الحيز الغضروفي

يُعرَّف المفصل بأنه المنطقة التي تفصل بين عظمتين أو أكثر للسماح لهم بالحركة.

ويتكون المفصل من نسيج ضام ليفي وغضروف، وتسمى المنطقة الفاصلة بمساحة المفصل أو الحيز الغضروفي أو جَوْبَةٌ غُضْروفِيَّة (بالإنجليزية: Cartilage space).

ويعد الغضروف من أجزاء المفصل المهمة التي تساعد على حركته وامتصاصه للصدمات الخارجية. مع تقدم الانسان في العمر فإنّ هذه الغضاريف تقل كفاءة عملها، وتصبح أرق مما كانت عليه.

وهذا يُقلّل من المساحة بين المفاصل وتقترب العظام من بعضها البعض مما يسبب احتكاكها ، ويصعّب حركة المفصل ويجعل قيامها بوظيفتها أمراً صعباً، مما يسبب ألماً شديداً عند حركتها. وتحدث هذه المشكلة بشكل كبير في مفاصل الركبة، والحوض، واليدين. كما تساهم الإصابة ببعض الأمراض بتضيق مساحة المفصل.

ما هي أسباب تضيق مساحة المفصل؟

هناك العديد من الأسباب التي تساعد على حدوث تضيّق مساحة المفصل، ويُذكر منها ما يأتي:

• الوزن الزائد والسمنة.
• ضعف العضلات.
• التهاب المفصل التنكسي.
• التهاب المفصلي الروماتويدي.
• الاجهاد المتكرر للمفصل.
• التقدم في العمر.

كيف يتم تشخيص تضيق مساحة المفصل؟

هناك العديد من الفحوصات التي من خلالها يمكن التأكد من إصابة المفصل بالتضيّق، ويُذكر منها ما يأتي:

• الأشعة السينية: وهي من أكثر الفحوصات التي تستخدم لتشخيص تضيق مساحة المفصل، حيث تظهر فيها علامات تلف المفصل أو تضيّقه بشكل واضح. وتعتبر من أسرع الفحوصات التي يمكن اجراؤها للكشف عن التضيق، حيث تظهر الصورة خلال دقائق، ولا يحتاج المريض من خلال صورة الأشعة السينية الى خلع ملابسه.
• التصوير بالرنين المغناطيسي: يمكن من خلال هذا الفحص تأكيد وجود تضيق مساحة المفصل أو لا. وعادة ما تظهر النتيجة خلال ساعة. وخلال هذا الاختبار يجب على المريض خلع ملابسه، وخلع أي اكسسوارات معدنية يرتديها.
• الأمواج فوق الصوتية: يعد هذا النوع من الاختبارات سريعاً ولا يسبب الألم، إذ تكون النتيجة جاهزة خلال 30 دقيقة.

كيف يتم علاج تضيق مساحة المفصل؟

يعتمد علاج تضيق مساحة المفصل على السبب الكامن وراء حدوثه، ويذكر من العلاجات المستخدمة ما يأتي:

• مسكنات الألم الفموية: وتساعد هذه الأدوية على التخفيف من الألم الناتج عن تآكل المغضروف واحتكاك المفاصل مع بعضها البعض. وذلك عن طريق الارتباط بالمستقبلات المسؤولة عن ظهور الألم في الدماغ، ومنع ظهوره. ومن الأدوية المستخدمة لهذا العرض: الباراسيتامول، والأسبرين، والكودين، والأوكسيكودون، و الهيدروكودون.
• الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات: وتفيد هذه الأدوية بشكل كبير عندما يكون تضيق مساحة المفصل ناتجاً عن التهاب المفصل التنكسي، إذ تقوم هذه الأدوية بالتقليل من الالتهاب، والتخفيف من الألم، وذلك عن طريق منع تكوين الأنزيم المسؤول عن التهاب أو اصابة المفاصل أو أنسجة الجسم المختلفة والذي يدعى باسم السيكلواوكسيجيناز .
• الحقن بالستيرويدات: ويستخدم هذا النوع من الادوية لتخدير الألم وتسكينه، ولدعم المنطقة الضيفة حول المفصل وتحسين حركته، وتحقن هذه الستيرويدات داخل المفصل، مما ينتج عن ذلك امتصاصا بطيئاً من قِبَل الجسم، فلا ينتج عنها أي أعراضاً جانبية، ويعطي مفعولاً موضعيّاً للمفصل لفترة طويلة.
• الأدوية المضادة للروماتويد والمعدلة لسير المرض: فهذه الأدوية تساعد على متابعة الشخص لحياته المنتظمة دون أن تتسبب بمزيد من التضيّق حول المفصل، ومن الأمثلة على هذا النوع من الأدوية الميثوتركسيت والأداليموماب.
• حقن المواد اللزجة أو الجل (الانجليزية:Viscosupplementation): يعد هذا الخيار مناسباً لتضيق المفصل الناتج عن التهاب المفصل التنكسي، إذ يساعد على التقليل من الألم عن طريق زيادة اللزوجة في منطقة حول المفصل. ويتلخص هذا العلاج بحقن مادة لزجة كالجل حول المفصل، إذ تستخرج هذه المادة من الأنسجة الحيوانية، كتلك الموجودة في عُرف الديك، أو يتم تصنيعها كحمض الهاليورنيك، وتعتمد مدة العلاج بهذه المواد اعتمادًا على تطور الحالة، فمن الممكن أن يحتاج الشخص حقنة واحدة، ومن الممكن أن يحتاج الى حقنة واحدة أسبوعيّاً لعدة أسابيع.
• العمليات الجراحية: عندما تفشل جميع الخطط الدوائية والحقن في علاج الأعراض الناتجة عن تضيق مساحة المفصل المرافقة لالتهاب المفصل التنكسي، فعندها يصبح التدخل العلاجي هو الحل الأمثل. ويعتمد نوع العملية اعتماداً على تآكل الغضروف، والتضيق الناتج. إذ من الممكن أن تكون عملية صغيرة كتنظير المفصل، أو عملية كبرى كاستبدال المفصل، إذ يتم من خلال هذه العملية لزالة الأجزاء المصابة من المفصل واستبدالها بالمواد المعدنية أو البلاستيكية.
• ممارسة التمارين الرياضية منخفضة الحدة: فلممارسة هذا النوع من التمارين كاليوغا، يساعد على زيادة مرونة المفاصل.