يدخل الإنترنت في تفاصيل الحياة اليومية من عمل ودراسة وترفيه، واستعماله تجاوز كونه رفاهية ليصبح جزءًا لا يُمكن الاستغناء عنه؛ لما يُتيحه من سهولة في التواصل وسُرعة في البحث وقدرة عالية على تصدير وتصفّح الوسائط المرئية بأنواعها، ولكن في حال فرط استعمال الإنترنت لدرجة انعزال الفرد عن مُحيطه والآخرين من حوله وتعطيل ممارسته لأنشطة حياته اليومية فهذا ما يُسمّى إدمان الإنترنت، وهو لم يُصنّف كاضطراب نفسي رسميّ فعليًّا، إلا أنّه جزء من مشاكل الإدمان التي يُحتمل ارتباطها باضطرابات أو أمراض نفسية أُخرى.
ونظرًا لتعدّد طرق وأهداف استعمال الإنترنت فإنّ لإدمانه أنواعًا مُختلفة، سنتطرّق لها بالتفصيل في هذا المقال. [1][2]
محتويات المقال
أنواع إدمان الإنترنت
ثمة خمسة أنواع أساسية لإدمان الإنترنت، تختلف عن بعضها البعض بطبيعة الأنشطة التي يُدمن عليها الفرد باستخدام الإنترنت، وفيما يأتي توضيح لكل منها على حدة.
إدمان ألعاب الفيديو
يُعرف إدمان ألعاب الفيديو بأنه ممارسة ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية المختلفة البسيطة أو المعقّدة بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، وبما يُعيق ممارسة الفرد لحياته وأعماله بصورتها الطبيعية، ويستهدف هذا النوع من الإدمان المراهقين والأطفال على وجه الخصوص، إذ يمنحهم شعورًا زائفًا بالنجاح والتفوق، ويفصلهم عن العالم الواقعي من حولهم. أما بالنسبة لأهم الأعراض المرتبطة به فهي تتضمّن الآتي: [2][3]
- التفكير بالألعاب الإلكترونية طيلة الوقت.
- إهمال أيّ أعمال أو مسؤوليات في العمل أو المدرسة والمنزل.
- اللجوء لألعاب الفيديو كوسيلة للتعامل مع القلق والتوتر أو الاضطرابات المزاجية معظم الوقت.
- الشعور بالقلق والتوتر في حال عدم القدرة على اللعب.
- إخفاء المدة الزمنية الحقيقية التي يقضيها الفرد في ممارسة ألعاب الفيديو عن الآخرين.
إدمان العلاقات الإلكترونية
يلجأ الأفراد الذين يُعانون من إدمان العلاقات الإلكترونية للبحث عن الأصدقاء أو الشركاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت التي تُتيح الدردشة مع الآخرين، ويعلقون في دوامة هذه العلاقات لدرجة تفصلهم عن المعنى الواقعيّ للعلاقات الاجتماعية، ما يظهر على الفرد بالشكل الآتي: [4][5]
- صعوبة التواصل مع الآخرين في العالم الحقيقي، ما يدفعه للانخراط أكثر فأكثر في العلاقات الإلكترونية.
- اللجوء لاستعمال أسماء أو صفات وهمية للتواصل عبر الإنترنت.
- تجاهل العلاقات الاجتماعية والأصدقاء للانشغال مع رفاق الإنترنت.
- المعاناة من توقعات غير منطقية عن العلاقات والروابط الاجتماعية.
إدمان المعلومات
يُمثّل إدمان المعلومات الجانب السلبي للفضول والرغبة في التعلم والمعرفة، إذ يتسبّب بالمتابعة المَرَضيّة الدائمة للمعلومات، سواء أكانت تحديثات علمية حول الصحة أو العلوم عمومًا، أم الأخبار وأهم المنتجات وصيحات الموضة، والتصفّح المفرط لمواقع التسوّق الإلكتروني حتى في غياب الرغبة الشرائية، وتظهر أعراضه على الشكل الآتي: [6][7]
- عدم القدرة على التحكم في طول مدّة البحث على الإنترنت، حتى لو أراد الفرد التوقف بالفعل.
- قضاء وقت أكثر من المعتاد للبحث عن المعلومات.
- فقدان الشعور بالراحة أو الرضا في حال عدم القدرة على البحث عن معلومات جديدة عبر الإنترنت، والشعور بالقلق والهيجان عند التوقف عن البحث.
- الشعور بالخجل من طول فترة البحث عبر الإنترنت.
- ملاحظة التأثير السلبي لإدمان المعلومات على العلاقات والمسؤوليات والأعمال التي يُفترض أداؤها.
- اللجوء للبحث عن المعلومات للهروب من الشعور بالملل والتوتر والاضطرابات المزاجية.
إدمان التصرفات القهرية عبر الإنترنت
يُصنّف هذا النوع كأحد الأعراض المرتبطة باضطراب الوسواس القهري، الذي ينخرط فيه الفرد بأنشطة مؤذية؛ كالمقامرة وتداول الأسهم أو المشاركة في المزادات العلنية الإلكترونية، إذ يدفع الفرد للقيام بعمليات شراء مفرطة دون وجود حاجة حقيقية لذلك، فتتسبّب بضرر كبير على الصعيد المالي، وقد يرتبط إدمان التصرفات القهرية عبر الإنترنت بتكرّر تصفح موقع أو تطبيق إلكتروني مُعيّن عدة مرات؛ مثل البريد الإلكتروني ومواقع الطقس وغيرهم، لدرجة تعطيل حياة الفرد وأعماله ومسؤولياته. [5][6]
إدمان الجنس عبر الإنترنت
وهو أيضًا يُمثّل أحد الأعراض والعلامات المرتبطة باضطراب الوسواس القهريّ، ويُعرف بأنه إدمان الفرد على أيّ طرق ووسائل جنسية تتوفر عبر الإنترنت؛ مثل غرف المحادثة ومكالمات الفيديو التي تتمحور حول الجنس، أو متابعة الصور والفيديوهات الإباحية لإشباع الرغبة الجنسية، بما يُعيق ممارسة الفرد لحياته وعلاقاته بشكلها الطبيعي، ويُعزى انتشار هذا النوع من الإدمان لسهولة الوصول لمثل هذه المواد والوسائل وكثرتها وعدم إلزام الفرد بإظهار شخصه أو هويته عند استعمالها وتصفحها. وتظهر أعراض إدمان الجنس عبر الإنترنت كالآتي: [4][8]
- هوس شديد بالأنشطة الجنسية الافتراضية.
- مواجهة مشاكل جسدية ونفسية ومالية نتيجة الانخراط في مثل هذه الأنشطة، والانعزال عن الآخرين وتجاهل الأعمال والمسؤوليات.
- مواجهة مشاكل اجتماعية حقيقية مع الآخرين، وصعوبة الانخراط في العلاقات العاطفية على أرض الواقع.
- زيادة شدّة أو خطورة الأنشطة الجنسية عبر الإنترنت وتكرّرها.
- إخفاء الأنشطة الافتراضية عن العائلة والآخرين.
- عدم القدرة على منع النفس من هذه الأنشطة رغم مُلاحظة تأثيراتها السلبية على الفرد وحياته.
اقرأ أيضًا: ادمان الانترنت والشاشات الالكترونية، كيف يمكن علاجه؟
نصيحة الطبي
يوصى دائمًا بأخذ الحيطة والحذر أثناء استعمال الإنترنت؛ لتجنّب الوقوع في أيّ من صور الإدمان المرتبطة به؛ مثل إدمان ألعاب الفيديو وإدمان الجنس عبر الإنترنت أو إدمان العلاقات الإلكترونية، وذلك للابتعاد عن الآثار السلبية الجسيمة المرتبطة بهم؛ مثل اختلال الأداء في العمل والمدرسة. يمكنك الآن التحدث مع طبيب نفسي معتمد عبر منصة الطبي في أيّ وقت ومن أيّ مكان بكل خصوصية وسريّة.