كثرت نسب الولادة القيصرية كثيراً في الآونة الأخيرة، حتى أنها تكاد تقترب من نسب الولادة الطبيعية من المهبل في العديد من البلدان، بل وتفوقها أيضاً، لذلك يجب معرفة كل شيء عن الولادات القيصرية المتعددة، ومدى تأثيرها على صحة الأم.
غالباً ما تضع المرأة التي مرت بتجربة القيصرية مرتين مولودها عن طريق الولادة القيصرية الثالثة، فينتابها الخوف طوال شهور الحمل خاصة أن كانت الولادة القيصرية الثالثة نفس مكان الأولى والثانية، وتتساءل هل سيلتئم جرح القيصرية الثالث؟ وماذا عن الطفل الرابع في حال كانت الأم تخطط للحمل الرابع.
نناقش في هذا المقال جميع التساؤلات المتعلقة بالولادة القيصرية الثالثة والرابعة أيضاً.
محتويات المقال
عدد الولادات القيصرية الآمنة
كم عدد الولادات القيصرية الآمنة؟ لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، فالأمر يتعلق بكل امرأة على حدة، تبعاً لعمرها، وحالتها الصحية، والظروف التي أدت إلى الولادات القيصرية المتعددة.
توجد نساء خضعن لحوالي 6 أو 7 ولادات قيصرية ولم يختبرن أية مضاعفات، بينما نجد أخريات أجرين عملية ولادة قيصرية واحدة وتعرضن لعدد من المضاعفات مثل المشيمة الملتصقة، والتصاقات الأمعاء. (1)
للمزيد: الولادة القيصرية الثانية أسهل أم أصعب
مخاطر الولادة القيصرية الثالثة
تعد الولادة القيصرية عملية جراحية رغم كل شيء، وكغيرها من الجراحات تشتمل على عدد من المخاطر خاصة الولادة القيصرية الثالثة، أو الولادة القيصرية الرابعة، حيث ترتفع نسب الأصابة ببعض الحالات الطبية والمضاعفات ومنها ما يلي:
- مضاعفات التهاب المثانة.
- تمزق الرحم.
- مشاكل الأوعية الدموية.
- التصاقات الأمعاء وتمزقها.
- التصاق قنوات فالوب.
- النزيف الشديد والحاجة إلى نقل الدم.
- التعرض لاستئصال الرحم.
- اضطرابات المشيمة التي تكثر مع الولادة القيصرية المتعددة مثل التالي:
- المشيمة الملتصقة: تنمو المشيمة في جدار الرحم وترتبط به، مما يعوق انفصالها وخروجها من الرحم أثناء الولادة.
- المشيمة المنزاحة: تتواجد المشيمة فوق عنق الرحم، بدلاً من وجودها على طول جدار الرحم، قد تؤدي تلك الحالة إلى النزيف أثناء الحمل التالي والولادة المبكرة.
- انفصال المشيمة.
لا يمكن ملاحظة فارق كبير بين مضاعفات الولادة القيصرية المهددة للحياة في العموم، والولادة القيصرية الثالثة أو الرابعة، حيث يعد ارتفاع نسب الالتصاقات في الولادة القيصرية المتعددة أكثر الفروقات شيوعاً. (1)(2)
اقرأ أيضاً: التصاقات الرحم بعد الولادة القيصرية
مضاعفات بعد الولادة القيصرية الثالثة
بالطبع ترتفع نسب حدوث المضاعفات بعد الولادة القيصرية الثالثة عن القيصرية الأولى والثانية، حيث غالباً ما تكون الولادة القيصرية الثالثة نفس مكان الأولى والثانية، مما يضعف أنسجة البطن كثيراً ويعيق التئامها، نذكر بعضها تالياً:
- انخفاض معدل شفاء الفتق البطني حال حدوثه عند السيدات اللاتي خضعن للولادة القيصرية ثلاث مرات، عن اللاتي خضعن لها مرة واحدة أو اثنتين، حيث تزداد نسبة الخطورة إلى 3 أضعاف عند الولادة الثالثة، أو 6 أضعاف في حالة الولادة القيصرية الخامسة.
- ازدياد فرص الإصابة بالانتباذ البطانة الرحمي المرتبط بالولادة القيصرية في العموم.
- ارتفاع فرص الإصابة بالجلطات بعد الولادة القيصرية الثالثة.
- تضاعف فرص التقاط العدوى في جرح القيصرية، مسبباً ما يسمى بالتهاب اللفافة الناخر، الذي قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان. (3)
للمزيد: ما هو الفرق بين التخدير الكلي والنصفي في الولادة القيصرية؟
الولادة القيصرية الثالثة في أي أسبوع
دائماً ما ينصح طبيب النساء والولادة الأم بإراحة جسمها عن طريق جعل الفترات ما بين الولادة القيصرية المتكررة تتراوح ما بين 3، و5 سنوات، حتى يشفى الجرح تماماً، ولتجنب المضاعفات الخطرة.
يحدد الطبيب موعدة الولادة القيصرية الثالثة منذ بداية الحمل، فلا داعي لتعريض أنسجة الأم للتمزق دون داع، وهي لم تختبر الولادة الطبيعية من قبل، غالباً ما يكون الموعد في الأسبوع 38، أو 39 من الحمل، ما لم يلحظ الطبيب علامات منذرة بولادة مبكرة في الجنين.
توصى السيدات بالتوجه إلى الطبيب المتابع لها أو المستشفى في الأسبوع 37 من الحمل، لإجراء الاختبارات اللازمة والحصول على مراقبة دقيقة قبل الولادة. (4)
اقرأ أيضاً: الجماع بعد الولادة القيصرية، متى؟