لمتلازمة النفق الرسغي ما يلي:[3][4]
العلاجات المنزلية
تعتبر العلاجات المنزلية هي الخطوة الأولى في علاج متلازمة النفق الرسغي مع بداية ظهور أولى الأعراض، إذ يمكن السيطرة على الأعراض ومنع تفاقمها باتباع بعض الإجراءات البسيطة والفعالة، مثل:[1][5][6]
- وضع كمادات ثلج باردة على المعصم لمدة 10 إلى 15 دقيقة مرة أو مرتين كل ساعة، حيث يعمل الثلج على تخفيف حدة الألم لبعض الوقت، لكن يجب التنبيه إلى عدم وضع الثلج مباشرة على الجلد، حتى لا يتضرر. [5]
- لف المعصم بدعامات، وتجنب الأنشطة التي تسبب انثناء المعصم باستمرار، والحفاظ على استقامته قدر الإمكان. [5]
- الحفاظ على دفء اليد والمعصم قدر الإمكان، للمساعدة في تخفيف الألم والتصلب، وذلك إما بارتداء قفازات بدون أصابع، أو استخدام مدفئات لليدين، أو وضع اليد بماء دافئ. [5][6]
- ممارسة بعض تمارين المعصم البسيطة، مثل غلق قبضة اليد ثم تمديد الأصابع حتى تصبح مستقيمة مرة أخرى، يمكن لهذا الإجراء أن يساعد في تخفيف الضغط على المعصم عند تكراره من 5 إلى 10 مرات. [5]
- أخذ فترات من الراحة عند أداء المهام التي تتطلب تحريك الرسغ بكثرة، للحماية من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة إجهاد المعصم لفترات زمنية طويلة. [1]
العلاج غير الجراحي (التحفظي)
يُفضّل اللجوء إلى العلاج غير الجراحي (التحفظي) في حالات عدم التأكد من تشخيص متلازمة النفق الرسغي أو عندما تكون الحالة في مراحلها الأولية، حيث تعتبر الأعراض خفيفة وغير مؤلمة إلى حدٍ كبير، و تشمل طرق العلاج غير الجراحي لهذه الحالة، الإجراءات التالية: [3][4][7][8]
- استخدام دعامة أو جبيرة المعصم
في بعض الحالات قد يوصي الطبيب باستخدام جبيرة أو دعامة، لتعمل على تثبيت المعصم خاصة أثناء الليل، وهو ما يحافظ على استقامته، وبالتالي تقليل الضغط على العصب المتوسط في النفق الرسغي والتخفيف من حدة الأعراض. [3][4][7].
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية:Non-Steroidal Anti-Inflammatory Drugs (NSAIDs)) للتقليل من حدة الالتهابات، وتسكين الألم المصاحب للحالة ومن أبرز هذه الأدوية دواء الإيبوبروفين (بالإنجليزية Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen). [4][7] وعلى الرغم من أن مسكنات الألم ومضادات الالتهاب (NSAIDs) هي أدوية تصرف دون وصفة طبية، إلا أنّ الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية يمكن أن يسبب آثار جانبية، لذا نحتاج في هذه الحالة لاستشارة الطبيب قبل الاستخدام. [7][9]
- حقن الكورتيزون
تستخدم أيضًا حقن الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) وهو نوع آخر من الأدوية المضادة للالتهابات القوية الذي يمكن حقنه مباشرة في النفق الرسغي للمساعدة على تخفيف الأعراض. [4][7]
- العلاج الطبيعي
تساعد بعض التمارين مثل تمارين الإطالة والتقوية، على تحرك العصب المتوسط بحرية أكبر داخل النفق الرسغي، مما يساعد على تخفيف الأعراض، كما يمكن استخدام العلاج بالموجات فوق الصوتية الذي يتم تحت إشراف المعالج الطبيعي. [3][4][7]
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية
يتم استخراج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet Rich Plasma) من دم المريض نفسه، وتستخدم في شكل حقن تعرف باسم حقن البلازما للمساعدة في علاج العديد من الحالات المرضية للجهاز العضلي الهيكلي ومن ضمنها متلازمة النفق الرسغي، لكن يجب الإشارة إلى وجود تباين واختلاف في الآراء الطبية حول فعالية هذا العلاج وتأثيره على المدى الطويل. [7]
اقرأ أيضًا: مخاطر واضرار الكورتيزون
العلاج الجراحي
يُلجأ إلى العلاج الجراحي في الحالات الشديدة عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة مع استمرار الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل. [1]
يوجد نوعان رئيسيان من العمليات الجراحية لعلاج متلازمة النفق الرسغي، ويهدف كلاهما إلى تخفيف الضغط على العصب المتوسط من خلال قطع الرباط الرسغي المستعرض (بالإنجليزية: Transverse carpal ligament) الذي يكوّن الجزء العلوي من النفق الرسغي. يساعد قطع هذا الرباط على زيادة حجم النفق الرسغي وتحرير العصب المتوسط وتحسين تدفق الدم إليه. [3][7]
- الجراحة المفتوحة
يقوم الطبيب في الجراحة المفتوحة للنفق الرسغي (بالإنجليزية: Open carpal tunnel release) بإحداث شق صغير في راحة اليد يتيح له الرؤية المباشرة داخل النفق والوصول إلى الرباط الرسغي العرضي. يتم قطع هذا الرباط مما يؤدي إلى توسيع النفق الرسغي، وتقليل الضغط على العصب المتوسط. يمكن للرباط الرسغي العرضي النمو من جديد بعد العملية بطريقة تسمح بوجود مساحة أكبر داخل النفق الرسغي. [1][3][7]
تتم إزالة الغرز بعد أسبوع إلى أسبوعين من العملية، وقد يختفي الألم مباشرة بعد إتمام الجراحة، أو قد يستغرق الأمر عدة أشهر، كما يمكن فقدان القدرة على الإمساك بالأشياء لفترة قصيرة نتيجة قطع الرباط الرسغي المستعرض. [10]
- الجراحة بالمنظار
تختلف جراحة النفق الرسغي بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic carpal tunnel release) عن الجراحة المفتوحة في طريقة الوصول إلى النفق الرسغي، حيث يقوم الطبيب بإجراء شق بسيط أو شقوق صغيرة في الجلد، ويستخدم منظارًا مزودًا بكاميرا لرؤية الأنسجة داخل اليد والمعصم دون الحاجة لإحداث شق كبير. من خلال هذه الفتحات الصغيرة، يُدخل الطبيب الأدوات اللازمة لقطع الرباط الرسغي العرضي بدقة، مما يؤدي إلى تخفيف الضغط عن العصب المتوسط. [3][7]
تجرى جراحات النفق الرسغي كإجراء خارجي، مما يعني أنه لا حاجة للمكوث في المستشفى بعد إتمام العملية، كما قد يتم هذا النوع من العمليات تحت تأثير التخدير العام، أو تحت التخدير الموضعي الذي يقتصر على تخدير منطقة محددة من اليد والذراع فقط. في حالات التخدير الموضعي يُعطى المريض مهدئًا خفيفًا عبر الحقن الوريدي (بالإنجليزية: Intravenous injection) لزيادة الراحة أثناء العملية. [7]
ما هي متلازمة النفق الرسغي؟
متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome (CTS)) هي حالة طبية مؤلمة تحدث نتيجة الضغط على العصب المتوسط (بالإنجليزية: Median nerve) المار عبر النفق الرسغي (ممر ضيق تحيط به العظام والأربطة في جانب راحة اليد) مسببًا تنميل، ووخز، وألم في اليد والأصابع. قد تحدث متلازمة النفق الرسغي أيضًا نتيجة تورم العصب، أو الأوتار، أو أي شئ قد يسبب تورم في النفق الرسغي. [1][2]
نصيحة الطبي
تتنوع طرق علاج متلازمة النفق الرسغي بناءً على طبيعة الحالة وشدّة الأعراض، ويجب أخذ تدابير العلاج اللازمة لمنع تفاقم الأعراض. يمكنك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي لمعرفة المزيد عن علاج متلازمة النفق الرسغي.