متلازمة الجهاز التنفسي هي مرض يصيب المسالك التنفسية العليا حيث يكون المسبب الرئيس له هو فيروس وتحديداً فيروس من نوع بيتا-كورونا، وقد تم تشخيص أول حالة مصابة به عام ٢٠١٢ في المملكة العربية السعودية.
على الرغم من أن جميع الحالات البشرية التي تم تشخيصها كانت ناتجة عن انتقال العدوى بين البشر إلا أنه يُعتقد أن الجِمال هي المستضيف الأساسي لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، كما أنها إحدى طُرق العدوى للإنسان، ولكن آلية انتقاله من الحيوان للإنسان لم تعرف بعد.
فيروس كورونا
فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) هي مجموعة واسعة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب مجموعة من الحيوانات كالخفافيش والقطط والجِمال، وبعض هذه الفيروسات قد تطور وأصبح يصيب الإنسان، حيث يوجد سبعة أنواع من فيروس كورونا تصيب الإنسان؛ أربعة منها متوسطة الخطورة وثلاث ذات خطورة أكبر وسببت عدد من الأمراض منها:
- المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS).
- متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).
- كورونا ٢٠١٩ الذي بدأ بمدينة ووهان-الصين.
والفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط مشابه للفيروس المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، حيث أنه يتكون من سلسلة واحدة من الحمض النووي الرايبوزي (RNA).
أعراض الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية
تتراوح الأعراض ما بين غياب الأعراض وعدم ظهورها على الإطلاق أو قد تكون معتدلة وفي بعض الحالات قد تصل إلى حادة التي قد تودي بحياة المصاب.
من هذه الأعراض:
- السعال.
- الحمى.
- ضيق التنفس.
- الاصابة بالالتهاب الرئوي والشعبي في معظم الحالات التي تم تشخيصها.
- لوحظ وجود أعراض معوية كالإسهال.
- فشل التنفس في الحالات الوخيمة.
- الإعياء العام وتعب والإرهاق.
ومن مضاعفات الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية حدوث فشل في وظائف أعضاء الجسم وخاصة في الكلية.
كما لوحظ أن هذا الفيروس يسبب المرض بشكل أكبر للمسنين، وأصحاب المناعة المنخفضة، والأفراد المصابين بأمراض مزمنة كالسرطان، وداء السكري، كما لوحظ انه يصيب الذكور بشكل أكبر من الإناث.
تظهر هذه الأعراض بعد ستة أيام عادة من إصابة الإنسان بالفيروس ولكن قد تتفاوت هذه المدة ويمكن أن تصل إلى ١٤ يوم.
انتشر هذا المرض في سبعة وعشرين دولة منها السعودية، والأردن، والكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، كما ظهرت حالات في فرنسا، وتونس، وألمانيا، واليونان، وبريطانيا، والصين، حيث انتقلت العدوى لأشخاص سافروا للشرق الأوسط.
أثبتت الإحصاءات أن ٣٠ ٪ هو معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتعتبر هذه النسبة مؤشراً قوياً على خطورة المرض، وقد تم تسجيل أغلب هذه الحالات في السعودية، حيث أن معامل العدوى بالفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط أكبر من واحد؛ (معامل العدوى= ١،٤ - ٢،٥ ويقصد فيه مدى قوة انتشار العدوى وليس مؤشراً على مدى خطورة الفيروس).
كيفية انتقال العدوى
الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية هو حيواني المنشأ لذلك تتم الاصابة به من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الحيوانات المستضيفة للفيروس مثل الجِمال، أو من خلال الاتصال المباشر مع احد المصابين حيث تبين أنه ينتقل بين البشر في حالة المخالطة القريبة والغير محمية، فالاشخاص العاملين في الرعاية الصحية للمصابين هم الاكثر عرضة للاصابة، كما تنتقل العدوى بين أفراد الاسرة الواحدة.
علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج محدد لمرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولكن بعض الأطباء وجدوا أن استخدام الانترفيرون من نوع ألفا (Interferon alfa 2b) مع دواء مضاد للفيروسات (Ribavirin) يساعد على تخفيف حدة المرض وتقليل أعراضه.
وهذا ما دفع الباحثين والعلماء لدراسته بشكل أكبر ومحاولة فهم الفيروس لإيجاد علاج.
كما أثبت أن التشخيص المبكر والعناية وأخذ الإجراءات الوقائية اللازمة تحد من انتشار المرض بشكل واضح وذلك ما قامت به كوريا حيث كان معدل العدوى فيها ١٠ ٪ فقط وجميع الاصابات التي تم تشخيصها بهذا المرض كانت من الأفراد العاملين في قطاع الرعاية الصحية فقط.