تتفاوت مستويات ضغط الدم خلال اليوم الواحد، فتكون طبيعية في وقت معيّن من اليوم بينما ترتفع في وقت آخر، ولا يشكّل ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عادةً سببًا للقلق، فقد يحدث نتيجة أنشطة يومية، مثل الرياضة أو المشي.

لكن، تكرر الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم دون سبب واضح قد يسبب مشاكل صحية أو يكون مؤشرًا على حالة صحية كامنة.

يتناول هذا المقال أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ والأعراض المصاحبة وكيف يمكن الوقاية من حدوث ذلك.

أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

في معظم الحالات، لا داعي للخوف عند ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ، إذ توجد العديد من الأسباب المحتملة لذلك، ومنها ما يلي:

بعض الأدوية

يمكن أن يسبب تناول بعض الأدوية ارتفاعًا مؤقتاً في ضغط الدم، وخاصة لدى مرضى الضغط. ومن الأمثلة على هذه الأدوية: [1][2]

  • مزيلات الاحتقان.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين والأسبرين.
  • حبوب منع الحمل.
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • الأدوية التي تحتوي على كافيين.
  • بعض المكملات العشبية التي تحتوي على الجوارانا وزهرة الأرنيكا.
  • المخدرات غير المشروعة، مثل الأمفيتامينات، والستيرويدات الابتنائية، والكوكايين.

التدخين

يحفز النيكوتين الموجود في السجائر إفراز هرموني الفازوبريسين والكاتيكولامين بشكل مؤقت، وارتفاعهما يسبب ارتفاع ضغط الدم. ويختفي تأثير النيكوتين هذا خلال وقت قصير، وتعود مستويات ضغط الدم إلى طبيعتها.

لكن عند تدخين سيجارة أخرى قد يرتفع ضغط الدم مرةً أخرى، لذلك فإن تدخين السجائر بشكل منتظم يؤثر على القلب والأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم . [1]

الكافيين

يمكن أن يسبب الكافيين أو الأطعمة والمشروبات التي تحتوي عليه ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ وحاد لعدة ساعات، ويعود السبب وراء ذلك غير واضح أو مؤكد حتى الآن. لذلك، يوصى بتجنّب تناول الكافيين قبل ممارسة الرياضة لتجنّب مضاعفة خطر ارتفاع ضغط الدم.

كما يوصى الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الحدّ من استهلاك الكافيين، واستشارة الطبيب حول الكمية اليومية التي يمكن استهلاكها دون التعرض لمخاطر صحية. [1][2]

الرياضة

يمكن أن يرتفع ضغط الدم أثناء وبعد ممارسة الرياضة لساعات قليلة، ويحدث ذلك كاستجابة طبيعية لزيادة ضربات القلب أثناء التمرين الرياضي.

قد يرتفع ضغط الدم الانقباضي خلال التمرين حتى تبلغ القراءة 250 مم زئبق أو أعلى، ولكن تعود قراءاته طبيعية بعد ما يقارب ساعتين من انتهاء التمرين. [1]

أطعمة غنية بالتيرامين

يمكن أن يُسبب استهلاك الأطعمة التي تحتوي على التيرامين مثل اللحوم المدخنة أو المعالجة، أو الجبن المعتّق ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم خصوصًا إذا كان الفرد يستخدم بعض أدوية مضادات الاكتئاب التي تنتمي إلى مجموعة مثبطات الأوكسيداز الأحادي الأمين.

والتيرامين، هو حمض أميني يتكون بشكل طبيعي في الجسم، قد يحفز إفراز هرمون النورإيبينفرين، والذي يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم. [2]

الألم الحاد

تعد الإصابة بألم حاد بسبب التعرض لجرح في الإصبع أو أي حادث مشابه من أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بشكل مؤقت، وذلك نتيجة تحفيز الألم للغدة النخامية، والتي بدورها تحفز إطلاق الهرمون الموجه لقشر الكظر (بالإنجليزية: Adrenocorticotropin)، مما يحفّز الغدد الكظرية لإفراز هرمون الأدرينالين، والذي يسبب ارتفاعه ارتفاعًا في ضغط الدم. [1]

التوتر والقلق

يسبب التوتر والقلق ارتفاعًا مفاجئًا أو مؤقتًا في ضغط الدم، إذ كثيرًا ما ترتفع بعض مستويات الهرمونات التي تؤثر على ضغط الدم نتيجة التوتر، مثل هرمون الكورتيزول والأدرينالين.

يجدر التنبيه أن التوتر الدائم من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك مرض ارتفاع الضغط. [1][3]

متلازمة المعطف الأبيض

يعاني بعض الأفراد من ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عند زيارة الطبيب، في حين أن قراءة ضغط الدم في المنزل تكون طبيعية، لكنها تكون أعلى عند زيارة الطبيب بسبب القلق والتوتر، وتُعرف هذه الحالة باسم متلازمة المعطف الأبيض.

يمكن كذلك، أن تظهر أعراض هذه المتلازمة عند قياس ضغط الدم في المنزل نتيجة القلق، مما قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من قراءات غير دقيقة لضغط الدم. [3][4]

للمزيد: أسباب ارتفاع ضغط الدم

أعراض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم المفاجئ ما يلي: [1][4]

  • التعب والإعياء.
  • الغثيان والقيء.
  • تشوش الرؤية.
  • الصداع.
  • الدوخة.
  • نزيف الأنف.
  • فرط التعرق.
  • ألم الصدر.
  • ضيق النفس.

يجدر الإشارة إلى أن ارتفاع الضغط المفاجئ قد لا يسبب أية أعراض.

علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

لا يحتاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ عادةً إلى علاج، إلا إذا تكرر حدوثه وتبين أنه ناجمًا عن حالة طبية كامنة، ولكن لا بدّ من مراقبة ضغط الدم بانتظام لاكتشاف أي مشكلة مبكرًا، كما يجب تناول الأدوية وفقًا لاستشارة الطبيب، فقد يصف الطبيب أدوية تنظم ضغط الدم.

وتوجد العديد من الممارسات الصحية التي تساعد الحدّ من ارتفاع ضغط الدم المفاجئ أو تفاوت مستويات الضغط بشكل حاد، وتشمل ما يلي: [3][4]

  • ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة خمس مرات أسبوعيًا على الأقل، ويوصى التدرج بممارسة الرياضة من حيث الوقت والشدة.
  • الحفاظ على وزن صحي، إذ تعد النساء اللواتي يزيد محيط الخصر لديهن عن 35 بوصة، والرجل الذين يزيد محيط الخصر لديهم عن 40 بوصة أكثر عرضةً لمشاكل ضغط الدم.
  • تناول كمية أقل من الصوديوم لا تتجاوز 2300 مليغرام عند الأفراد الطبيعيين، ولا تتجاوز 1500 مليغرام عند الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم.
  • اتباع نظام داش الغذائي (DASH) الذي يركز على تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، والخضراوات والفواكه، والحبوب الكاملة.
  • الحد من تناول الكافيين.
  • تجنّب تناول الكحوليات.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنّب التوتر ومحاولة السيطرة عليه من خلال ممارسة الرياضة، أو تقنيات التنفس، أو اليوغا.

اقرأ أيضًا: السيطرة على ارتفاع ضغط الدم دون أدوية

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

قد يكون ارتفاع الضغط المفاجئ علامة تحذيرية على بعض الأمراض أو مؤشرًا لخطر الإصابة بها مستقبلًا، ومن هذه الحالات الصحية: [1][3][4]

  • ارتفاع ضغط الدم: لا يصاب الفرد بارتفاع ضغط الدم المزمن بشكل مفاجئ وإنما يتطور هذا المرض بشكل تدريجي، لذلك قد يكون ارتفاع ضغط الدم المفاجئ مؤشرًا عليه، ولا بدّ من مراقبة ضغط الدم بشكل مستمرّ.
  • أمراض القلب: يعد الأفراد الذين يختبرون ارتفاعًا مفاجئًا في الضغط على نحو متكرر أكثر عرضةً لأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الخرف.
  • ارتفاع ضغط الدم غير المستقر (بالإنجليزية: Labile Hypertension).

اقرأ أيضًا: مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

نصيحة الطبي

في معظم الحالات، لا يمثّل ارتفاع ضغط الدم المفاجئ خطرًا، إلا إذا تكرر حدوثه دون سبب واضح. لذا، يوصى في حال ملاحظة ارتفاع الضغط على نحو مفاجئ ومتكرر بمراجعة الطبيب لتجنّب أية مضاعفات ومخاطر صحية. ويمكن الآن الحصول على استشارة طبية عن بعد عبر موقع الطبي.