تختلف أعراض التوحد من شخص لآخر حسب نوع التوحد ودرجته، وحسب عمر الشخص المصاب، إذ يظهر على بعض الرضع المصابين بالتوحد بعض الأعراض مثل: انخفاض التواصل البصري، وعدم التفاعل بواسطة الإشارة أو الإيماءة، في حين تتضمن بعض أعراض التوحد التي تظهر على الأطفال صعوبة التواصل مع الآخرين عن طريق الكلام، وتكرار نفس العبارات، أما أعراض التوحد عند الكبار فتشمل صعوبة تكوين الصداقات والحفاظ عليها، وصعوبة التواصل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين، تعرف في هذا المقال على أعراض التوحد عند الرضع، والأطفال، والبالغين.
أعراض التوحد عند الرضع
يفيد معرفة علامات وأعراض التوحد عند الرضع من قبل الأهل في التشخيص المبكر للتوحد وذلك يتيح تلقي الرضيع للعناية والرعاية الطبية التي يحتاجها بشكل مبكر. [1]
التوحد لا يغير المظهر الجسدي للطفل الرضيع، وإنما يؤثر على كيفية تواصل الأطفال الرضع، واستجابتهم، وتفاعلهم مع العالم من حولهم. [1]
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) بإجراء فحوصات دورية لجميع الأطفال في زياراتهم للطبيب في الأشهر 9 و18 و30 شهرًا، بالإضافة إلى فحوصات خاصة بالتوحد في الأشهر 18 و24 شهرًا. [1] [2]
قد تختلف علامات وأعراض التوحد عند الرضع بشكل كبير من رضيع لآخر، لذلك من المهم التحدث مع طبيب الطفل أو أخصائي الرعاية الصحية في حال ملاحظة أي من أعراض أو علامات التوحد على الطفل الرضيع. [1]
ومن أهم أعراض التوحد عند الأطفال الرضع:
- انخفاض التواصل البصري
يعد انخفاض التواصل البصري لدى الأطفال الرضع مؤشرًا مبكرًا لمرض التوحد، إذ عادة ما يقوم الأطفال الرضع باتصال الأعين مع أشخاص آخرين منذ سن مبكرة جدًا، إذ عندما يصبح الرضيع بعمر الشهرين يكون قادرًا على تحديد الوجوه والتواصل البصري بمهارة. [1] [2]
اقرأ أيضًا أسباب التوحد
- عدم التفاعل بواسطة الإشارة أو الإيماءة
يتعلم الأطفال عادةً الإيماءات قبل أن يتعلموا التحدث، ويستخدم الأطفال المصابون بالتوحد الإيماء والإشارة بشكل أقل بكثير من الأطفال الطبيعيين، وقد تشير الإشارة الأقل في بعض الأحيان إلى احتمال حدوث تأخير في اللغة. [1] [2]
- قلة الانتباه
تعد قلة الانتباه أو ما يسمى بالاهتمام المشترك (بالإنجليزية: Joint Attention) من أعراض التوحد لدى الأطفال الرضع، والأمر الذي يدل على قلة الانتباه عند الرضع هو عدم تتبع نظر الرضيع للأشياء المتحركة. [1] [2]
- عدم استجابة الرضيع لاسمه
يصبح معظم الأطفال الرضع بعمر الـ 6 أشهر على وعي بأسمائهم ويستجيبون لها وخاصة عندما تنطقها أمهاتهم، وتعد الاستجابة المحدودة أو المعدومة عند الأطفال الرضع لأسمائهم من أحد أعراض التوحد. [1]
اقرأ للمزيد التوحد المكتسب
- انخفاض الاستجابة العاطفية بتعابير الوجه
تعد تعابير الوجه وسيلة غير لفظية للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وغالبًا لا تتغير تعابير الوجه لدى الأطفال الرضع المصابين بالتوحد كاستجابة للظروف المحيطة كما يفعل الأطفال الطبيعيين. [1]
- تأخر النطق والكلام
يبدأ الرضع والأطفال الصغار بالتحدث في أعمار مختلفة، ولكن الأطفال الرضع المصابين بالتوحد غالبًا ما يقولون ويفهمون كلمات أقل من الأطفال الطبيعيين في عمر 12 شهرًا. [1] [2]
اقرأ أيضًا الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد
أعراض التوحد عند الأطفال
تشمل أعراض التوحد لدى الأطفال ما يلي: [3]
- صعوبة التواصل مع الآخرين عن طريق الكلام، وتكرار نفس العبارات.
- الاهتمام الكبير بموضوعات أو أنشطة معينة، والالتزام بروتين يومي محدد، والانزعاج الشديد عند تغيير الروتين.
- صعوبة تكوين صداقات جديدة مع أطفال آخرين إذ يفضل الأطفال المصابون باضطراب التوحد البقاء بمفردهم.
- صعوبة التعبير عن الأفكار، والمشاعر، والمتطلبات.
- صعوبة فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به.
قد تختلف أعراض التوحد بين الفتيات والأولاد إذ قد تكون الأعراض أقل وضوحًا عند البنات وبالتالي يكون تشخيص التوحد أصعب لديهن، ويعود السبب في ذلك إلى: [3]
- تتصرف الفتيات بشكل أفضل من الأولاد في المواقف الاجتماعية.
- تقوم الفتيات بتكرار المواقف والكلام بصورة أقل من الأولاد.
- تحاول الفتيات إخفاء علامات التوحد عن طريق تقليد تصرفات الأطفال الآخرين.
- تنسحب الفتيات من المواقف الصعبة.
أعراض التوحد عند البالغين
قد لا يتم تشخيص الأشخاص الذين يعانون من أعراض التوحد الخفيفة حتى يصبحوا بالغين أو قد لا يتم تشخيص التوحد لديهم على الإطلاق، وقد يكون من الصعب ملاحظة أعراض التوحد عند البالغين لأنهم يعتمدون على مهارات التكيف لإخفاء الأعراض. [4]
ومن أهم أعراض التوحد لدى البالغين:
- صعوبة تكوين الصداقات والحفاظ عليها
إذ يعاني البالغون المصابون بالتوحد من صعوبة في اتباع وفهم القواعد الاجتماعية، مما يجعلهم يتصرفون بطريقة غريبة أحيانًا، ويمكن أن يُنظر إليهم على أنهم غير لبقين أو متهورين وهذا يمكن أن يجعل من الصعب إنشاء الصداقات والحفاظ عليها لدى مرضى التوحد. [4]
اقرأ للمزيد الغذاء ومرض التوحد
- صعوبة التواصل الاجتماعي والتعامل مع الآخرين
قد يجد الشخص المصاب بالتوحد صعوبة في فهم لغة الجسد، أو إجراء محادثة مع شخص آخر، أو التواصل البصري معه، أو فهم تعبيرات الوجه. [4]
- صعوبة التعبير عن المشاعر
يؤدي التوحد عند الكبار إلى صعوبة التواصل الكلامي مع الآخرين، إذ قد يقولون أشياء صريحة جدًا ومزعجة للآخرين، أو قد يجدون صعوبة في وصف مشاعرهم وما يفكرون فيه. [4]
- التعلق الشديد بالروتين وعدم الرغبة بالتغيير
يكون لدى البالغين المصابين بالتوحد روتين صارم. وقد يحتاجون بشكل مستمر إلى التخطيط لكل ما يفعلونه، كما وأنهم يكرهون التغيير إذ أنه قد يجعلهم يشعرون بالانفعال وعدم الارتياح. [4]
اقرأ أيضًا اختبار كارز للتوحد
- القلق في المواقف الاجتماعية
قد يجد البالغون المصابون بالتوحد صعوبة في التكيف مع وضع اجتماعي جديد، وقد يعانون من التوتر في المواقف التي يوجد فيها الكثير من المدخلات الحسية مثل المتجر المزدحم. [4]
- الاهتمام الشديد بموضوعات محددة للغاية
إذ قد يقوم البالغون المصابون بالتوحد بالتركيز الشديد على أنشطة أو مواضيع معينة. [4]
اقرأ للمزيد علاج التوحد
نصيحة الطبي
تبدأ أعراض التوحد وعلاماته المبكرة بالظهور على الأطفال الرضع منذ عمر الشهرين، وتستمر بالتطور إلى أن يحصل لدى الطفل الرضيع المصاب بالتوحد تأخر بالنطق والكلام، أما لدى الأطفال فتكون أعراض التوحد مختلفة لدى الفتيات عن الأولاد، أما البالغين المصابين بالتوحد فغالبًا ما يحاولون إخفاء أعراض التوحد من خلال التكيف.