غالبًا ما يُعدّ مرض ارتفاع ضغط الدم على أنه مشكلة تواجه البالغين فقط دون الأطفال، لكن فى الآونة الأخيرة تزايد الاهتمام الطبي والعالمي بمشكلة ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال نتيجة ارتفاع معدلات ضغط الدم لديهم عامًا بعد عام.
يتناول هذا المقال أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ونصائح مهمة للسيطرة عليه.
محتويات المقال
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
ضغط الدم، هو قوة الدفع التي يحدثها الدم المتدفق على جدران الأوعية الدموية، ويُعرف بواسطة قراءتين؛ تشير الأولى (الرقم الأعلى) إلى ضغط الدم الانقباضي، وهو قيمة ضغط الدم داخل الشرايين عند انقباض عضلة القلب، وتشير الثانية (الرقم الأدنى) إلى ضغط الدم الانبساطي، وهو ضغط الدم داخل الشرايين عندما يكون القلب في حالة استرخاء بين النبضات.
لا يوجد رقم موحد يُعرف بأنه الرقم الطبيعي لضغط الدم عند جميع الأطفال، إذ يختلف هذا الرقم بناءً على عدة عوامل، مثل العمر، والطول، والجنس.
بالنسبة للأطفال دون سن 13 عام، يُستخدم مخطط مئوي لقياس ضغط الدم لمقارنة قياسات ضغط الدم بأقرانهم من نفس العمر والطول والجنس ويُعتبر الطفل مصابًا بارتفاع ضغط الدم إذا كانت قراءات ضغط الدم لديه تتجاوز قراءات 95% من أقرانه. [1][2][3]
أما بالنسبة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 13 عامًا، فتتبع القراءات معايير ضغط الدم الطبيعية المستخدمة للمراهقين والبالغين، وهي كالتالي: [1][5]
- ضغط الدم الطبيعي: أقل من 120/80 مم زئبق.
- ارتفاع ضغط الدم: أعلى من 130/80 مم زئبق.
ويصنّف ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال إلى نوعين رئيسيين، ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الأساسي (بالإنجليزية: Primary Hypertension)، وارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Hypertension)، وتختلف أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال حسب نوعه. [1][2]
أسباب ارتفاع ضغط الدم الأولي عند الأطفال
ارتفاع ضغط الدم الأولي، هو حالة تتميز بزيادة في ضغط الدم دون وجود سبب طبي واضح يمكن تحديده، وترجع غالبًا إلى عدة عوامل منها ما هو وراثي ومنها ما يعتمد على أسلوب الحياة، وأهم هذه الأسباب: [5][6][7][8][9]
- تاريخ مرضي للعائلة
تلعب الجينات دورًا كبيرا فى الإصابة بضغط الدم عند الأطفال، إذ يمكن لبعض الجينات الموروثة من الآباء أن تؤثر على كيفية تعامل الجسم مع سريان الدم فى الشرايين ووظائف الكلى وكيفية تعامل الجسم مع الأملاح، وتعتبر جميعها عوامل رئيسية تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
يجدر الذكر أنّ وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يعني حتمية الإصابة بالمرض لدى الأطفال، ولكنّه يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- نمط حياة غير صحي
يزيد اتباع نظام غذائي غير صحي، مثل تناول كميات كبيرة من الملح والأطعمة الغنية أو المشبعة بالدهون من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الأطفال. كما يرتبط ارتباطا مباشرا بزيادة الوزن أحد العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم.
- التدخين أثناء الحمل
يعتبر تدخين الأم أثناء الحمل من عوامل الخطر الرئيسية لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال بعد الولادة أو لاحقًا فى مراحل المراهقة، إذ عند قيام الحامل بالتدخين، ينتقل النيكوتين وأول أكسيد الكربون و بعض المواد الكيميائية الأخرى الضارة إلى الجنين عبر المشيمة، وقد تسبب هذه المواد نقص في تدفق الأكسجين إلى الجنين، مما يؤثر سلبًا على نموه وتطوره، ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.
كما قد يؤثر النيكوتين بشكل خاص على الأوعية الدموية النامية للجنين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم بعد ولادته وتقدم العمر.
- زيادة الوزن أو السمنة
أحد المسببات وعوامل الخطر الرئيسية الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، حيث يرتبط زيادة الوزن بتغيرات وظائف الجسم التي لها دور في تنظيم ضغط الدم.
أشارت نتائج دراسة نشرت في مارس من عام 2023، وكان عدد المشاركين بها 8000000 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عاماً أنّ الأطفال أصحاب الوزن الأعلى من المتوسط قد يعانون من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 26% أعلى مقارنةً برفقائهم من نفس السن ولكن بوزن معتدل، وهو ما يؤكد العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن عند الأطفال.
اقرأ أيضاً: الضغط الطبيعي للأطفال
أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي عند الأطفال
ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Hypertension)، هو نوع من ارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالات طبية محددة ومعروفة ينتج عنها زيادة في ضغط الدم، ومن أهم هذه الحالات والمشاكل الصحية ما يلي: [5][10][11][12][13][14]
- مشاكل وتشوهات القلب والأوعية الدموية: يمكن لبعض التشوهات الخلقية فى القلب والأوعية أن تسبب الكثير من المشاكل الصحية، ومنها ارتفاع ضغط الدم. ومن أمثلة تلك التشوهات تضيّق الشريان الأبهر والذي يحدث عندما يكون جزء من الشريان الأبهر أضيق من الطبيعى نتيجة عدم تشكل الشريان بشكل صحيح أثناء عملية نمو الجنين وتطوره خلال فترة الحمل.
- متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing Syndrome): وهى حالة طبية تحدث نتيجة لزيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم لفترة طويلة نتيجة مشاكل في الغدة الكظرية أو الغدة النخامية في الدماغ أو بسبب تناول الكورتيكوستيرويدات بشكل مفرط، ومن أعراضها زيادة الوزن، وتغيّر في شكل الجسم، وزيادة في ضغط الدم وسكر الدم، وضعف العضلات، والتعب العام.
- فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism): اضطراب يسبب زيادة فى نشاط الغدة يصاحبه إنتاج كميات كبيرة من الهرمونات التى تعمل زيادة معدل ضربات القلب مما يساهم في ارتفاع ضغط الدم.
- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea): خلل تنفسي يحدث نتيجة لانسداد مؤقت في مجرى الهواء العلوي أثناء النوم حيث ترتخي العضلات التي تدعم الأنسجة الرخوة في الحلق، مما يؤدي إلى إغلاق مجرى الهواء ومنع تدفق الهواء بشكل طبيعي إلى الرئتين، و توقف التنفس لفترة قصيرة. ونتيجة انخفاض الأكسجين عند انقطاع التنفس يتم تنبيه الجهاز العصبي الودي وإفراز هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين التى تعمل على رفع ضغط الدم.
- أمراض الكلى المزمنة: يرتبط ارتفاع ضغط الدم مع أمراض الكلى بشكل مباشر، حيث يمكن لتلف الكلى أن يسبب تراكم الصوديوم والسوائل فى الجسم، مما يسبب زيادة فى ضغط الدم.
- استخدام بعض الأدوية: توجد بعض الأدوية التي يمكن أن تعمل على ارتفاع ضغط الدم خاصة عند الإفراط باستخدامها، الكافيين، ومنبهات الجهاز العصبي المركزي، وأدوية علاج مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder)، والكورتيزونات، وبعض أنواع المسكنات.
اقرأ أيضًا: انخفاض ضغط الدم عند الأطفال
نصائح للحد من ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
على الرغم من أنه فى بعض الحالات لا يمكن منع ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال نتيجة وجود بعض المشاكل الوراثية أو بعض العيوب الخلقية، ولكن من الممكن الحد من العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال باتباع بعض النصائح والإرشادات، مثل: [3][4][5]
- تناول نظام غذائي متوازن: يوصى المحافظة على وزن الطفل ضمن المعدلات الطبيعية من خلال تشجيعه على اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الفواكه، والخضراوات، وكميات قليلة من السكر والدهون، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الصوديوم في الأطعمة.
- زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة: تساعد الرياضة خاصة المشي وركوب الدراجات على تنشيط الدورة الدموية وخفض الوزن، خاصة لدى الأطفال المصابين بالسمنة، وبالتالي يقل خطر ارتفاع ضغط الدم لديهم.
- تجنب تناول الأدوية دون إشراف: يوصى عدم إعطاء الأطفال أدوية دون إشراف طبي، إذ قد يسبب بعضها زيادة خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم.
- التواصل مع الطبيب: من المهم التواصل مع الطبيب عند ملاحظة أيةً علامات أو مؤشرات لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال أو في حال معاناة الطفل من عوامل تزيد من خطر إصابته به.
نصيحة الطبي
من الضروري فهم أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، لاسيما الأسباب التي يمكن التحكم بها والوقاية منها. ويمكن الآن الحصول على استشارة طبية عن بعد عبر موقع الطبي للاستفاسر حول كل ما يخص ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.