تتداول العديد من الأخبار في الأوقات الحالية الحديث عن تسجيل حالات جديدة لفايروس ماربورغ في بعض مناطق العالم، والذي يمكن أن يتسبب بجائحة جديدة، كتلك التي سببها فيروس كورونا، في حال لم يتم التعامل مع هذه المشكلة والقضاء عليها مبكرًا. [1]
وما يجعل فيروس ماربورغ بهذه الخطورة هو إمكانية انتقاله بين الأفراد بسهولة، كما ممكن الممكن أن يتسبب بحمى نزيفية لدى المرضى المصابين به، وهذا ما يمكن أن يهدد حياتهم. [1،2]
يذكر المقال التالي عدد من المعلومات المهمة حول فيروس ماربورغ والتي يمكن أن تساعد معرفتها في الوقاية من هذا الفيروس ومنع تطوره ليصبح جائحة عالمية تهدد حياة البشر. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
ما هو مرض فيروس ماربورغ؟
يعتبر فيروس ماربورغ (بالإنجليزية: Marburg Virus) أحد أنواع الفيروسات التابعة لعائلة الفيلوفيروس (بالإنجليزية: Filovirus)، وهي ذات العائلة التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا. [1،2]
يعد مرض فيروس ماربوغ أحد الأمراض الفيروسية الخطيرة المسببة للحمى النزفية، وهي إحدى أنواع الحمى التي تتسبب بنزيف داخلي لدى المريض، حيث أن وجود الفيروس داخل الجسم سيتسبب برد فعل التهابي شديد، والذي سيؤدي إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية والعوامل المسؤولة عن تخثر الدم لدى المريض. [1]
ويعتقد أن مصدر العدوى الأول لمرض فيروس ماربورغ كان من للقرود الأفريقية التي تم تصديرها من غانا إلى المناطق التي تم اكتشاف المرض فيها. [1،3]
هل مرض فيروس ماربورغ جديد؟
لا، حيث تم تسجيل عدد من الإصابات بمرض فيروس ماربوغ سابقًا، وقد تم اكتشافه لأول مرة عام 1967لدى بعض العمال الذين كانو يعملوا في عدد من المختبرات المتواجدة في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وفي بلغراد المتواجدة في صربيا الحديثة. [2،3]
حيث حدثت حادثتين كبيرتين لتفشي مرض فيروس ماربوغ آن ذاك. كما حدث تفشي للمرض في أوغندا، وأنغولا وجمهورية، الكونغو الديمقراطية. وقد تم تسجيل 600 إصابة بمرض فيروس ماربوغ من ذلك الحين وحتى الآن. [3،4]
وحديثًا، تم تسجيل حالتين منفصلتين لمرض فيروس ماربوغ في غانا الواقعة في جنوب إفريقيا، وذلك لذكرين بعمر 26 و 51 عامًا، واللذان توفيا نتيجة لإصابتهم بهذل المرض. [3]
كيف ينتقل مرض فيروس ماربورغ؟
نظرًا لسرعة انتقال مرض فيروس ماربورغ ما بين الأفراد، فإنه لا بد من معرفة طريقة انتقاله، حيث أن ذلك يساهم وبشكل كبير في ردع انتشاره ما بين الأفراد. [1،2]
يصاب البشر بمرض فيروس ماربورغ بعد تواجدهم لفترة طويلة في المناجم والكهوف التي تعيش فيها خفافيش الفاكهة (بالإنجليزية: Rousettus Bat) والتي تعتبر المضيف الطبيعي لفيروس ماربورغ. [2،4]
أما حول انتشار مرض فيروس ماربورغ بين البشر، فإنه يحدث نتيجة للاتصال المباشر بدم الفرد المصاب أو سوائل الجسم الأخرى، مثل: [2،4]
- اللعاب.
- البول.
- الإفرازات المتواجدة في البراز.
- إفرازات الجهاز التنفسي.
- القيء.
- حليب الثدي.
كما يمكن أن ينتقل مرض فيروس ماربورغ من فرد لآخر نتيجة لملامسة الأسطح والمواد الملوثة بسوائل الفرد المصاب. [2]
أيضًا، يمكن أن أن ينتقل مرض فيروس ماربورغ عن طريق الجنس، كما أن الفيروس يمكن أن يتواجد في السائل المنوي لمدة تصل إلى سبعة أسابيع بعد تعافي الفرد المصاب به. [4]
ويجب على مقدمي الرعاية الصحية الحذر من انتقال الفيروس إليهم أثناء رعايتهم للمرضى، خصوصًا أن انتقال الفيروس عن طريق وخز أنفسهم بأدوات الحقن الملوثة يمكن أن يتسبب بأعراض أكثر حدة وتدهور سريع في الصحة. [2]
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن فيروس الإيبوﻻ
ما هي أعراض مرض فيروس ماربورغ؟
تتضمن أعراض مرض فيروس ماربورغ المبكرة ما يلي: [1،2]
- ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) والقشعريرة.
- الصداع الشديد.
- آلام العضلات.
ثم ستبدأ عدد من الأعراض الأخرى بالظهور على المريض في اليوم الثالث بعد ظهور الأعراض المبكرة، ومنها: [2،3]
- إسهال مائي حاد، ويستمر هذا العرض من أعراض مرض فيروس ماربورغ لأسبوع.
- ألم ومغص في البطن.
- الغثيان والقيء.
ومن أعراض مرض فيروس ماربورغ الأخرى: [2-4]
- شحوب الوجه.
- العيون الغائرة.
- التعب الشديد.
- ألم الحلق.
- طفح جلدي غير مثير للحكة، والذي يظهر على الصدر، والظهر، و المعدة.
- نزيف من اللثة والأنف، أو خروج الدم مع البراز.
- الارتباك والاختلاجات.
وحول متى تظهر أعراض مرض فيروس ماربورغ فهي تختلف من فرد لآخر، حيث يمكن أن تظهر خلال 2 -21 يومًا بعد الإصابة بالفيروس. [2،3]
هل مرض فيروس ماربورغ خطير؟
تكمن خطورة مرض فيروس ماربورغ باحتمالية تسببه بالحمى النزفية، وهذا ما يمكن أن يهدد حياة الفرد. وتتراوح معدلات الوفيات من مرض فيروس ماربورغ ما بين 24 - 88%، حيث يعتمد ذلك على أي من سلالات الفيروس التي أصيب بها الفرد وكيف تم التعامل مع الإصابة وعلاجها. [1،3]
بشكل عام، يبلغ متوسط معدل الوفيات من مرض فيروس ماربورغ حوالي 50%. [1،3]
هل هناك علاج لمرض فيروس ماربورغ؟
إلى الآن، لا يوجد علاج لمرض فيروس ماربورغ، وإنما يتم تقديم للمريض عدد من العلاجات التي من شأنها أن تخفف من أعراض المرض وتمنع من تطور المضاعفات لديه. [1،2]
ويمكن أن تتضمن هذه العلاجات ما يلي: [1،4]
- المحاليل الوريدية لعلاج الجفاف ولتعويض المفقود من الكهارل.
- العلاج بالأكسجين.
- تعويض المفقود من الدم ومكوناته في حال حدوث النزيف لدى المريض.
- مسكنات الألم.
- الحفاظ على ضغط الدم.
- علاج أي عدوى أو مضاعفات ثانوية.
هل يوجد لقاح لمرض فيروس ماربورغ؟
للأسف الشديد، لا يوجد لقاح ضد فيروس ماربورغ، ولكن من الممكن أن يتم استخدام اللقاحات الخاصة بفيروس إيبولا من أجل زيادة المناعة تجاه فيروس ماربورغ، لكن لا تزال هناك حاجة لإثبات فعالية هذه اللقاحات. [1،2]
وبالتالي، تكمن الوقاية من مرض فيروس ماربورغ فقط بتجنب التلامس المباشر مع الأفراد المصابين به وتجنب الأسطح الملوثة بهذا الفيروس. [1،3]
نهاية، يعد مرض فيروس ماربوغ أحد الأمراض الخطيرة والتي يمكن أن تهدد حياة الفرد في حين لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. وبهدف منع انتشار هذا المرض وعدم تطوره لجائحة عالمية، فإنه لا بد من توعية أفراد المجتمع حول أعراضه، وكيفية انتقاله من فرد لآخر، وما هي طرق الوقاية منه.
اقرأ أيضًا: تعرف الى اشهر انواع الفيروسات التي تصيب الانسان