يعدّ الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا ضروريًا لصحة الأطفال ونموهم، ولكن قد يواجه 50% من الأطفال مشكلات في النوم في مرحلة ما من طفولتهم. ومع ذلك فقط 4% من الأطفال يتم تشخيص إصابتهم باضطرابات النوم. [5][10]

تعرّف أكثر على اضطرابات النوم عند الأطفال، وكيفية التعامل معها، وعلاجها في هذا المقال.

ما هي اضطرابات النوم عند الأطفال؟

اضطرابات النوم عند الأطفال هي حالات تؤدي إلى صعوبة الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو تؤدي إلى النعاس المفرط، كما أنها تتصف بصعوبة نوم الطفل خلال الليل، أو صعوبة بقائه نائمًا. [1][4][3]

وقد تؤثر اضطرابات النوم عند الأطفال سلبًا على الأداء الدراسي لدى الطفل من خلال التسبب في تقليل مستوى الانتباه، والتركيز، وتراجع القدرة على التعلم، وقد تؤثر سلبًا على المستوى السلوكي لدى الطفل وتؤدي إلى زيادة التهيج وفرط النشاط، كما يمكن أن تزيد خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية المزمنة، مثل: مشكلات الوزن. [1][2][3]

بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن يواجه الطفل الذي يعاني من اضطرابات النوم من صعوبة في التركيز أو التعلم، واضطرابات النمو، ومشكلات في مستويات السكر في الدم، وضعف في جهاز المناعة. [3][4]

للمزيد: هل يؤثر النوم على إفراز هرمون النمو؟

أنواع اضطرابات النوم عند الأطفال وأسبابها

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات النوم عند الأطفال، حيث إنّ بعضها قد يكون نتيجة عوامل وراثية، وبعضها يحدث نتيجة بعض المشاكل الصحية والاضطرابات النفسية، وتشمل التالي: 

انقطاع التنفس أثناء النوم

انقطاع التنفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep Apnea) هو أحد الأنواع الشائعة من اضطرابات النوم عند الأطفال، ويحدث نتيجة انقطاع التنفس المتكرر أثناء النوم، والذي عادة ما يصاحبه الشخير أو التنفس بصوت عالٍ، ويُقسم إلى نوعين: [3][4]

  • انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea): هو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث عادة عند انسداد مجرى الهواء العلوي بالأنسجة الرخوة الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق، مما يؤدي إلى انقطاع الأكسجين لبضع ثوانٍ، وهذا يسبب استيقاظ الطفل لفترة قصيرة حتى يتمكن من التنفس مجددًا بشكل طبيعي.
  • انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم (بالإنجليزية: Central Sleep Apnea): يحدث هذا النوع عندما يتوقف الدماغ عن إرسال الإشارات اللازمة لتنظيم عملية التنفس، مما يؤدي إلى توقف التنفس لفترة قد تستمر لدقيقة أو أكثر. وغالبًا ما يرتبط هذا النوع بحالات أخرى تتعلّق بالجهاز العصبي المركزي.

الأرق

يحدث الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) عندما يواجه الطفل صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا بشرط أن يتكرر ذلك 3 أيام على الأقل في الأسبوع الواحد. قد يكون الأرق ناجمًا عن العادات الروتينية السيئة للنوم، مثل: النوم مع أحد الوالدين، أو شرب قنينة الحليب وقت النوم، أو قد يكون ناجمًا عن حالة صحيّة، مثل: انقطاع النفس الانسدادي. [4][6]

الخطل النومي

الخطل النومي (بالإنجليزية: Parasomnia) هو مجموعة من الاضطرابات التي تسبّب حدوث سلوكيات غير عادية أو غير طبيعية أثناء النوم، وقد تشمل الأشكال الآتية: [2][3]

  • الكوابيس: يتمثل باستيقاظ الطفل من حلم مخيف.
  • الرعب الليلي: هو استيقاظ الطفل النائم فجأة، ويشعر بالخوف والذعر، وعادة لا يتذكر الطفل هذا الحدث في اليوم التالي.
  • التحدث أثناء النوم: اضطراب يشمل تحدث الطفل أثناء النوم.
  • المشي أثناء النوم: اضطراب يتضمن المشي أو القيام في سلوكيات معقدة أخرى أثناء النوم.

تشمل الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الخطل النومي ما يأتي: [2]

  • العوامل الوراثية.
  • عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
  • الإجهاد البدني أو الإرهاق العاطفي.
  • السفر أو التنقل إلى أماكن غير مألوفة.
  • النوم في بيئات غير معتادة أو غير مريحة.
  • العوامل البيئية، مثل: الضجيج.

صرير الأسنان

صرير الأسنان (بالإنجليزية: Bruxism) هو الضغط الشديد والمتكرر على الأسنان، وهو أحد أنواع اضطرابات النوم عند الأطفال، ويمكن أنّ يحدث في النهار أو الليل، وهو مزعج لأنّه يسبب الصداع، وتلف الأسنان، وإصابة عضلات الفك، مما يؤدي إلى إيقاظ الطفل من نومه. وعادة ما يرتبط حدوث صرير الأسنان بالإجهاد والتوتر لدى الأطفال. [5][9]

للمزيد: صرير الأسنان عند الأطفال

متلازمة تململ الساقين

متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome) هي حالة عصبية تتسبب في رغبة قوية في تحريك الساقين، وتحدث عادة أثناء الراحة وخاصة في المساء. غالبًا ما يكون السبب وراثيًا، كما يمكن أن تحدث نتيجة انخفاض مستويات الحديد والدوبامين (بالإنجليزية: Dopamin) في الدماغ، وهو هرمون مسؤول عن التحكم في الحركة. [2][4]

اضطراب حركة الأطراف الدورية

يتسبب اضطراب حركة الأطراف الدورية (بالإنجليزية: Periodic Limb Movement Disorder) في تشنجات متكررة في الأطراف، بالإضافة إلى زيادة حركة الساقين أو القدمين أثناء النوم، مما يؤدي إلى إيقاظ الطفل من نومه والتسبب في الشعور بالنعاس أثناء النهار. وعادة ما يرتبط حدوث اضطراب حركة الأطراف الدورية بنقص مستوى الحديد في الدّم. [3][4]

نقص التهوية

أحد أسباب اضطرابات النوم عند الأطفال هو نقص التهوية (بالإنجليزية: Hypoventilation)، ويحدث بسبب وجود مشكلة في قدرة الطفل على التنفس أثناء الليل، مما يؤدي إلى تغير مستويات الغازات في الدم، مثل: الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، ويرتبط حدوثه عادة بحالات صحيّة: مثل السمنة، أو ضمور العضلات. [4]

النوم القهري

النوم القهري أو ما يسمّى أيضًا التغفيق (بالإنجليزية: Narcolepsy) هو أحد اضطرابات النوم العصبية، ويحدث نتيجة عدم قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم واليقظة لدى الطفل بشكل صحيح. [3]

يعاني الأطفال المصابون بالنوم القهري عادة من الشعور بالنعاس المفرط، ونوبات نوم مفاجئة، وفقدان مفاجئ للسيطرة على العضلات، مما قد يؤثر على مشاركة الطفل في الأنشطة المدرسية. [2][3]

أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال

من أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال التعب الشديد أثناء النهار، وعدم القدرة على التركيز، وفرط النشاط، والانفعال. وتشمل العلامات والأعراض الأخرى لاضطرابات النوم عند الأطفال ما يأتي: [3][4][7]

  • الشخير أو الشهقة أثناء النوم.
  • صعوبة التنفس أثناء النوم.
  • النوم في وضعيات غير معتادة.
  • النعاس أثناء النهار أو صعوبة في البقاء مستيقظًا.
  • التبول في الفراش.
  • صعوبة في النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
  • صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.
  • التنفس الصاخب أو المتقطع.
  • التقلب طوال الليل.
  • سلوكيات غير عادية أثناء النوم، مثل: المشي أثناء النوم، أو الكوابيس، أو الاستيقاظ خائفًا.
  • تأخر النمو أو عدم اكتساب الوزن بشكل مناسب.
  • التهيّج والانفعال.

تشخيص اضطرابات النوم عند الأطفال

يشخّص الطبيب اضطرابات النوم عند الأطفال عن طريق الفحص الجسدي والاستفسار عن التاريخ الطبي الكامل للطفل، والذي عادة ما يتضمن معلومات حول الأنشطة التي يقوم بها، وسلوكه في المدرسة، وكيفية المعيشة في المنزل، والأدوية التي قد تؤثر على نوم الطفل.

كما يطلب الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات والاختبارات للتأكد من التشخيص النهائي، مثل: [3][8]

  • مذكرّات النوم اليومية: يطلب الطبيب من أهل الطفل تتبع أوقات النوم اليومية للطفل لمدة أسبوع أو أسبوعين وتسجيلها في مذكرة، حيث تساعد على إعطاء لمحة عامة عن عادات نوم الطفل، بما في ذلك وقت ومدة النوم الليلي والقيلولة.
  • دراسة النوم (بالإنجليزية: Sleep Study): هي دراسة ليلية يتم إجراؤها في مختبرات خاصة للنوم لقياس وتسجيل كيفية نوم الطفل، وتستخدم عادة لتشخيص اضطرابات عديدة، مثل: انقطاع النفس أثناء النوم.
  • تخطيط الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalogram): يكشف هذا الاختبار عن النشاط الكهربائي للدماغ أثناء النوم، وبذلك يقيس مراحل النوم ونوبات اليقظة لدى الطفل.
  • اختبار كمون النوم المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sleep Latency Test): يُستخدم هذا الاختبار لتشخيص اضطراب النوم القهري ولمعرفة سبب النعاس غير المبرر لدى الأطفال، إذ يقيس نشاط الدماغ وحركة العين لمعرفة مدى سرعة نوم الطفل خلال مجموعة من القيلولات.
  • اختبار النشاط الحركي (بالإنجليزية: Actigraphy): يتم خلال هذا الفحص إلباس الطفل جهازًا يشبه الساعة ويكون مزودًا بمستشعر يقيس أنماط النوم والاستيقاظ، ويستخدم هذا الاختبار عادة لتشخيص انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، والأرق.
  • اختبار الدم: يمكن من خلال اختبار الدّم الكشف عن وجود نقص الحديد، حيث ارتبط انخفاض مستويات الحديد في الدّم باضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين.

علاج اضطرابات النوم عند الأطفال

يعتمد علاج اضطرابات النوم عند الأطفال على السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى صعوبة النوم أثناء الليل، ومن طرق العلاج ما يأتي: [3][4]

  • العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy): يمكن استخدام استراتيجيات وطرق العلاج السلوكي المعرفي لعلاج العديد من مشكلات النوم عند الأطفال، مثل الأرق، وفرط النوم، والخطل النومي، وغيرها، حيث يساعد على تغيير العادات السلبية المتعلقة بالنوم وتعلّم كيفية النوم بشكل صحيح.
  • الأدوية: يمكن أن تساعد بعض أنواع الأدوية المنبهة، مثل: مودافينيل (بالإنجليزية: Modafinil) عند تناولها في الصباح إلى زيادة اليقظة خلال اليوم، كما يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب قبل النوم على تحسين نوم الطفل خلال الليل.
  • مكملات الحديد: تساعد مكملات الحديد في تحسين ورفع مستويات الحديد في الدّم خصوصًا عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين.
  • ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (بالإنجليزية: Continuous Positive Airway Pressure): يُستخدم لعلاج انقطاع النفس الانسدادي وتحسين التنفس أثناء النوم، حيث يرتدي الطفل قناعًا للأنف يكون متصلًا بجهاز لإحداث ضغط هواء إيجابي، وبالتالي المحافظة على مجرى الهواء العلوي مفتوحًا أثناء نوم الطفل.
  • الجراحة: تعتبر العلاج الأولي للأطفال الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، إذ يتم من خلالها إزالة اللوزتين والغدد الليمفاوية المتضخمة.
  • تثقيف الوالدين: يتم توجيه الآباء بطرق التعامل مع الطفل في حالة الخطل النومي، بما في ذلك الكوابيس الليلية.

نصائح للتقليل من اضطرابات النوم عند الأطفال

توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتقليل من اضطرابات النوم عند الأطفال، وهي كالآتي: [5][7]

  • تحديد وقت منتظم وروتين معيّن للنوم كل ليلة وتجنّب تغييره.
  • تجنّب تشجيع الطفل على النوم المتأخر، خاصةً في عطلات نهاية الأسبوع.
  • تشجيع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
  • الحد من استخدامهم لشاشة التلفاز، أو الحاسوب أو الهاتف المحمول، أو الراديو، أو الموسيقى قبل النوم بساعة على الأقل.
  • تجنب إعطاء الأطفال أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين قبل النوم ب 6 ساعات على الأقل.
  • اتباع روتين مريح للطفل قبل النوم، مثل: إعطاء الطفل حمامًا دافئًا، أو قراءة قصة له.
  • التأكد من أن درجة حرارة غرفة النوم مريحة، وأن الغرفة مظلمة ومناسبة للنوم.
  • الحرص على تقليل الضوضاء في المنزل.
  • تجنب إعطاء الأطفال وجبات كبيرة قبل النوم بفترة قصيرة.
  • التقليل من النشاط الزائد واللعب قبل النوم.
  • وضع الطفل في السرير فور ظهور علامات التعب والإرهاق عليه.
  • تجنب الذهاب إلى السرير مع الطفل لمساعدته على النوم.

نصيحة الطبي

قد تؤثر اضطرابات النوم عند الأطفال على نوعية حياتهم وأدائهم في المدرسة، لذلك لا تتردد في مراجعة الطبيب لمعرفة ما إن كان طفلك يعاني من أحد اضطرابات النوم، حتى تتمكن من علاجها في أسرع وقت ممكن.

بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.