يعد ارتجاج المخ من إصابات الدماغ الشائعة والتي تؤدي إلى ظهور مجموعة من المشكلات الصحية، مثل الصداع، والدوخة، والغثيان، وكذلك تغيرات في الإدراك والذاكرة، وينطوي علاج ارتجاج الدماغ على الراحة في المنزل للسماح للدماغ بالتعافي مع تجنب الإرهاق البدني أو الذهني. [1][2]

يتناول هذا المقال كيفية علاج ارتجاج الدماغ عند الكبار والأطفال، والطريقة الصحيحة للعودة إلى الأنشطة اليومية الطبيعية.

علاج ارتجاج الدماغ

تعد أول خطوة عند التعرض للسقوط أو الارتطام والاشتباه في حدوث ارتجاج في الدماغ هي الابتعاد عن مكان الحادث والتوقف فورًا عن أي نشاط بدني، فعلى سبيل المثال عند التعرض لصدمة في الرأس أثناء ممارسة رياضة أو لعبة ما فينبغي التوقف عن اللعب وعدم العودة إليه حتى إجراء الفحوصات الطبية اللازمة. [3]

بعد ذلك ينبغي طلب الإسعاف أو التوجه للمستشفى للخضوع للفحص الطبي، وقد تستدعي بعض حالات ارتجاج الدماغ البقاء في المستشفى ليلة واحدة تحت المراقبة. [4]

يمكن بعد ذلك استكمال علاج ارتجاج المخ في المنزل مع اتباع تعليمات الطبيب حتى التعافي، ويشمل العلاج ما يلي: [5] 

الراحة 

تعد الراحة الخطوة الأساسية في علاج ارتجاج الدماغ وهي ضرورية لمنح الجسم والعقل فرصة للتعافي وتقليل مستوى الإجهاد ليستطيع المخ إصلاح نفسه. [5] 

ينبغي الحصول على فترة من الراحة لا تقل عن يوم إلى يومين بعد الإصابة بارتجاج في المخ، مع الالتزام ببعض التعليمات خلال فترة الراحة، منها: [4][5][6] 

  • الامتناع عن أي نشاط رياضي أو بذل مجهود بدني شاق، أو القيام بالأعمال المنزلية.
  • عدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
  • النوم ساعات كافية في الليل، وأخد قسط من الراحة في النهار.
  • تجنب التعرض للأضواء الساطعة أو الضوضاء، أو حتى سماع الموسيقى.
  • إراحة الذهن من خلال تجنب أداء الواجبات المنزلية أو العمل من المنزل، وكذلك الامتناع عن تصفح الهاتف، أو مشاهدة التلفاز، وتجنب ألعاب الفيديو.
  • الابتعاد عن أي موقف يثير التوتر أو القلق.

يوصى في هذه الفترة بمراقبة الأعراض جيدًا والتأكد من تحسنها، وفي حال تفاقمها يجب مراجعة الطبيب. [6]

تجدر الإشارة إلى أن الطبيب هو المسؤول عن تحديد الموعد المناسب لاستئناف ممارسة الأنشطة المعتادة أو ممارسة الرياضة. [4]

تجنب تكرار الارتجاج

تتضمن خطة علاج ارتجاج الدماغ بعد الحادث أو الإصابات الحرص على تجنب أي أنشطة يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بالارتجاج مرة أخرى، مثل العودة إلى ممارسة الرياضة دون التأكد من تمام التعافي، حيث أن تكرار حدوث الارتجاج قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ، ومضاعفات خطيرة ودائمة، وربما يزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر أو يهدد الحياة. [4][5] 

قد تساهم النصائح التالية في نجاح علاج ارتجاج الدماغ والوقاية من حدوث ارتجاج آخر خلال فترة التعافي: [1][6]

  • الحد من حركات الرأس والرقبة غير الضرورية.
  • تجنب الأنشطة البدنية الشاقة بضعة أسابيع.
  • عدم ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي دون استشارة الطبيب.

اقرأ أيضًا: ما الأعراض التي تنذر بارتجاج المخ عند الأطفال؟

تقنين وقت الشاشة

يعد تقليل الوقت الذي يقضيه المصاب أمام الشاشات سواء في تصفح الهاتف أو الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز من أهم خطوات علاج ارتجاج الدماغ، حيث أن إجهاد العين والتحديق في الأضواء الساطعة قد تؤدي إلى تفاقم أعراض ارتجاج المخ وتأخير التعافي. [1]

الحفاظ على رطوبة الجسم

يساهم الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من الماء يوميًا والعصائر الطبيعية في تعافي الدماغ من الارتجاج. [1]

اتباع نظام غذائي صحي 

يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في علاج ارتجاج الدماغ لدوره في مساعدة الجسم على إصلاح نفسه والتعافي من الارتجاج؛ لذا يوصى بالالتزام بالتعليمات الغذائية التالية خاصة خلال فترة التعافي: [1][6][7]

  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم، والأسماك، والمكسرات، والفاصوليا، حيث تعمل على تحسين المشكلات المعرفية الناتجة عن الارتجاج. 
  • تناول الأطعمة الغنية بالأوميجا 3، مثل الأسماك الدهنية، والجوز، وبذور الكتان والشيا؛ وذلك لدورها في مساعدة الخلايا العصبية على التعافي.
  • تضمين الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في النظام الغذائي، والتي تساهم في تحسين الذاكرة والأداء العصبي.
  • تضمين الخضراوات والفواكه الطازجة في النظام الغذائي.
  • تناول 6 وجبات صغيرة خلال اليوم أو 3 وجبات متوسطة.
  • الحد من تناول الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات.
  • الامتناع عن التدخين أو شرب الكحول.

استخدام مسكنات الألم

لا توجد أدوية لعلاج ارتجاج المخ في حد ذاته، ولكن قد يساهم تناول مسكنات الألم مثل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) في تخفيف الصداع المصاحب للارتجاج. [8]

يجب الامتناع عن استخدام أي أدوية خلال فترة التعافي من الارتجاج دون وصف الطبيب، كما يوصى بتجنب تناول أنواع مسكنات الألم الأخرى خلال 24 ساعة الأولى من الإصابة، حيث أنها يمكن أن تزيد من خطر حدوث نزيف في المخ، ومنها: [8]

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن تناول هذه المسكنات لعلاج الصداع بعد مرور 24 ساعة على الإصابة بارتجاج الدماغ تحت إشراف الطبيب. [8]

اقرأ أيضًا: 10 أعراض لارتجاج المخ

التعافي من ارتجاج الدماغ

تختلف مدة التعافي من ارتجاج الدماغ من حالة لأخرى بناء على شدة الارتجاج، ووفقًا لذلك يحدد الطبيب الموعد المناسب للعودة إلى الأنشطة الطبيعية بعد علاج ارتجاج الدماغ. [4] 

يوصى بأن تكون العودة إلى الأنشطة الطبيعية تدريجيًا وليس دفعة واحدة مع مراقبة الأعراض لضمان عدم تفاقمها. [8]

ينصح ببدء استئناف الأنشطة بعد انتهاء فترة الراحة الأولية التي تستغرق 48 ساعة لمساعدة الدماغ على استعادة وظائفه وتسريع فترة التعافي، وذلك من خلال: [6][8][9]

  • القيام بأنشطة ذهنية خفيفة تحفز التفكير والذاكرة.
  • أداء أنشطة بدنية بسيطة، مثل المشي أو ركوب الدراجة الثابتة مدة 20 دقيقة ويمكن تقسيم المدة على 4 مرات، مع مراعاة تجنب تمارين الضغط، والسحب، ورفع الأثقال حتى التعافي تمامًا.
  • العودة إلى المدرسة أو العمل بدوام جزئي لتجنب الإرهاق الذهني أو البدني، ومن ثم زيادة الوقت تدريجيًا حتى التمكن من استئناف الدوام الكامل.

جدير بالذكر أن مدة التعافي من ارتجاج الدماغ عادة ما تستغرق من 7 إلى 10 أيام، ولكن قد تحتاج بعض الحالات وقتًا أطول، خاصة في حال عدم الالتزام بخطة علاج ارتجاج الدماغ. [1]

نصيحة الطبي

يعتمد علاج ارتجاج المخ على الراحة فترة كافية ليستطيع المخ استعادة وظائفه الطبيعية مرة أخرى، ويوصى باستئناف الأنشطة اليومية تدريجيًا ببطء بعد انتهاء فترة الراحة، مع مراقبة الأعراض وتخفيف الأنشطة في حال ملاحظة تفاقم الأعراض أو عودتها مرة أخرى.

يمكنك استشارة طبيب من أطبائنا على مدار الساعة للرد عن كافة استفساراتك حول ارتجاج الدماغ وعلاجه.

اقرأ أيضًا: الوقاية من الاصابات وتفادي وقوعها