يصيب شلل الأطفال عادةً من هم دون سن الخامسة، وباعتبار أن هذا المرض ناجم عن عدوى فيروسية تستهدف الجهاز العصبي لدى المرضى ويسهل انتقالها بين الناس، فإن معرفة أعراض شلل الأطفال والاعتماد عليها في تشخيص الإصابات يُساعد إلى حد كبير في منع انتشار العدوى وتحييد الفيروس قدر الإمكان.
ومن جانب آخر، فإنّ أعراض شلل الأطفال تتفاوت في شدّتها ما بين حالة وأُخرى، ففي حين أنها قد تظهر على شكل حمّى وبعض الغثيان أحيانًا، فقد تتسبّب بالشلل الدائم في أحيان أُخرى. [1][2]
نناقش في هذا المقال أبرز الأعراض المصاحبة لشلل الأطفال، واختلافها تبعًا لشدّة المرض ومدى تأثيره بالضبط.
محتويات المقال
هل تظهر دائمًا أعراض شلل الأطفال؟
في الحقيقة، غالبية المصابين بمرض شلل الأطفال أو ما يُسمّى التهاب سنجابية النخاع (بالإنجليزية: Poliomyelitis) لا تظهر عليهم أيّ أعراض أو علامات تُشير لإصابتهم بالمرض، ورغم ذلك فهم قادرون على نقل العدوى لمن حولهم عن طريق البراز، أو من خلال الطعام أو الشراب الملوّث بالبراز.
لذا فإنّ الظروف المعيشية الصعبة في الكوارث المنتشرة في المناطق التي لم يقدّم فيها لقاح شلل الأطفال بجرعاته المطلوبة عادةً ما تستوجب أخذ الحيطة والحذر حتى في غياب الأعراض المرتبطة بشلل الأطفال. [1][2]
ما هي أعراض شلل الأطفال البسيطة؟
يُشار إلى الدرجة البسيطة من المرض بإسم شلل الأطفال المُجهِض (بالإنجليزية: Abortive Poliomyelitis)، التي يميّزها قصر فترة الإصابة والأعراض الطفيفة، إذ يظهر واحد أو أكثر من الأعراض الآتي: [3][4]
- الشعور بالغثيان، ويُصاحبه التقيّؤ في بعض الحالات.
- الصداع.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع حرارة الجسم لما يُقارب 39.4 درجة مئوية.
- الشعور بالخمول والتعب العام.
- ألم في البطن.
- الإمساك.
- احتقان الأنف والحلق.
ما أعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل؟
تتشابه بعض أعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل (بالإنجليزية: Nonparalytic Poliomyelitis) مع أعراض شلل الأطفال المجهض، إلا أنها تكون أكثر شدّة وتأثيرًا على المرضى، ويُذكر منها الآتي: [5][3]
- الشعور بالغثيان والتقيّؤ والمعاناة من الصداع.
- ألم وتيبّس في الرقبة.
- ألم وتيبّس في اليدين والرجلين.
- وبعد فترة من المعاناة من الأعراض السابقة، يشعر المريض بالتحسّن لعدّة أيام، لتعود إليه الأعراض أكثر شدّة وألمًا، يُصاحبها أعراض أُخرى، تتضمّن الآتي: [3][5]
- ألم وتيبّس في العمود الفقري وجذع الجسم.
- الشعور بضعف في العضلات.
- ضعف في ردود الفعل العضلية عمومًا.
ما أعراض شلل الأطفال المسبب للشلل؟
تتكشّف المشاكل والتأثيرات العصبية الشديدة الناجمة عن شلل الأطفال لدى المصابين بشلل الأطفال المسبب للشلل، فبالإضافة لأعراض شلل الأطفال المجهض وشلل الأطفال غير المسبب للشلل، تظهر الأعراض التي تعكس شلل عضلات مختلفة في الجسم بالشكل الآتي: [3][6]
- آلام شديدة في العضلات.
- ضعف عام في عضلات الجسم، بما يُعرف بالشلل الرخو.
- الشعور بخدران وتنميل الساقين.
- الإمساك الشديد.
- صعوبة البلع.
- صعوبة التنفس.
- خشونة الصوت.
- التبول اللاإرادي الناجم عن شلل المثانة.
- احمرار الجلد.
- الهيجان والمزاج المتعكر.
- سيلان اللعاب.
اقرأ أيضًا: دليلك الكامل عن تطعيم شلل الأطفال
ما هي أخطر أعراض شلل الأطفال؟
رغم أن غالبية المصابين بشلل الأطفال يستعيدون بعض عافيتهم بعد انقضاء المرض، [3] إلا أنه وفي حالات قليلة ونادرة قد يتفاقم المرض ليتضمّن أعراض خطيرة تعكس تضرر الدماغ والنخاع الشوكي، ومنها: [6][7]
- التهاب السحايا: وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ أو النخاع الشوكي، ويُصاب بالتهاب السحايا 1-5 من كل 100 مريض حسب ما أشارت إليه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
- الشلل: وهو ضعف أو انعدام القدرة على تحريك القدمين أو الذراعين أو كلاهما، ويُصاب بالشلل 1 من كل 100 مريض بشلل الأطفال، وبنسبة 1 من كل 2 مرضى بالشلل سيُعانون من الشلل الدائم حسب ما أشارت إليه منظمة اليونيسف.
- الوفاة: وهي النتيجة المتوقعة لشلل العضلات المسؤولة عن التنفس، وتُقدّر منظمة اليونيسف أنّ 1 من كل 10 مصابين بالشلل نتيجة فيروس شلل الأطفال سيفقدون حياتهم بسبب المرض.
هل تعود أعراض شلل الأطفال بعد التعافي منه؟
قد ترجع أعراض شلل الأطفال في بعض الحالات بعد 15-45 سنة من التعافي من شلل الأطفال، وتُعرف الحالة حينها بإسم المتلازمة التالية لشلل الأطفال (بالإنجليزية: Post-Polio Syndrome)، ويُذكر من أعراضها ما يأتي: [2][9]
- آلام في العضلات تزداد شدّتها مع الوقت.
- ضعف في العضلات المصابة سابقًا بشلل الأطفال، وشعور بضعف عضلات جديدة غيرها.
- عدم القدرة على تحمّل الأجواء الباردة.
- ضعف القدرة على السعال.
- صعوبة التركيز.
- مواجهة مشاكل في الذاكرة.
- المعاناة من اضطرابات النوم؛ مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
- صعوبة التنفس.
- ضمور العضلات.
- الشعور بالتعب والإرهاق من أبسط الأنشطة والأعمال.
- الاكتئاب.
ما الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أعراض شلل الأطفال؟
من المهم تشخيص الإصابة بشلل الأطفال من قبل طبيب مختص؛ لاحتمالية أن تكون الأعراض الظاهرة على الفرد مرتبطة بمشكلة صحية أخرى أو أمراض واضطرابات مشابهة لطبيعة شلل الأطفال، [10] ومن هذه الأمراض الآتي:
- متلازمة غيلان باريه: وهو اضطراب عصبي ينشأ لأسباب غير معروفة تمامًا، إلا أنه يتسبّب في تدلّي الوجه، والشعور بضعف في العضلات مع الشعور بالتنميل والخدر فيها، ويُمكن التعافي منه بالعلاجات والأدوية المناسبة. [11]
- التسمم السجقي لدى الأطفال: وهو مرض بكتيري عادةً ما يرتبط بتناول حديثي الولادة للعسل الملوّث ببكتيريا معينة، ما يتسبّب بضعف العضلات، وصعوبة التنفس، والبكاء الضعيف، ويمكن التعافي منه إن تلقّى الطفل العلاج بسرعة وبالشكل المناسب. [12]
- داء الكلب: وهو مرض فيروسي ناجم عن التعرّض لعضة حيوان مصاب، يتسبّب بضعف العضلات، والهيجان، والشعور بالارتباك، والشلل أحيانًا، ويُمكن علاجه قبل ظهور أيّ أعراض بعد التعرّض للعض مباشرة. [13]
نصيحة الطبي
من المهم متابعة أيّ أعراض مريبة تظهر على الأطفال، خاصّة التي تُشير لمشكلة عصبية أو ضعف في العضلات، كما يجب متابعة المطاعيم واللقاحات الضرورية في الوقت المناسب؛ لتجنّب الإصابة بشلل الأطفال والوقاية من أعراضه الخطيرة.
استشر أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي الآن من أيّ مكان وفي أيّ وقت؛ لمعرفة الإجراءات الواجب القيام بها للوقاية من الإصابة بشلل الأطفال ومنع الإصابة به في حال التواجد في أماكن انتشاره، وكيفية التعامل معه في حال الإصابة به.