اختبار الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي

يقوم هذا الفحص يقياس مستوى الأجسام المضادّة المقاومة للبيبتيد السيتروليني الحلقي في الدم، و تعرّف الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي (بالإنجليزية: Anti-Cyclic Citrullinated Peptide) بأنها الأجسام المضادّة الذاتية التي ينتجها جهاز المناعة في الفرد، وتكون موجهة ضد الببتيدات السيترولينية الحلقية، وتجدر الإشارة أن السيترولين ينتج طبيعياً  في الجسم كجزء من عمليات استقلاب الحمض الأميني أرجينين، إذ يكون الاستقلاب أعلى عند الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. 

يقيس اختبار الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي مستوى هذه الأجسام في الدم، ونتحدث هنا عن أسباب وجود هذه الأجسام المضادة في الدم، كما يتحدث عن نتائج هذا الاختبار، وعلاقته بتشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

يساعد  فحص الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي في تشخيص الإصابة بالتهاب  المفاصل  الروماتويدي، وهو من الفحوصات الجديدة التي بدأ الأطباء باستخدامها، إذ كان الأطباء يستخدمون فحص عامل الروماتويد (بالإنجليزية:  Rheumatoid Factor) كفحص لتشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. 

يعتقد أن الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي موجودة عند الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بنسبة 60-70 %   في حين إنه لم يتم إيجادها في أي متلازمة أخرى من أمراض المناعة الذاتية ، كما تجدر الإشارة إن الأجسام المضادة للبيبتيد السيتروليني الحلقي تكون موجود في جسم الفرد المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي قبل ظهور أعراض عليه، كما يستخدم هذا الفحص لمساعدة الأطباء في تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي الحادّ. 

أسباب وجود الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني الحلقي

تعدّ أسباب وجود الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي غير معروفة، ولكن يعتقد أنه يعزى وجودها لعوامل بيئية أو جينية، إذ وجد أن الأفراد الذين كان فحص الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني إيجابياً لديهم تسلسل شائع من الأحماض الأمينية تسمى حاتمة في المستضدّ مشتركة، والتي تترجم إلى جينات محددة، تتحكم باستجابة جهاز المناعة.

قد توجد علاقة بين الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي والأفراد المدخنين الذين لديهم حاتمة مشتركة، إذ يمكن أن يؤدي التهاب الرئة الناتج عن التدخين إلى وجود الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني الحلقي عند الأفراد الذين لديهم حاتمة في المستضدّ مشتركة. 

اقرأ أيضاً: التدخين وهشاشة العظام 

ماذا تعني نتائج اختبار وجود الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي

يعتقد البعض إنه عند ظهور نتائج اختبار وجود الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي إيجابية، فإن هذا يعني بشكل أكيد أن الفرد مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وفي الحقيقة إن تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي يحتاج إلى تشخيص سريري بالإضافة إلى الفحوصات المخبرية، كذلك تظهر على الفرد أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، كما تجدر الإشارة إن يجب أن تكون الأعراض وفقاً لمحددات معينة ومستمرّة لأكثر من ستة أسابيع متتالية كي يكون الفرد مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي. 

يجدر الإشارة إنه في حال إنه في حال كان الفرد يعاني من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وكانت نتائج اختبار وجود الأجسام المضادة إيجابية فهذا يشير أن احتمالية إصابة الفرد بالتهاب المفاصل الروماتويدي كبيرة، أو من المحتمل يصبح مصاباً ويتطور المرض لديه، أما في حال كان فحص الأجسام المضادة إيجابي، في حين إن فحص معامل الروماتويد سلبي ولا يوجد أعراض، فمن المحتمل أن يصاب الفرد في المستقبل.

قد يكون الفحص سلبياً عند بعض الأفراد في حين  أنهم يعانون من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهذا يعني انتمائهم لمجموعة التهاب المفاصل سلبية المصل، إذ قد يتطور مستقبلاً ويصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي وتتحول النتيجة إلى إيجابية المصل.

توجد بعض الحالات الأخرى التي تكون نتائج اختبار وجود الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني إيجابية والتي تشير إلى إمكانية إصابة الفرد بحالات أخرى إضافة إلى التهاب المفاصل الروماتويدي مثل الذئبة الحمامية المجموعية، وتجدر الإشارة أن هذه الحالات نادرة الحدوث، إذ يعدّ هذا الاختبار مخصص عادةً لالتهاب المفاصل الروماتويدي. 

تشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي 

يقوم الأطباء بعدد من الفحوصات لتشخيص إصابة الفرد بالتهاب المفاصل الروماتويدي، إ ذ يقوم الطبيب بإجراء اختبار وجود الأجسام المضادّة للببتيد السيتروليني الحلقي، وكذلك فحص المريض جسدياً، والاستفسار عن وجود أعراض التهاب المفاصل الروماتويد، كما يقوم الطبيب ببعض فحوصات الدم مثل فحص العامل الروماتويدي، كما قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات التصوير لعظام و غضاريف المفاصل المصابة ومعرفة مدى تضررها. 

اقرأ أيضاً: الغذاء والتهاب المفاصل

يعدّ اختبار وجود الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني أكثر دقةً من اختبار فحص العامل الروماتويدي لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي، إذ إن اختبار العامل الروماتويدي يكون إيجابياً كذلك عند الأفراد المصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى. 

قد يواجه الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي وكانت نتيجة فحص الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني إيجابية أعراض شديدة في المفاصل، بشكل أكبر من الاعراض التي تظهر على الأفراد على الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي وكانت نتيجتهم سلبية، وينصح هؤلاء الأفراد باستخدام الأدوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض، أو المكملات الغذائية التي تحدّ من الأعراض، كما تجدر الإشارة إن التشخيص المبكر والبدء بعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي يحسّن حياة الأفراد، ويحدّ من تفاقم المرض وتطوره. 

أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي 

ينصح بإجراء اختبار الأجسام المضادة للببتيد السيتروليني الحلقي عند ظهور أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، ومن الأعراض أو العلامات التي تصيب الفرد عند إصابته بالتهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي: 

• التعب والإعياء: يعاني الفرد المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي بالإعياء والتعب بشكل غير اعتيادي وذلك قبل ظهور الأعراض الأخرى بشهور أو أسابيع.
• التصلب في الفترة الصباحية: يعاني الأفراد من التصلب في الصباح لعدّة دقائق، ويعدّ التصلب من الأعراض المبكرة التي تظهر على الفرد، وقد يتفاقم مع مرور الوقت خصوصاً عند عدم العلاج، أما عند استمرار التصلّب لعدّة ساعات فيعدّ من أعراض إصابة الفرد بالتهاب المفاصل الالتهابي.
• ألم المفاصل: يصاب الفرد بألم المفاصل بعد حدوث تصلّب المفاصل وتورّمها  مما يؤدي إلى ظهور الألم عند تحريك المفاصل أو عند الراحة أيضاً.
• تصلّب المفاصل: قد يصاب الفرد في تصلب أحد المفاصل في أي وقت من اليوم، وعادةً ما يكون التصلب في مفاصل اليدين ، ويكون بشكل بطيء، إلا إنه قد يحدث فجأة في عدّة مفاصل على مدى يوم أو يومين.
• الحمى وارتفاع درجة الحرارة: يصاب الفرد بارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف، وتجدر الإشارة إنه في حال تجاوزت 38 درجة مئوية فذلك يشير إلى إصابة الفرد بالعدوى أو المرض.
• الوخز أو الخدران: يصاب الفرد بالوخز أو الخدران بسبب إصابته بالتهاب الأوتار  والذي يضغط على الأعصاب، ويعرف بمتلازمة النفق الرسغي.
• نقصان مدى الحركة: يصاب الفرد بانخفاض في مدى الحركة، إذ يجد الفرد نفسه مع تقدم المرض وتفاقمه غير قادر على ثني بعض المفاصل.