يعد الحقن الإسمنتي للفقرات أو ما يعرف برأب الفقرات إحدى التقنيات الطبية الحديثة في مجال الطب، التي تعمل على إصلاح التلف الحاصل في الفقرات واستعادة حركتها وتحسين وظائفها.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن كيفية إجراء عملية الحقن الإسمنتي للفقرات، وما هي الحالات التي تحتاج لهذا الإجراء، بالإضافة إلى أهم المخاطر والمضاعفات.
محتويات المقال
ما هو الحقن الإسمنتي للفقرات؟
يستخدم الحقن الإسمنتي للفقرات والذي يسمى أيضًا باسم رأب الحدب بالبالون، في علاج الكسور الانضغاطية المؤلمة في العمود الفقري، الذي يسبب انهيار جميع فقرات العمود الفقري أو جزء منه.[1]
يتم استخدام تقنية تقويم الحقن الإسمنتي للفقرات لعلاج الفقرات التالفة والمنحنية في العمود الفقري، من خلال حقن إسمنت عظمي خاص في فقرات العمود الفقري المتضررة، ويتم ذلك من خلال إدخال قسطرة صغيرة إلى داخل الفقرة المصابة، ثم حقن الإسمنت الخاص في هذه الفقرة لاستعادة ارتفاعها وتقويمها.[2]
كذلك يتم توفير مساحة إضافية للعلاج عبر استخدام جهاز يشبه البالون، وهذا الجهاز يستخدم في إجراء تقنية تعرف بـ"رأب العمود الفقري"، حيث يتم وضع هذا الجهاز في الفقرة المنحنية ويتم توسيعه لتوفير مساحة إضافية للعلاج واستعادة شكل الفقرة.[2]
قد يوصى بإجراء تقويم الحقن الإسمنتي للفقرات التالفة في الحالات التالية :[2]
- السرطان.
- كسور العمود الفقري.
- حالات هشاشة العظام، إذ قد يسبب ضعف العظام انضغاط أو انهيار الفقرات، مما يسبب الألم وانحناء الوضعية.
لذلك يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة ومناقشة العلاج المناسب وفقًا للظروف الفردية.
اقرأ أيضًا: جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود
كيف يتم إجراء الحقن الإسمنتي للفقرات؟
قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات والإجراءات قبل إجراء الحقن الإسمنتي للفقرات، تشمل ما يلي:[3]
- التصوير الشعاعي باستخدام الأشعة السينية: يستخدم للكشف عن كسور العمود الفقري والعديد من الحالات الأخرى المتعلقة بالعظام.
- التصوير المقطعي المحوسب: يوفر صورًا مفصلة ثلاثية الأبعاد للعظام، ويمكن استخدامه في تشخيص فقدان الطول والشظايا وتشوهات العمود الفقري.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: وهي تقنية تعطي صورًا مفصلة للعظام، وتساعد على كشف حدة الكسور وتشوهات الجهاز العصبي المركزي.
- التصوير الومضاني للعظام: تقنية نوزية للتصوير الطبي، تستخدم لتشخيص حالات اضطرابات العظام، مثل الكسور، و العدوى، والسرطان.
كذلك يحتاج المريض قبل الإجراء إلى ما يلي:
- يجب على المريض إبلاغ الطبيب عن جميع الوصفات الطبية، والأدوية، والمكملات العشبية التي يتناولها.
- يجب إخبار الطبيب إذا كان هناك تاريخ من اضطرابات نزفية أو في حال تناول أي أدوية مضادة للتخثر، أو الأسبرين أو أي أدوية أخرى تؤثر على عملية تخثر الدم.
- قد يطلب بعض اختبارات فحص الدم.
اقرأ أيضًا: هشاشة العظام في العمود الفقري
أثناء العملية يتم اتخاذ الإجراءات التالية:
يتم إجراء تقويم الحقن الإسمنتي للفقرات في المستشفى أو العيادة الخارجية، باتباع بعض الخطوات:[1]
- يتم استخدام تخدير موضعي للمريض، حيث يبقى المريض مستيقظاً لكن لا يشعر بأي ألم، قد يتم أيضًا إعطاء دواء للمساعدة في الاسترخاء والشعور بالنعاس، ويمكن أن تتطلب بعض الحالات تخديرًا عامًا، حيث يكون المريض نائمًا وغير قادر على الشعور بالألم.
- يبدأ الإجراء بوضع المريض على بطنه على طاولة العمليات، ويقوم الطبيب بتنظيف منطقة الظهر وتطبيق مادة تخديرية.
- يتم إدخال إبرة عبر الجلد وصولاً إلى عظام العمود الفقري، وتعمل الأشعة السينية على توجيه الطبيب إلى المنطقة الصحيحة في الأسفل، ثم يتم إدخال بالون عبر الإبرة إلى العظم ونفخه لرفع الفقرات.
- بعد ذلك يتم حقن الإسمنت في الفراغ لضمان عدم انهياره مرة أخرى.
- سيقوم الطبيب بإزالة الإبرة دون الحاجة إلى غرز.
- يمكن أن يستغرق الإجراء بأكمله أقل من ساعة، لكن قد يستمر لفترة أطول إذا تم علاج المزيد من الفقرات.
اقرأ أيضًا: أخطر فقرات العمود الفقري
بعد العملية:[2]
- قد يتطلب الأمر قضاء بعض الوقت في غرفة الإنعاش.
- يمكن لبعض الحالات العودة إلى المنزل في نفس اليوم، ولكن قد ينصح بالبقاء في المستشفى لفترة أطول بناءً على توصية الطبيب.
- يمكن بدء المشي بعد حوالي ساعة من العملية.
- قد يشعر المريض ببعض الألم في موقع الإبرة التي تم إدخالها في الظهر، ولكن هذا الألم لن يستمر لأكثر من بضعة أيام.
- الشعور بألم أقل مما كان عليه قبل الجراحة.
- ينصح بالتحدث مع الطبيب حول الأنشطة التي يجب تجنبها بعد الإجراء الجراحي.
- قد يوصي الطبيب بتناول بعض الفيتامينات والمعادن والأدوية لمرضى هشاشة العظام، لتقوية العظام، وتقليل خطر الإصابة بكسور إضافية في العمود الفقري.
اقرأ أيضًا: أدوية لعلاج هشاشة العظام
مخاطر عملية الحقن الإسمنتي للفقرات
تعد تقنية الحقن الإسمنتي للفقرات آمنة بشكل عام، إلا أنها قد تسبب بعض مضاعفات، وتشمل ما يلي:[3]
- تسرب الإسمنت خارج الفقرة، وذلك نتيجة حدوث تشققات في الفقرات، حيث يمكن أن يؤدي هذا التسرب إلى تضيق في القناة الشوكية، ولكنه أمر نادر الحدوث وأقل شيوعًا في الحقن الإسمنتي للفقرات.
- التعرض للإصابة بالانسداد الرئوي، وتتنوع أعراضه من ضيق التنفس الخفيف.
- قد يحدث كسر ثانوي في الفقرات المجاورة نتيجة تسرب الإسمنت في القرص الفقري، وهذا الكسر الثانوي هو أكثر شيوعًا في الحقن الإسمنتي للفقرات باستخدام الإسمنت.
- قد تحدث التهابات في المنطقة المصابة في الفقرات التي تمت عملية رأبها بواسطة الإسمنت، وقد تظهر خراجات مكان الجرح.
- عدوى الجروح السطحية، كما هو الحال في أي تدخل جراحي.
- حدوث نزيف.
- ردود الفعل التحسسية للأدوية.
- إصابات الأعصاب.
قد تكون المضاعفات السابقة نادرًا ما تحدث ولا تستمر طويلاً، وقد تحدث مخاطر أخرى بناءً على حالة المريض الأساسية، لذا ينصح بالتحدث مع الطبيب مسبقًا حول أي مخاوف، والمتابعة المستمرة قبل وبعد إجراء عملية رأب الفقرات.