تُعدّ حساسية السمسم أحد أشهر المسببات المسؤولة عن الإصابة برد فعل تحسسي شديد في دول الشرق الأوسط،، ويحتل السمسم حاليًا المرتبة التاسعة من ضمن أكثر أنواع الأطعمة المسببة للحساسية شيوعًا في العالم، وباعتباره من ضمن الإضافات الرئيسة والشهيرة في أصناف الأطعمة العربية ومن المكونات الأساسية لتحضير العديد من مستحضرات العناية بالبشرة فمن الضروري التعامل مع هذه الحساسية بحرص وحذر. [3][2][1]

 في هذا المقال نتحدث عن حساسية السمسم وأبرز أعراضها وطرق تشخيصها وكيفية التعامل والتعايش معها.

ما هي حساسية السمسم؟

تتسبّب حساسية السمسم (بالإنجليزية Sesame Allergy) بصدور ردّ فعل مناعيّ عند تناول بذور السمسم أو زيته، وكأنه تهديد أو خطر يؤثّر على الجسم، وينجم عن ذلك إفراز لمواد كيميائية كالهيستامين خلال دقائق إلى ساعات من التعرّض لمصادر السمسم، ما يظهر على صورة أعراض عديدة على أجهزة وأعضاء مختلفة من الجسم.

ورغم عدم وجود دراسات حديثة حول نسبة انتشار حساسية السمسم في الدول العربية، إلا أن نتائج دراسة مقطعية أُجريت عام 2002 تُشير لوجود حساسية السمسم لدى 16% من مجموع 9070 طفل في الأراضي المحتلة، [4] وعمومًا فإنّ بعض الإصابات تظهر منذ الطفولة ويتعافى منها 20-30% من الأطفال في سنّ السادسة، إلا أن حساسية السمسم قد تظهر متأخرة لدى البالغين أيضًا، وتستمر معهم طيلة حياتهم. [2][5]

كيف تبدو أعراض حساسية السمسم؟

تتفاوت شدة أعراض حساسية السمسم من حالة لأخرى، فقد تكون طفيفة وبسيطة أحيانًا، وقد تكون شديدة وخطيرة في أحيان أخرى، وتتضمّن أهم أعراضها الآتي: [6][7]

  • ظهور الشرى أو الطفح الجلدي.
  • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
  • ألم في البطن.
  • خشونة في الصوت.
  • احمرار في الوجه والجلد.
  • تنميل في الفم والشفاه والوجه والعينين.
  • حكة في الحلق والفم.

أمّا أعراض حساسية السمسم الشديدة فهي تتمثّل في الإصابة برد فعل تحسسيّ قويّ يُعرف بإسم صدمة الحساسيّة (بالإنجليزية Anaphylaxis)، وظهور أعراضها يستدعي التدخل الطبي العاجل، ويُذكر منها الآتي: [6][7]

  • صعوبة التنفس.
  • الصفير عند التنفس.
  • الشعور بالدوار.
  • تورّم اللسان.
  • تورّم الحلق وتضيّقه.
  • السعال المستمر.
  • صعوبة الكلام.
  • شحوب الوجه والشعور بالارتباك، لدى الأطفال خاصّة.
  • تسارع ضربات القلب.
  • فقدان الوعي.
  • الإصابة بذبحة صدرية.

ما خطوات تشخيص الإصابة بحساسية السمسم؟

يعتمد تشخيص حساسية السمسم على تحديد الطعام الذي تناوله الفرد بالضبط قبل ظهور الأعراض، وتسجيل طبيعة الأعراض التي عانى منها، ويكون ذلك بالتزامن مع الإجراءات الآتية: [5][8]

  • معرفة التاريخ المرضيّ للفرد وعائلته.
  • إجراء فحص الدم؛ لمعرفة نسبة الغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E)، وهو أحد الأجسام المضادة التي يدل ارتفاعها على تعرّض الجسم للحساسية تجاه مادة أو محفّز معين.
  • فحص وخز الجلد، الذي يقتضي باستعمال إبر رفيعة لوخز الجلد بكمية قليلة من السمسم، ومراقبة أيّ تغيرات على الجلد تُشير لوجود  الحساسية.
  • اختبار تحدي الطعام، الذي يستوجب تناول كميات قليلة من السمسم أو الأطعمة التي يُحتمل الإصابة بحساسية تجاهها، وزيادة الكمية المتناولة بالتدريج بالتزامن مع مراقبة الطبيب لأيّ أعراض أو ردود فعل من الجسم خلالها، ومع وجود كامل المعدات الطبية اللازمة للتدخل السريع في حال الإصابة بصدمة الحساسية.

كيف يتم علاج حساسية السمسم؟

ليس هناك من دواء محدد يعالج المُصابين تمامًا من حساسية السمسم، وإنّما تقتضي الخطة العلاجية بالسيطرة عليها والابتعاد عن جميع مصادر الطعام التي تحتوي على السمسم أو زيت السمسم؛ لتجنّب الإصابة برد فعل تحسسي، وهذا يمثّل الخطوة الرئيسية في التعامل مع الحساسية.

بالإضافة لذلك، يوصى بضرورة الحصول على إبرة الإبينفرين الذاتية في حال المعاناة من حساسية السمسم الشديدة التي ترتبط بالإصابة بصدمة الحساسية، وهي عبارة عن حقنة مُعدّة مُسبقًا يجب استعمالها على الفور في كل من الحالات الآتية: [8][9]

  • المعاناة من صعوبة في التنفس بعد التعرّض لأحد مصادر السمسم.
  • المعاناة من عرضين أو أكثر في أماكن أو أجهزة مُختلفة من الجسم؛ كالشعور بالغثيان وتورّم اللسان.

وتقتضي الخطوة العلاجية ما بعد أخذ الإبرة بالذهاب للطوارئ أو مُراجعة أقرب مركز صحي سريعًا، ولأهمية استعمال إبرة الإبينفرين الذاتية فمن المهم امتلاك قطعتين منها وتواجدهما مع الفرد طيلة الوقت؛ لاستعمالها بسرعة واللجوء للقطعة الأخرى في حال تعطّل إحدى الحقنتين. [8][9]

ما أهم مصادر السمسم الواجب تجنبها؟

ممّا يُساعد بشكل كبير في السيطرة على حساسية السمسم وتجنّب الأعراض الشديدة المرتبطة بها تجنّب الأطعمة التي تحتوي على السمسم وزيته قدر الإمكان، وضرورة قراءة مكونات المأكولات والأطعمة الجاهزة مع تجنّب ما لا يذكر المكونات بشكل صريح وواضح؛ لاحتمال احتوائها على السمسم ولو بكميات قليلة.

أمّا أهمّ مصادر السمسم فهي كالآتي: [5][6]

  • بذور السمسم، وزيته، والطحين المصنوع منه.
  • الطحينية (السمسم المطحون).
  • الحلاوة، المصنوعة بشكل رئيسي من السمسم.
  • بعض المخبوزات، مثل: المقرمشات، والخبز المصنوع من بذور وحبوب متنوعة، وخبز البايغل.
  • الأرز والمعكرونة المطهوة على الطريقة الآسيوية، التي غالبًا ما تستخدم زيت السمسم كمكوّن أساسي لتحضير أطباق الطعام.
  • أنواع خلطات الغمس التي تحتوي على السمسم ومشتقاته، مثل: الحمص، والزعتر، والدقّة.
  • بعض ألواح الطاقة وألواح البروتين، خاصّة التي تحتوي على الجرانولا.
  • بعض أنواع السلطات، إذ يستخدم السمسم ومشتقاته لتتبيلها.
  • السوشي، والأطباق الشبيهة به التي يُستخدم زيت السمسم في تحضيرها.
  • بعض أنواع الأدوية والمكملات الغذائية.
  • بعض أنواع العطور.
  • بعض أنواع المستحضرات الجلدية والتجميلية؛ مثل الصابون، ومرطبات البشرة، وأحمر الشفاه.

كما تجدر الإشارة إلى ضرورة إعلام أصحاب المطاعم والمقاهي بالإصابة بحساسية السمسم أو غيرها من أنواع حساسية الطعام في حال وجودها؛ للانتباه أثناء الطبخ واستعمال أدوات مختلفة لتحضير الطبق الخاصّ بالمصابين؛ مثل لوح التقطيع، والسكاكين، والملاعق؛ إذ يُحتمل وجود السمسم ومشتاقته عليها من تحضير أطباق أُخرى. [5][6]

هل هناك علاقة بين حساسية السمسم وأنواع حساسية الطعام الأخرى؟

يوصى بمتابعة حالة الفرد مع أخصائي الحساسيات؛ للتأكد من أمان تناول مختلف أنواع الأطعمة، وخاصّة الخيارات الجديدة منها، إذ أنّ الأفراد الذين يُعانون من حساسية السمسم قد يُعانون أيضًا من حساسية المكسرات والبذور الأخرى، مثل: [3][8]

  • حساسية الجويدار (السلت).
  • حساسية البندق.
  • حساسية الفول السودانيّ.
  • حساسية تجاه المكسرات المأخوذة من الأشجار، مثل: اللوز، والفستق الحلبيّ، والجوز، والجوز البرازيلي.

نصيحة الطبي

عليك إعلام الطبيب في حال شعورك بأيّ أعراض مزعجة بعد تناول السمسم أو أيّ من الأطعمة التي تحتوي على بذوره أو زيته، أو مُلاحظة أيّ أعراض على طفلك بعد تقديم أيّ من مصادر السمسم له، وفي حال كانت الأعراض شديدة فعليك الذهاب لأقرب مركز صحي على الفور.

احصل الآن على استشارة طبية من راحة منزلك، مع طبيب معتمد عبر منصة الطبي في أي وقت ومن أيّ مكان.