لا يقتصر الإدمان على الكحول والمخدرات فقط، وإنّما هناك أنواع متنوعة للإدمان، والتي يُمكن أن تشمل ممارسة بعض النشاطات اليومية الاعتيادية، مثل: التسوّق أو مشاهدة التلفاز. ويكمُن الفرق هنا، بأنّ الإدمان على هذه النشاطات يتضمّن الشعور بالحاجة لممارستها بشكل قهري ومفرط على الرغم من إمكانية تأثيرها على حياة الفرد بشكل سلبي. [1][2]
وفي المقال التالي سنناقش كل ما يخص أنواع الإدمان بالتفصيل.
محتويات المقال
أنواع الإدمان الرئيسية
يتم تقسيم أنواع الإدمان إلى نوعين رئيسيين، وذلك بناءً على طبيعة الفعل الذي تم الإدمان عليه وممارسته بشكل مفرط، وتشمل هذه الأنواع الرئيسية:
- الإدمان الكيميائي
إنّ الإدمان الكيميائي (بالإنجليزية: Chemical Addiction)، أو ما يُعرف أيضًا بالإدمان على المواد (بالإنجليزية: Substance Addiction)، هو النوع الأكثر ملاحظةً من أنواع الإدمان، إذ يُعاني الفرد من الرغبة الشديدة والمفرطة وغير المتحكم بها لاستخدام بعض المواد الكيميائية التي تتسبّب بإحداث تغيير في هيكل ووظائف الدماغ ليصبح الشعور بالسعادة مرتبطًا بتناول هذه المواد. [1][3][4]
- الإدمان السلوكي
يُعرّف الإدمان السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Addiction) على أنّه الرغبة المُلحّة وغير المتحكم بها لممارسة بعض الأنشطة، مثل: تصفّح الإنترنت، وممارسة الجنس، والذهاب للتسوّق، ولعب الألعاب الإلكترونية، بشكل يُمكن أن يؤثر سلبًا على مختلف جوانب حياة الفرد، بما فيها العمل، والعائلة، والأصدقاء. [2][4]
إلى الآن، لا تزال هناك مناقشات حول اعتبار الإدمان السلوكي على أنّه اضطراب عقلي، كما أنّ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي لم يتضمّن سوى إدمان القمار والإدمان على ألعاب الإنترنت ضمن قسمه الخاص باضطرابات التعاطي، ولم يتم تضمين الأنواع الأخرى من الممارسات التي يُمكن أن يتم الإدمان عليها. [1][2][4]
ليس ذلك فقط، يُمكن أن يختلف الإدمان السلوكي عن الإدمان الكيميائي بكونه لا يتسبّب بالأعراض الجسدية كما هو الحال عند الإدمان على المواد، كما أنّه لا توجد معايير رسمية لتشخيص هذا النوع من الإدمان. [2][4]
أنواع الإدمان الكيميائي
تندرج عدّة أنواع فرعية من الإدمان تحت الإدمان الكيميائي، والتي يُمكن أن تتضمّن ما يلي:
إدمان الكحول
يُعدّ إدمان الكحول أحد أشهر أنواع الإدمان، والذي يُمكن أن يؤثر على مناطق الدماغ التي تتحكم في التوازن، والذاكرة، والكلام، والقدرة على أخذ القرارات والأحكام. ومن المُمكن أن يؤدي الإفراط في شُرب الكحول إلى ما يلي: [3][5]
- ظهور أعراض سميّة الكحول، مثل:
- الارتباك.
- القيء.
- صعوبة التنفس وبطء معدل ضربات القلب.
- انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم.
- حدوث تغييرات في الخلايا العصبية على المدى الطويل.
- حدوث انقطاعات في الوعي والتي تؤدي إلى فجوات في الذاكرة تمنع مؤقتًا نقل الذكريات من التخزين قصير المدى إلى التخزين طويل المدى.
- الإصابة بمشاكل في الكبد.
يؤثر الكحول على كل فرد بشكل مختلف، ولكن غالبًا ما يُعدّ الرجل مدمنًا على شُرب الكحول في حال شرب أكثر من أربعة حصص من الكحول خلال اليوم أو أكثر من 14 حصة في الأسبوع. أمّا بالنسبة للنساء، فإن الإفراط في الشُرب يعني تناول أكثر من ثلاثة حصص من المشروب في يوم واحد أو أكثر من سبعة حصص في الأسبوع. [5]
ويجب التنويه إلى أنّ حجم الحصة الواحدة من المشروب يختلف بناءً على نوعه، فعلى سبيل المثال تبلغ الحصة الواحدة من البيرة العادية ما يقارب 350 مل، بينما تبلغ الحصة الواحدة من النبيذ ما يقارب 150 مل. [5]
إدمان المخدرات
إنّ إدمان المخدرات أيضًا واحد من أشهر أنواع الإدمان، والذي يُمكن أن يتسبّب بالعديد من الآثار الجانبية على المدى القصير والمدى البعيد، والتي تختلف باختلاف نوع المخدرات التي يتناولها الفرد. ويُمكن أن تتضمن أنواع المخدرات المسبّبة للإدمان ما يلي: [3][5]
- الهيروين (بالإنجليزية: Heroin)، والذي يتم تصنيعه من المورفين الذي يتم استخلاصه من قرون بذور بعض نباتات الخشخاش. يرتبط الهيروين بمستقبلات الأفيون المتواجدة في الدماغ والتي تعمل على تنشيط الدوبامين، ممّا يؤدي إلى شعور الفرد بالسعادة. ويقوم مدمني الهيروين بتعاطيه عن طريق استنشاقه عبر الأنف، أو تدخينه، أو حقنه باستخدام الإبر.
- الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine)، وهي مادة يتم الحصول عليها من أوراق الكوكا التي توجد في أمريكا الجنوبية. ويُمكن للمتعاطين تعاطي الكوكايين عن طريق الأنف أو عن طريق الوريد. يعمل الكوكايين على تحفيز إطلاق الدوبامين، ممّا يؤدي إلى الشعور بالنشوة أو وزيادة طاقة الجسم، ويُمكن أن يؤدي استخدام الكوكايين على المدى الطويل إلى تغيير كيفية استجابة مسارات الدماغ للتوتر.
- الميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine)، وهي مادة يتم تعاطيها عن طريق الفم على شكل حبوب، أو عن طريق التدخين، أو عبر الاستنشاق، أو من خلال حقن المسحوق بعد مزجه بالماء أو الكحول. ويعمل الميثامفيتامين أيضًا كباقي أنواع المخدرات على زيادة كمية الدوبامين في الدماغ.
اقرأ أيضًا: طرق علاج الإدمان على المخدرات
أنواع أخرى
تتضمّن أنواع الإدمان الكيميائي أيضًا:
- إدمان النيكوتين
بعكس ما يعتقده العديد من الأفراد، يُعدّ التدخين أحد أنواع الإدمان أيضًا، فمثله كمثل المخدرات الأخرى، يؤثر النيكوتين المتواجد في السجائر والتبغ على الدماغ من خلال إفراز الدوبامين، ممّا يعزّز الشعور بالمتعة والطاقة. وهذا ما يفسّر عدم قدرة الفرد على التوقّف عن التدخين بعد مضي فترة من الزمن، حيث سيعتاد الجسم على مادة النيكوتين وستجعل الفرد يرغب بتدخين المزيد من السجائر للحصول على تأثيرات النيكوتين. [3][5]
ولسوء الحظ، يزيد هذا النوع من أنواع الإدمان من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان بما في ذلك سرطان الرئة، وسرطان الفم، وسرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تدخين السجائر في زيادة خطر الإصابة بعدد من أمراض الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الشعب الهوائية، وانتفاخ الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. [3]
- إدمان الماريجوانا
من أنواع الإدمان الكيميائي أيضًا الإدمان على تدخين الماريجوانا، والتي تُصنع من نبات القنب. يُمكن أن تجعل الماريجوانا الفرد يشعر بالراحة ويضحك دون سبّب، حيث أنّها تحتوي على مادة دلتا-9-تتراهيدروكانابينول (بالإنجليزية: Delta-9-Tetrahydrocannabinol) التي لها تأثير على الدماغ وتعزّز من الشعور بالاسترخاء. [3][5]
لكن، يُمكن أن تشمل الآثار الجانبية للماريجوانا الشعور بالقلق، والخوف، والذعر. كما يُمكن أن تُسبّب الجرعات الكبيرة منها الهلوسة، والأوهام ،وفقدان الهوية الشخصية، بالإضافة إلى الإرهاق وعدم تفكير الفرد أو اهتمام بالأشياء من حوله. [3][5]
- إدمان الأدوية
يُمكن أن يؤدي سوء استخدام بعض أنواع الأدوية إلى الإدمان عليها، وتشمل أنواع هذه الأدوية ما يلي: [3][6]
- مسكنات الألم الأفيونية، مثل:
- الهيدروكودون (بالإنجليزية: Hydrocodone).
- المورفين (بالإنجليزية: Morphine).
- الكودايين (بالإنجليزية: Codeine).
- الفنتانيل (بالإنجليزية: Fentanyl).
- المهدئات، مثل: البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines) والباربيتورات (بالإنجليزية: Barbiturates).
- المنشطات التي يتم استخدامها لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاكتئاب، والنوم القهري. ومن أمثلة عليها الديكستروأمفيتامين (بالإنجليزية Dextroamphetamine) والميثيلفينيديت (بالإنجليزية Methylphenidate).
- الأدوية التي تؤثر على المزاج وتستخدم لعلاج مختلف أنواع الأمراض النفسية، مثل: الليثيوم، ومضادات الاختلاج، ومضادات الذهان.
اقرأ أيضًا: مخاطر الإدمان على الأدوية
أنواع الإدمان السلوكي
تتضمّن الأمثلة على أنواع الإدمان السلوكي ما يلي:
إدمان الألعاب الإلكترونية
يتمثّل هذا النوع من أنواع الإدمان بغياب السيطرة أو الاستخدام القهري والمستمر للألعاب الإلكترونية على الرغم تسبّبها بعواقب سلبية في العديد من مجالات حياة الفرد، وهي من أنواع الإدمان السلوكي الشائعة جدًا خصوصًا لدى الأطفال، إذ أنّ أكثر من 5 ملايين طفل يمكن اعتبارهم مدمنين على ألعاب الفيديو. [2][7]
ويُمكن أن تشمل علامات الإدمان على الألعاب الإلكترونية ما يلي: [2]
- قضاء عدّة ساعات كل يوم في لعب ألعاب الفيديو، وبمعدل أكثر من 30 ساعة في الأسبوع.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الأخرى من أجل ممارسة الألعاب.
- المعاناة من أعراض الانسحاب عند محاولة التوقّف عن اللعب.
- التأثيرات السلبية على العمل، والمدرسة، والعلاقات.
- الكذب بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في ممارسة الألعاب.
إدمان القمار
تتضمّن المعايير الأساسية لتشخيص هذا النوع من أنواع الإدمان ما يلي: [2][7]
- الحاجة إلى لعب القمار أكثر فأكثر للشعور بالتأثيرات المرغوبة.
- ظهور أعراض الانسحاب، مثل: التململ، والانفعال، والعدوانية عند محاولة التوقّف عن المقامرة أو تجنُّبها.
- بذل الجهود بشكل متكرر للتوقّف عن لعب القمار أو التحكم فيه.
- الكذب على الآخرين بشأن لعب القمار والمخاطرة بفقدان الأسرة، والأصدقاء، والوظيفة.
- وضع الرهانات بشكل متكرر والمراهنة بمبالغ كبيرة تتجاوز القدرة على الدفع.
إدمان التسوّق
من الطبيعي أن يذهب الفرد إلى التسوّق من أجل شراء ما يحتاجه ما بين الحين والآخر. لكن إنّ عدم التحكم بالرغبة في شراء الأشياء والذهاب للتسوّق بشكل متكرر يُمكن أن يكون ضارًا بشكل خطير على حياة الفرد وعلاقاته. [2][7]
ويُمكن أن يتمثّل هذا النوع من الإدمان بواحدة أو أكثر من الأفعال التالية: [2]
- شراء الأشياء لتعزيز احترام الذات وتجنُّب الاكتئاب أو غيره من الحالات المزاجية السلبية.
- شراء الأشياء للشعور بالارتباط بالآخرين.
- المشاكل المالية والقانونية المتعلقة بالديون وعدم القدرة على سداد الفواتير.
- اضطراب العلاقات مع الأسرة، وشريك الحياة، والأصدقاء.
أنواع أخرى
لا تقتصر أنواع الإدمان السلوكي فقط على ما ذكر سابقًا، وإنّما يُمكن أن تتضمّن أي نوع من العادات والممارسات التي يقوم بها الفرد بشكل يومي، لكنّها تتطوّر ليُصبح الفرد مدمنًا عليها في حال ممارسته لها بشكل قهري وغير متحكم به. و تشمل هذه الممارسات والعادات ما يلي: [2][4][7]
- تناول الطعام.
- العمل.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- مشاهدة التلفاز.
- استخدام الهاتف النقال.
- تصفّح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
- ممارسة الجنس.
- مشاهدة المحتوى الإباحي.
- إجراء العمليات الجراحية.
اقرأ أيضًا: إدمان العمل وأهم أسبابه
نصيحة الطبي
تتعدّد أنواع الإدمان، فهي تشمل الرغبة الشديدة والقهرية للممارسة سلوك معين أو استخدام مادة معيّنة وعدم القدرة عن التوقّف عن ذلك. وعلى الرغم من أنّ هناك أنواع عديدة من الإدمان واضحة ومعروفة، إلّا أنّ هناك أنواع غير ملحوظة ويُمكن أن يكون الفرد مصابًا بها دون إدراكه لذلك.
وينصح دائمًا بالحصول على الاستشارة الطبية في حال الإدمان على أي من الممارسات والأفعال وعدم القدرة عن التوقّف عن القيام بها، وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أية معلومات بخصوص مختلف أنواع الإدمان.