تختلف أعراض التهاب الأعصاب باختلاف العصب المصاب وأعضاء الجسم التي يخدمها ويغذيها العصب أو مجموعة الأعصاب المصابة.
يمكن أن يحدث التهاب الأعصاب نتيجة أسباب مختلفة، منها الإصابة بعدوى ما أو التعرض لإصابة جسدية، أو بسبب أحد أمراض المناعة الذاتية، ومن أكثر أنواع التهاب الأعصاب شيوعاً التهاب العصب البصري، والتهاب العصب الدهليزي، والتهاب العصب القحفي.
يتناول هذا المقال أعراض التهاب الأعصاب المختلفة بالاعتماد على العصب المصاب.
محتويات المقال
يمكن أن يؤثر الالتهاب على عصب واحد، وهو ما يعرف باسم التهاب العصب الأحادي، أو قد يؤثر على عدة أعصاب منفردة بشكل متزامن، ويعرف حينها باسم التهاب العصب الأحادي المتعدد، كما قد يصيب الالتهاب ضفيرة من الأعصاب، ويعرف ذلك باسم التهاب الضفيرة. وغالباً ما تظهر أعراض الالتهاب في الجزء الرئيسي من الجسم الذي يغذيه العصب المصاب. [1]
فيما يلي أعراض التهاب الأعصاب في أجزاء مختلفة من الجسم:
أعراض التهاب الأعصاب البصرية
يغطي العصب البصري مادة دهنية تسمى المايلين، وعند إصابته بالالتهاب تتضرر هذه المادة التي لها دور رئيسي في انتقال النبضات الكهربائية عبر الألياف العصبية من العين إلى الدماغ لتحويلها إلى معلومات بصرية، نتيجةً لذلك تتأثر عملية الرؤية. [2]
يمكن أن يحدث التهاب العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Neuritis) بسبب بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد والذئبة، أو بسبب الإصابة بعدوى، ومن الممكن أن يؤثر الالتهاب على العصب البصري في إحدى العينين أو كلتيهما. وقد تظهر الأعراض بشكل تدريجي أو مفاجئ. [2][3]
تشمل أعراض التهاب العصب البصري الأكثر شيوعاً ما يلي: [2][3][4]
- ألم في العين أو حول العين، وقد تزداد شدة الألم مع حركة العين.
- ملاحظة ومضات من الضوء مع حركة العين.
- ضعف وتدهور الرؤية، ويشمل ذلك ضبابية الرؤية أو الرؤية الخافتة؛ وكأن الأنوار مطفأة، وكثيراً ما يزداد سوء الرؤية وتراجعها مع ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب الحرارة، أو الاستحمام بماء ساخن، أو ممارسة الرياضة.
- ضعف أو عدم القدرة على تمييز الألوان، حيث قد يلاحظ المريض أن الألوان أقل وضوحاً من المعتاد أو قد يصبح غير قادراً على التمييز بين الألوان، وخاصة المتشابهة.
- ضعف أو فقدان البصر، وغالباً ما يحدث ذلك في عين واحدة، وقد تتراوح شدة ضعف الرؤية من رؤية مشوشة أو رؤية بقع عمياء إلى العمى الكامل. من الممكن أن يستمر هذا العرض لمدة أسبوعين.
تختلف شدة أعراض التهاب العصب البصري فيما بينها، كما وقد تزداد شدتها إذا لم يتم علاج الالتهاب، لكن في بعض الحالات، قد لا يسبب التهاب العصب البصري أعراض أو مشاكل في الرؤية. [3][4]
أعراض التهاب الأعصاب الدهليزية
يحدث التهاب العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Neuritis) غالباً نتيجة عدوى فيروسية، لكن قد يحدث أيضاً بسبب عدوى بكتيرية. والعصب الدهليزي مسؤول عن إرسال الإشارات والمعلومات حول التوازن وموضع الرأس وحركته من الأذن إلى الدماغ. لهذا ترتبط معظم أعراض التهابه بفقدان التوازن. [5][6]
تشمل أبرز أعراض التهاب الأعصاب الدهليزية ما يلي: [5][6]
- دوار شديد ومفاجئ.
- صعوبة في التوازن عند المشي.
- صعوبة في التركيز.
- دوخة.
- غثيان وتقيؤ.
- صعوبة في الرؤية.
يمكن أن يكون التهاب العصب الدهليزي حاداً أو مزمناً، وغالباً ما تظهر أعراض التهاب العصب الدهليزي الحاد بشكل مفاجئ وتتطور في غضون عدة ساعات، وتكون أكثر حدة خلال الساعات 48 الأولى من الإصابة. ثم تقل شدتها وتتلاشى تدريجياً بعد عدة أيام. لكن، من الممكن أن تعاود الظهور على شكل نوبات لعدة أشهر قبل أن تختفي تماماً.
في بعض الحالات، يمكن أن يسبب التهاب العصب الدهليزي الناتج عن عدوى فيروسية تلف في العصب الدهليزي، مما يؤدي إلى دوخة مزمنة. [6]
كما يجدر الإشارة إلى أن أعراض التهاب العصب الدهليزي تتشابه مع أعراض التهاب التيه (بالإنجليزية: Labyrinthitis)، بما في ذلك الدوار المفاجئ والغثيان، لكن، بينما يسبب التهاب التيه طنين الأذن وفقدان السمع، فإن هذين العرضين لا يعدان من أعراض التهاب الأعصاب الدهليزية في الأذن. [5]
أعراض التهاب الأعصاب في الوجه
يحتوي الوجه على العديد من الأعصاب، أهمها العصب الوجهي (بالإنجليزية: Facial Nerve)، وهو أحد الأعصاب القحفية، والذي يعرف أيضاً باسم العصب السابع، ويعتبر العصب الرئيسي الذي يتحكم بعضلات الوجه وحركتها وتعابير الوجه، لهذا فإن إصابته بالالتهاب أو الضعف قد تؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: [7][8]
- عدم القدرة على تحريك حاجب العين، وأحياناً قد يتدلى الحاجب لأسفل أمام العين، مما قد يؤثر على الرؤية.
- مواجهة صعوبة في إغلاق العين.
- عدم القدرة على الابتسام بالطريقة المعتادة، حيث قد تبدو الابتسامة مائلة إلى أحد جانبي الوجه.
- صعوبة في حركة الفم، مما يؤثر على الكلام، والقدرة على تناول الطعام والشراب.
هناك أنواع أخرى من الأعصاب القحفية التي لها دور أيضاً في التحكم بعضلات الوجه، مثل العصب الثالث، والعصب الرابع، والعصب السادس، ويمكن أن يسبب إصابة أي منها بالتهاب ما أو اضطراب ما أعراضاً مختلفة، منها: [9]
- الإحساس بالوخز أو التنميل في الوجه.
- الإحساس بألم أو انزعاج عند لمس الوجه.
- شلل أو ضعف في عضلات الوجه.
أعراض التهاب الأعصاب العضدية
يشير التهاب العصب العضدي (بالإنجليزية: Brachial Neuritis) إلى التهاب الضفيرة العضدية، وهي عبارة عن شبكة من الأعصاب تمتد من الحبل الشوكي إلى الكتفين، والذراعين، واليدين.
يعتبر سبب التهاب العصب العضدي غير معروف، لكن تعد الجينات الوراثية أحد عوامل خطر للإصابة به، ويحدث في جانب واحد فقط من الجسم لدى ما يقارب 66% من الحالات. [10]
من أعراض التهاب الأعصاب العضدية ما يلي: [10][11]
- الألم الشديد، والذي يعد أول أعراض التهاب الأعصاب العضدية في معظم الحالات، ويبدأ عادةً في الكتف والرقبة، ثم ينتشر إلى الذراع، واليد، وأحياناً قد ينتشر إلى الصدر.
- شلل أو ضعف التحكم في عضلات الكتف والأطراف العلوية.
- الخدر أو التنميل في الكتف، أو الذراع، أو الصدر.
- ضمور العضلات في المناطق المصابة.
- ضيق في التنفس، وذلك في حال تضرر العصب في الحجاب الحاجز.
الفرق بين الاعتلال العصبي والتهاب الأعصاب
كثيراً ما يستخدم مصطلح الاعتلال العصبي (بالإنجليزية: Neuropathy) والتهاب الأعصاب بشكل متبادل، لكن الاعتلال العصبي غالباً ما يرتبط بحدوث خلل وظيفي أو تنكس أو تلف في الأعصاب إلى جانب الالتهاب. في بعض الحالات، قد يتطور التهاب الأعصاب (بالإنجليزية: Neuritis) إلى الاعتلال العصبي. [1]