زهم

الزهم هو عبارة عن مادة دهنية شمعية تنتج بواسطة الغدد الدهنية، وهو المكون الأساسي للزيوت الطبيعية في الجسم، يتكون الزهم من مجموعة من الأحماض الدهنية والجليسريدات الثلاثية بنسبة (57%)، والكوليسترول بنسبة (4.5%)، والسكوالين بنسبة (12%)، والشمع بنسبة (26%)، والسكريات، ومواد طبيعية كيميائية أخرى.

تقوم هذه المواد بمنع تبخر الماء من سطح الجلد إذ أن الزهم يغطي الجلد ويحميه ويقوم بترطيبه، وعندما ينتج الجسم كمية كبيرة من المجموعة الدهنية لمكونات الزهم (الأحماض الدهنية والكوليسترول والشمع والسكوالين والجليسريدات الثلاثية) يصبح ملمس الجلد دهنياً، ولكن الزيوت التي تظهر على الجلد لا تحتوي على الزهم فقط ولكنها تحتوي أيضاً على العرق وخلايا الجلد الميتة، وجزيئات صغيرة جداً من جزيئات الغبار العالقة في الهواء الجوي.

أين تقع الغدد الدهنية؟

تغطي الغدد الدهنية معظم مساحة سطح الجلد، وتوجد بكثرة في تجمعات حول بصيلات الشعر، كما توجد أيضاً منفردة، ويحتوي الوجه وفروة الرأس على أكبر عدد من الغدد الدهنية، حيث يحتوي الوجه تقريباً على 900 غدة دهنية لكل سنتيمتر مربع، وتحتوي الأماكن الناعمة من الجلد على عدد أقل من الغدد الدهنية، ولاتوجد هذه الغدد في راحة اليدين أو باطن القدمين.

تقوم كل غدة دهنية بإفراز الزهم وتشبه في ذلك إفراز الغدد الدمعية للدمع ولكن الغدد الدهنية أصغر كثيراً من الغدد الدمعية.

فوائد الزهم

يحمي الزهم الجلد والشعر من الجفاف وفقدان الرطوبة ويعمل كمضاد للميكروبات ومضاد للأكسدة، كما أنه يساعد على إفراز الفيرمونات.

الزهم والهرمونات

تساعد الأندروجينات- مثل التستوستيرون الذي يفرز من الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland)، والخصية في الذكر أوالمبيضين في الأنثى- على تنظيم إفراز الزهم من الجلد.

وتقوم الغدة النخامية بتنظيم إفراز هذه الغدد للتستوستيرون، كما أن الهرمون الجنسي الأنثوي له تأثير في إفراز الجسم للزهم حيث يقلل من تأثير الإنزيم (5 ألفا ريدكتاز) الذي يحفز إنتاج الزهم، ومن ذلك نجد أنه نظرياً كلما زاد إنتاج الجسم للبروجيسترون يقل إنتاج الزهم، ولكن وجد عملياً أنه عندما تزيد نسبة البروجيسترون في الجسم عن المعدل الطبيعي يزيد إنتاج الزهم.

العوامل التي تؤثر على إنتاج الزهم

تتضمن العوامل التي تؤثر على إنتاج الزهم ما يلي:

• العمر: تقوم الغدد الدهنية للجنين في بطن الأم قبل الولادة بإفراز مادة بيضاء تشبه العجينة تغطي الجلد وتحميه وترطبه حتى الولادة، وتسمى هذه المادة الغطاء الشمعي، وفي أول ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الولادة تنتج الغدد الدهنية كمية من الزهم تعادل تلك التي تفرز عند الشخص البالغ، ثم يقل إفرازه حتى مرحلة البلوغ التي يرتفع فيها إنتاج الزهم بنسبة 500%، ويكون نسبة إنتاج الزهم في الذكور أعلى من الإناث، وتتسبب في ظهور الجلد المحبب الدهني، ويقل إفراز الزهم مع العمر مما يسبب جفاف الجلد. ومع تقدم العمر يقل إنتاج الزهم، حيث يفقد الجلد بعض البروتينات مثل الكولاجين، كما يقل إنتاج الزهم بسبب خمول الغدد الدهنية فيسبب ذلك ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
• الجينات: تتوارث جينات البشرة الدهنية من الآباء إلى الأبناء، فإذا وجد ان أحد الآباء لديه بشرة دهنية فإن هذا يزيد من احتمالية وجودها في الأبناء.
• مكان المعيشة والطقس: حيث تكون البشرة أكثر دهنية في الطقس الرطب الحار، وأثناء فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء والخريف، وللتغلب على هذا يمكن استخدام كريمات الأساس والمرطبات واستخدام أوراق تجفيف لإزالة الزيوت الزائدة على البشرة.
• المسام الواسعة: تتسع المسام مع تقدم العمر أو بسبب الاختلافات التي تحدث في وزن الجسم فتسبب خروج كمية أكبر من زيوت البشرة.
• استخدام مستحضرات التجميل الغير مناسبة لنوع البشرة: حيث أن هذا يسبب زيادة كمية الزهم، ويحدث هذا غالباً عندما يخطئ بعض الناس في التفريق بين البشرة الدهنية والبشرة المختلطة ويستخدمون مستحضرات التجميل الغير مناسبة لنوع بشرتهم.

العوامل التي تزيد من إنتاج الزهم 

تزيد الأدوية الهرمونية من إنتاج الزهم، وتشمل الأدوية التي تحتوي على التستوستيرون وبعض البروجيستيرونات والفينوثايازين، كما يزيد مرض الشلل الرعاش من إنتاج الزهم، وفي بعض الأحيان تحدث حالات مرضية في الغدد المسئولة عن تنظيم إفراز الجسم من الزهم مما يزيد أو يقلل من إفرازه وذلك بحسب الحالة المرضية.

للمزيد: الاكتئاب عامل مهم في تحديد حالة مصابي الشلل الرعاش.

العوامل التي تقلل من إنتاج الزهم

تقلل حبوب منع الحمل، ومضادات الأندروجين، والأدوية التي تحتوي على الأيزوترتينيون من إنتاج الزهم، بالإضافة إلى ذلك تؤدي المجاعات وسوء التغذية على المدى الطويل إلى نقص إفراز الزهم.

كيفية تنظيم إفراز الزهم

تساعد الكريمات وبعض أنواع الصابون الطبيعي وبعض مستحضرات التجميل الموضعية على معالجة الأعراض التي تظهر مع زيادة أو قلة إفراز الزهم، وفي الحالات الشديدة يصف الطبيب أدوية هرمونية أو مكملات غذائية لتنظيم إفراز الزهم.

ففي حالة زيادة الزهم يصف الطبيب حبوب منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين والبروجيستين حيث يعمل على تقليل إفراز الزهم، عليك أن تخبري الطبيب إذا كنت تستخدمين حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجيستين فقط فمن الممكن أن يغير الطبيب الدواء إلى دواء أفضل لحالتك،.

وفي حالة ظهور الكثير من حبوب الشباب يصف الطبيب دواء الأيزوترتينيون حيث أنه يعمل على تقليل إفراز الزهم بنسبة 90%، بالإضافة إلى ذلك فإن تجنب الأطعمة الضارة التي تؤثرعلى سكرالدم أو تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة- والتي تزيد من إنتاج الزهم- يفيد في الحد من إفرازه.

وفي حالة نقص الزهم الذي يؤدي إلى جفاف الجلد والشعر يصف الطبيب بعض مستحضرات التجميل الموضعية مثل غسولات الشعر والجسم، والشامبوهات التي تحتوي على مكونات ترطب الشعر، كما يجب تجنب المستحضرات التي تحتوي على الكحول والمواد العطرية التي تهيج الجلد، بالإضافة إلى ذلك ينصح بالاستحمام بالماء الدافيء وليس الساخن، كما ينصح باستخدام كريمات مرطبة على الوجه ولوشن للجسم، و ينصح بشرب الماء بكثرة، واستخدام الدهون الصحية في الطعام مثل أوميجا3.

متى يجب زيارة الطبيب؟

تختلف كمية الزهم التي تنتج في الجسم بين شخص وآخر، حيث أنه لاتوجد كمية محددة تفرز لكل إنسان، ولكن إذا ظهر على الجلد التجاعيد أو البقع الزيتية أو حبوب الشباب فيجب زيارة الطبيب لكي يصف العلاج المناسب.

مقترحات للعناية بالبشرة

تساعد العناية بالبشرة على تخفيف أعراض زيادة إنتاج الزهم وذلك عن طريق:

1. غسل الوجه بالصابون الطبيعي الخالي من المواد الكيميائية والعطرية.
2. استخدام منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مواد مقشرة للجلد مثل حمض السالساليك وحمض الجليكوليك، ولكن هذه المنتجات يمكن أن تسبب التهابات للبشرة، ولذلك ينصح عند استخدام المنتج لأول مرة بوضعه على مساحة صغيرة من البشرة لمعرفة تفاعل البشرة معه.
3. استخدام مقويات البشرة: كالمواد القابضة الطبيعية التي تعمل على ترطيب البشرة.
4. استخدام مرطبات الوجه: تعمل مستحضرات التجميل التي تحتوي على الصبار على ترطيب البشرة.
5. استخدام ماسكات الوجه: حيث أنها تفيد في علاج البشرة الدهنية كماسكات الطمي التي تعمل على امتصاص الدهون من البشرة، وماسكات العسل حيث وجد أن لها خصائص مضادة للبكتريا ومطهرة.