يُصاب الأطفال في مراحل طفولتهم بأعراض وأمراضٍ مختلفة، وقد يُسبب ذلك ارتفاعًا في حرارة أجسامهم، وهنا تأتي الحاجة لخافضات الحرارة للأطفال، والتي تكون غالبًا أول الحلول التي يفكر بها الآباء.

ما هي الحالات التي تستدعي تناول خافضات حرارة للأطفال؟ وما هي خافضات الحرارة التي يُمكن إعطاؤها للأطفال بشكل آمن؟ تابع إجابات هذه الأسئلة بالتفصيل في هذا المقال.           

خافضات حرارة للأطفال

تعمل خافضات الحرارة على إيقاف إنتاج المواد التي ترفع حرارة الجسم بشكل مؤقت، مثل: البروستاغلاندين (Prostaglandin). ومع أن ارتفاع الحرارة دليل على أن جسم الطفل يعمل على مقاومة مرضٍ أو عارض صحي، إلا أن خوف الآباء من ارتفاع الحرارة والتشنجات التي قد تًسببها في بعض الحالات النادرة قد يدفعهم للبحث عن علاج مناسب لخفض حرارة الطفل. [2][4]

هناك العديد من الأدوية التي تُستخدم لخفض الحرارة بشكل عام، لكن هناك أدوية محدودة منها فقط يُمكن استخدامها بشكل آمن للأطفال، أهم هذه الأدوية في الآتي: [1][2][4][5][6][7]

الباراسيتامول

يُعد الباراسيتامول (Paracetamol)، والذي يُعرف أيضًا بالاسم العلمي الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، الخيار الدوائي الأول والأكثر أمانًا لحمى الأطفال من مختلف المراحل العمرية، كما يُمكن استخدامه للتخفيف من أي آلام يُعاني منها الطفل أو الرضيع مثل: الصداع، أو آلام الجسم المختلفة. [1][4][6]

يوجد الباراسيتامول على شكل شراب فموي، أو تحاميل شرجية لتٌعطى للطفل إذا كان لا يستطيع شرب الدواء، أو إذا كان يُعاني من القيء، كما يتوفر في بعض الدول على هيئة حبوب قابلة للمضغ (Chewable Tablet). [1]

يُعطى الباراسيتامول كل 4-6 ساعات بحسب حرارة الطفل، ويفضل استشارة الطبيب عند الحاجة لإعطائه للأطفال الرضع تحت عمر 3 أشهر. [2][7][6]

الأيبوبروفين

الأيبوبروفين (Ibuprofen) هو أحد خافضات الحرارة التي تنتمي للعائلة الدوائية مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، ويُمكن أن يُعطى للأطفال بأمان، وهو يتوفر على هيئة شراب، أو حبوب قابلة للمضغ للأطفال الأكبر عُمرًا. [1]

يُعطى الأيبوبروفين كل 6 ساعات إذا كانت حرارة الطفل مستمرة وتزيد عن 39 درجة مئوية. ولا يٌعطى للأطفال تحت عمر 6 أشهر إلا تحت إشراف طبي، أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-12 شهرًا فيجب استشارة الطبيب قبل ذلك. كما لا يٌنصح بإعطائه للطفل إذا كان يٌعاني من الجفاف، أو القيء. [2][6][7]

ديكلوفيناك الصوديوم

يعد ديكلوفيناك الصوديوم (Diclofenac Sodium) أحد الخيارات التي يٌمكن إعطاؤها للأطفال لخفض الحرارة إذا كانت أكثر من 39 درجة مئوية، ولا تستجيب لخافضات الحرارة الأخرى. [6]
يتوفر الديكلوفيناك على شكل تحاميل شرجية بجرعات 12.5، 25 ملليغرام للأطفال، ويجب استشارة الطبيب قبل إعطاءه للطفل لمعرفة الجرعة المُناسبة بحسب وزنه وعمره. [6][8]

لا يٌعطى الديكلوفيناك للأطفال تحت عمر السنة، أو إذا كان الطفل يعاني من النزيف، أو القيء. [6]

اقرأ أيضًا: أفضل علاج للحمى عند الأطفال

متى تُعطى خافضات الحرارة للأطفال؟

إن إعطاء الطفل خافضات الحرارة بمجرد ارتفاع درجة حرارته ولو بشكل بسيط يُعد من الأخطاء الشائعة، فالمفتاح الأساسي هو معرفة حاجة الطفل الفعلية لتناول خافض الحرارة، كيف ذلك؟ [1]
إذا كان عمر الطفل فوق 6 أشهر ويُعاني من ارتفاع في حرارته، لكنه بشكل عام نشيط، ويستطيع اللعب، ولا يبكي، ولا يشكو من الألم، وينام بشكل جيد، ويأكل بشكل جيد فهنا لا داعي لإعطائه أي خافضات حرارة، ويجب الاكتفاء فقط بمراقبته والاهتمام بتغذيته حتى يتخطى العارض الصحي الذي يمر به. [1][5]

وبشكل عام غالبًا تكون هناك حاجة لإعطاء خافضات حرارة للأطفال إذا ارتفعت حرارة الطفل عن 38.9 درجة مئوية. [2]

اقرأ المزيد: ما هو معدل درجة حرارة الرضيع؟

نصائح عند إعطاء خافضات حرارة للأطفال

يوجد العديد من الأمور التي يجب مراعاتها عند الحاجة لإعطاء خافضات حرارة للأطفال لضمان خفض حرارة الطفل دون تعرضه لآثار جانبية، أهمها: [1][2][3][4][6][7]

  • يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني عند الحاجة لإعطاء أي نوع من خافضات الحرارة إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين.
  • قد تسبب خافضات الحرارة آثارًا جانبية لدى الأطفال إذا أخذت بتكرار خاطئ أو بجرعات عالية، لذا يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني لمعرفة الجرعة المناسبة.
  • قد يحتاج الطفل عند ارتفاع الحرارة الشديد إلى تناول خافضات الحرارة بشكل مستمر على مدار اليوم، والتناوب بين استخدامها. يُفضل استشارة الطبيب إذا استمرت أعراض ارتفاع الحرارة بشكل ملحوظ بعد إعطاء خافض الحرارة لمعرفة الإجراء المٌناسب.
  • يقوم خافض الحرارة بتخفيض الحرارة درجة أو درجتين مئويتين، فلا داعي للقلق إذا كانت حرارة الطفل لا تزال مرتفعة قليلًا بعد تناول خافض الحرارة. [6]
  • ينتمي الأيبوبروفين والديكلوفيناك لنفس المجموعة الدوائية، لذا يجب عدم إعطاءهم في نفس الوقت، أو التناوب بينهم.
  • لا يُعطى الأسبرين (Aspirin) لخفض حرارة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة؛ لأنه قد يسبب آثارًا جانبية، مثل: نزيف الجهاز الهضمي، وآلام المعدة، ومتلازمة راي (Reye syndrome) التي تٌعد عرضًا جانبيًا خطيرًا يؤثر بشكل مباشر على الدماغ والكبد للطفل، ولكن يُمكن استخدام الأسبرين في حالات معينة فقط وتحت إشراف طبي.

حالات تستدعي زيارة الطبيب

هناك حالات يستدعي فيها ارتفاع حرارة الطفل زيارة الطبيب، أهمها: [2][4][5][6]

  • إذا كان لطفل يبلغ من العمر 3 أشهر أو أقل، وكانت درجة حرارته الفموية تزيد عن 37.5 درجة مئوية، أو حرارته الشرجية أكثر من 38 درجة مئوية، إذ قد يكون مصابًا بالتهاب شديد دون ظهور أعراض عليه لعدم نضوج جهازه المناعي.
  • إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين، واستمر ارتفاع حرارته أكثر من 24 ساعة.
  • إذا كان عمر الطفل سنتين فأكثر، واستمر ارتفاع حرارته أكثر من 72 ساعة (3 أيام).
  • ارتفاع درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية بشكل مستمر، أو لمدة 4 ساعات متتالية فأكثر، مهما كان عمر الطفل.
  • استمرار ارتفاع حرارة الطفل أكثر من 3-4 أيام دون معرفة السبب، بالرغم من تناول خافضات الحرارة.
  • ترافق ارتفاع الحرارة مع أعراض أخرى، مثل: آلام شديدة في الحلق، أو الأذن، أو تشنجات، أو إسهال متكرر، أو قيء متكرر، أو خمول ونعاس، أو طفح جلدي، أو بكاء شديد غير معروف السبب.
  • ترافق ارتفاع الحرارة مع أحد أعراض الجفاف، مثل: جفاف الفم، وقلة التبول أو الدموع.

تعرف على: درجة حرارة الجسم الخطيرة

نصائح عامة لخفض حرارة الطفل

إذا لم تصل حرارة الطفل إلى 39 درجة مئوية فهناك بعض الإجراءات التي تُساعد في خفض الحرارة، أهمها:

إجراءات يصنح بها

تشمل على ما يأتي: [1][2][4]

  • تخفيف حرارة الغرفة بتهويتها، أو فتح النافذة، وجعل الجو العام للغرفة أقرب للبرودة وليس باردًا، بحيث يكون مريحًا للطفل أيضًا.
  • تخفيف ملابس الطفل، وأغطية نومه، ولكن بشكل لا يجعله يشعر بالبرد.
  • التأكد من أن الطفل يشرب كميات كافية من السوائل ويُفضل الباردة، مثل: الماء، أو العصائر، أو محاليل معالجة الجفاف الفموية، وذلك لتجنب الجفاف.
  • التأكد من أن الطفل لا يبذل مجهودًا كبيرًا في اللعب أو الحركة، فذلك سيجعله يشعر بالحرارة بشكل أكبر.

إجراءات لا يُنصح بها

هناك إجراءات شائعة التطبيق بين الناس لكنها لا تفيد في خفض حرارة الأطفال ويُنصح بتجنبها، مثل: [1][4]

  • استخدام الماء البارد جدًا في خفض حرارة الطفل، فذلك يُسبب شعور الطفل بالبرد والقشعريرة، وبالتالي يعمل جسمه على رفع الحرارة بدلًا عن خفضها.
  • استخدام الكحول الطبي أو كمادات الكحول في خفض حرارة الطفل، إذ إن استنشاقه أو امتصاصه عن طريق الجلد قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية، مثل: الغيبوبة.
  • وضع الماء البارد على أسفل القدمين، أو لف الطفل بمنشفة مبللة، فذلك لا يخفف من حرارة الجسم الداخلية إنما حرارة الجسم السطحية فقط.

نصيحة الطبي

إن ارتفاع الحرارة مؤشر على سلامة الطفل وأن جسمه يعمل على مقاومة مرض ما، والواجب وقتها مراقبة الطفل، وإعطاؤه من خيارات خافظات الحرارة للأطفال إن استدعت الحاجة لذلك وبعد مراجعة الطبيب، هذا بالإضافة إلى اتباع نصائح لخفض حرارة الأطفال.

يُمكنك الحصول على استشارة منزلية الآن في أي وقت ومن أيّ مكان، بمساعدة أحد أطباء الأطفال المعتمدين على منصة الطبي.