البواسير هي مشكلة شائعة تسبب الألم والانزعاج للكثير من الأشخاص خاصة كبار السن، وتحدث هذه الحالة نتيجة لتورم الأوعية الدموية في منطقة الشرج والمستقيم. للوقاية من البواسير من الضروري تجنب الأسباب المؤدية للمرض وأبرزها الإمساك والضغط الزائد على الأوعية الدموية حول منطقة الشرج، ومن أهم سبل الوقاية ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن. [1]
في هذا المقال، سنتناول أهم طرق الوقاية من البواسير.
محتويات المقال
طرق الوقاية من البواسير
توجد العديد من الطرق والنصائح الطبية التي تعمل على الوقاية وتجنب الإصابة بالبواسير، وللتعامل مع البواسير يجب معالجة عاملين أساسيين هما: الإمساك والضغط على الأوعية الدموية حول فتحة الشرج. [1][3][4]
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
للوقاية من البواسير، ينبغي الحفاظ على ليونة البراز لتسهيل عملية الإخراج. يمكن تحسين تلك العملية من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الحمص، والتوت، والشوفان، والتفاح، والكمثرى، واللوز، وبذور الشيا، والافوكادو، والفاصوليا.
تساعد هذه الأطعمة بشكل كبير في تلين البراز، مما يسهل من عملية الإخراج ويقلل من الحاجة للضغط أثناء تلك العملية وبالتالي تقليل من خطر البواسير، وتُقدر كمية الألياف التي يُنصح بتناولها يوميًا كما يلي: [1][3]
- الرجال البالغين تحت سن 50 عامًا: 34 جرامًا على الأقل.
- النساء البالغات تحت سن 50 عامًا: 25 جرامًا.
- الرجال البالغين فوق سن 50 عامًا: 28 جرامًا.
- النساء البالغات فوق سن 50 عامًا: 22 جرامًا.
في حالة عدم الحصول على كمية كافية من الألياف من النظام الغذائي، يمكن تناول بعض مكملات الألياف المتاحة مثل السيليوم (بالإنجليزية: Psyllium)، حيث تقوم تلك المكملات بنفس الدور الذي تقوم به الألياف الغذائية، مما يساعد على تقليل خطر البواسير. [1][3]
الإكثار من شرب الماء والسوائل
شرب كميات مناسبة من الماء والسوائل يساعد على تليين البراز وترطيب الجسم، مما يساهم في الوقاية من البواسير، وتخفيف الأعراض المرتبطة بها، لذا يُنصح دائمًا بتناول ما يقرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا. [3]
عدم تأجيل الإخراج عند الحاجة
يتجاهل الكثير من الناس الذهاب إلى المرحاض حتى عند الشعور بالحاجة للإخراج، مما يسبب الإمساك وتصلب البراز، وهو ما يزيد الضغط على فتحة الشرح وبالتالي ظهور البواسير. لذا يجب الإسراع بالذهاب إلى المرحاض بمجرد الشعور بالحاجة إلى ذلك. [3][4]
تجنب الشد المفرط أثناء عملية الإخراج
رغم أن الذهاب إلى المرحاض عند الشعور بالحاجة للإخراج يُعد عادة صحية لتجنب الإصابة بالبواسير، من المهم أيضًا الانتباه إلى ضرورة عدم إجبار الجسم على إخراج البراز لأن الشد المفرط أثناء محاولة الإخراج يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوردة في أسفل المستقيم، وهو ما قد يسبب البواسير.[3][4]
تجنب الجلوس على قاعدة المرحاض لفترات طويلة
يزيد الجلوس لفترات طويلة على قاعدة المرحاض من الضغط على الأوردة في منطقة الشرج. فكلما زاد الوقت الذي نقضيه على قاعدة المرحاض، زاد احتمال إجهاد منطقة الشرج أثناء حركة الأمعاء، كما أنه يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية الشرجية، مما يزيد من خطر الإصابة بالبواسير. لذا يجب تجنب الجلوس على قاعدة المرحاض لفترات طويلة، وتجنّب اصطحاب بعض المسليات أثناء دخول الحمام مثل الهاتف أو المجلات أو الكتب لأنها تشجع على البقاء داخل المرحاض لفترات أطول من اللازم، مما يزيد الضغط والإجهاد على المنطقة الشرجية، وهو ما يساهم في تطور البواسير. [2][3]
ممارسة التمارين الرياضية
تساعد التمارين الرياضية على الوقاية من الإمساك وتقلل الضغط على الأوردة في منطقة الشرج، كما تحسن من مشاكل الهضم وحركة الأمعاء، وتعمل على تنظيم عملية الإخراج، بالإضافة إلى أن التمارين الرياضية تعمل على تقليل الوزن الزائد أحد العوامل المساعدة في الإصابة بالبواسير. لذا ينصح دائمًا بممارسة بعض التمارين مثل المشي المنتظم، أو الجري، أو السباحة.[1][2][3]
على العكس من ذلك، بعض الأنشطة الرياضية مثل رفع الأثقال، وركوب الخيل، وتسلق الجبال، والبيسبول، والجولف، وركوب الدراجات، والتجديف، أو أى تمارين تتطلب وضعية القرفصاء، يمكن أن تزيد من الضغط على منطقة الشرج، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض البواسير، ولممارسة هذه الأنشطة بأمان وتجنب تفاقم هذه الأعراض، يمكن اتباع الإرشادات التالية: [5][6]
- تعديل طريقة رفع الأثقال: يُنصح باستخدام أوزان خفيفة مع زيادة عدد التكرارات لكل تمرين، بدلاً من استخدام أوزان ثقيلة، للحفاظ على سلامة منطقة الحوض.
- تنويع التمارين: يُنصح بتنويع التمارين والتبديل بين المجموعات العضلية بدلا من التركيز المستمر على مجموعة عضلية واحدة لتجنب الضغط المستمر على منطقة الحوض، وتوزيع الضغط بشكل متوازن على العضلات خلال جلسة التمرين.
- العناية بعد التمرين: من الضروري تغيير الملابس المبللة بالعرق بعد الانتهاء من التمارين لمنع تهيج منطقة البواسير، كذلك يفضل أخذ حمام دافئ بعد الانتهاء من الأنشطة الرياضية لتهدئة المناطق المصابة ولتقليل خطر تطور البواسير.
إذا كنت من محبي ركوب الدراجات، استخدم كريمًا مضادًا للبواسير، أو ضع وسادة مبطنة داخل سروالك الرياضي لتخفيف الضغط ومنع الاحتكاك. [5]
تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة
قد يعاني الأشخاص المعتادين على الجلوس لفترات طويلة أو من يتطلب طبيعة عمله الجلوس لفترة كبيرة من الزمن دون حركة من الإصابة بالبواسير. ينصح دائمًا بتجنب الجلوس لفترات طويلة أو بقطع فترات الجلوس الطويلة بفترات حركة كلما أمكن للوقاية من خطر الإصابة بالبواسير. [2]
اقرأ أيضًا: علاج البواسير الخارجية بسهولة
علاجات منزلية للبواسير
إلى جانب العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج البواسير توجد بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعد في تخفيف من حدة الحالة: [7][8]
- كمادات الثلج: تُوضع كمادات الثلج الملفوفة بقطعة قماش رقيقة أو منشفة على منطقة الشرج لمدة 15 دقيقة للحصول على أفضل النتائج، لتخفيف التورم والألم الناتج عن البواسير، كما ينبغي تَجنب وضع الثلج مباشرةً على البواسير لمنع تلف الجلد والأنسجة المحيطة.[7]
- مغاطس المياه الدافئة: تُهدئ مغاطس المياه الدافئة من أعراض البواسير، لذا يُنصح بالجلوس في ماء دافئ لمدة 15 دقيقة (مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا)، كما تتوفر مغاطس جلوس خاصة يمكن وضعها مباشرة فوق مقعد المرحاض لتسهيل العملية. [6][7]
- المراهم والكريمات المتاحة دون وصفة طبية: تُوفر بعض المراهم والكريمات الطبية راحة سريعة من الأعراض، وتساعد في تقليل التورم وتسريع الشفاء من البواسير. [6][7]
- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة: يُساعد استبدال الملابس الضيقة المصنوعة من البوليستر بملابس قطنية (خاصة الملابس الداخلية القطنية) في الحفاظ على منطقة الشرج نظيفة وجافة، كما أنها يمكن أن تحد من أعراض البواسير بشكل كبير. [7]
- استخدام بندق الساحرة (بالإنجليزية: Witch Hazel): يُستخدم بندق الساحرة، (نبات طبي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات)، مَوضعيًا للتخفيف من الحكة والألم المرتبطين بالبواسير، ومع ذلك، من الضروري توخي الحذر وإجراء اختبار للحساسية قبل استخدامه للتأكد من عدم وجود حساسية تجاهه. [6][7]
- جل الصبار الطبيعي: يُستخدم جل الصبار الطبيعي في حالات البواسير لخصائصه المضادة للالتهابات التي تساعد في تلطيف الأعراض، لكن يجب التنويه إلى ضرورة إجراء اختبار على جزء صغير من الجلد للتأكد من عدم وجود حساسية تجاه جل الصبار قبل بدء الاستعمال. [7][8]
ما هي البواسير؟
البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoid) هي أوردة منتفخة أو متضخمة تقع حول فتحة الشرج أو في أسفل المستقيم (الجزء النهائي من الأمعاء الذي ينتهي بالشرج) وتحدث نتيجة الضغط المتزايد داخل المنطقة السفلية من المستقيم، مما قد يؤدي إلى الألم وأحيانا النزيف. ترتبط الأعراض بالإجهاد والشد أثناء عملية الإخراج، خاصةً عندما يكون البراز صلبًا نتيجة الإمساك وقد يزداد الألم في حالة الإسهال المستمر أو المزمن. لتجنب البواسير أو تخفيف الألم خلال فترات تفاقم الحالة يجب اتباع أسلوب حياة مناسب وبعض الإرشادات الصحية المهمة للوقاية من الحالة. [1][2]
نصيحة الطبي
تُشكل الإصابة بالبواسير مصدر إزعاج للكثير من الناس، وهو ما يُبرز أهمية اتباع الإرشادات الصحية والطبية المناسبة للوقاية منها وتجنب الأعراض والآلام المصاحبة لها. يمكنك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي للتحدث مع أحد الأطباء لمعرفة المزيد عن طرق الوقاية من البواسير.