عملية هربرت هي إجراءٌ جراحيّ يقَلّل فيه من الضغط داخل العين لدى المرضى الذين يعانون من الجلوكوما (ماء أزرق في العين أو ما يعرف بزرقة العين). ويتم ذلك من خلال صنع ثقب صغير في جدار العين (الصلبة)، هذا الثقب يغطى بفتحة رقيقة مثل فتحة الباب. يصرف السائل الموجود داخل العين (والمعروف باسم الخلط المائي) عبر الفتحة الرقيقة إلى خزانٍ (فقاعة) صغير تحت سطح العين. ويتم خياطة الفتحة بطريقة تمنع الخلط المائي من التصريف بسرعة كبيرة.
تعمل عملية هربرت على تقليل الضغط على العصب البصري من خلال صرف الخلط المائي، ما يؤدي إلى منع أو إبطاء الضرر والمزيد من فقدان البصر في حالة الإصابة بالزرق. لكن السيطرة على ضغط العين من خلال عملية هربرت لن تعيد الرؤية المفقودة بالسابق من الزرقة.
الخلط المائي هو عبارة عن سائل داخل العين لا يرتبط بالدموع. ويتراكم هذا السائل الذي يُصرّف من خلال عملية هربرت في خزان بين الصلبة والطبقة السطحية من الأنسجة التي تغطي مقلة العين (الملتحمة)، لتشكّل فقاعة تصريف مخفية بالعادة تحت الجفن العلوي.
في البداية، تكون العين حمراء ومتورمة إلى درجةٍ متفاوتة بعد إجراء عملية هربرت. وقد يتدلى الجفن جزئياً أيضاً، وتزول هذه الحالة عادة على مدى فترة من أسابيع إلى شهور.
لا تكون فقاعة التصريف مرئية للعين المجردة بعد عملية هربرت، ولكن يمكن رؤيتها إذا نظر المريض إلى المرآة ورفع الجفن العلوي. لا يشعر المريض بعد العملية الجراحية بفقاعة التصريف، ولكن في حالات نادرة قد يشعر بها، وفي هذه الحالة يمكن اتخاذ خطوات لجعل مادة الفقاعة أكثر راحة.
قبل الخضوع لعملية هربرت يُطلب من المرضى مواصلة استخدام جميع القطرات والأقراص وفقاً لنظام العلاج الاعتيادي حتى صباح العملية. وينبغي أيضاً أن يستمر المريض بأخذ مميّع الدم مثل الأسبرين والورفارين. ومع ذلك قد يطلب الطبيب من المريض التوقف عن أخذ هذه الأدوية قبل العملية الجراحية للتأكد من أنه ضمن النطاق العلاجي الصحيح.
إذا اختار المريض إجراء العملية الجراحة تحت تأثير التخدير العام، فسيتم إجراء تقييم ما قبل الجراحة للصحة العامة. تحت الظروف الطبية الأساسية يتم التعامل مع ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط والسكري غير المسيطر عليه قبل جدولة موعد العملية الجراحية.
تستغرق عملية هربرت من 45 إلى 60 دقيقة.
غالباً ما يتم إجراء عملية هربرت تحت تأثير التخدير الموضعي، على الرغم من أنه يمكن إجراؤها أيضاً تحت التخدير العام في بعض الحالات.
يتم عادةً إخراج المرضى من المستشفى إلى المنزل في نفس اليوم الذي تُجرى فيه عملية هربرت، أو في اليوم الذي يليه. ولكن يجب فحص المرضى بعد يوم واحد من العملية لذلك يلزم إجراء زيارة أخرى إلى المستشفى للمرضى الذين غادروا في نفس يوم العملية.
عادةً ما تكون العملية مضمّدة بعد العملية ويتم إزالة هذه الضمادة في اليوم التالي. في حال عدم تمكن المريض من الرؤية بعد إزالة الضمادة، فإنه يتم وضع ضمادة أخرى شفافة للتأكد من أنه يمكنه الرؤية.
ينصح المرضى بطلب صديق أو قريب لمرافقتهم إلى المنزل بعد العملية الجراحية وخاصة المرضى الذين يعانون من ضعف البصر في العين التي سيتم إجراء العملية عليها، أو أولئك الذين خضعوا لتخدير عام.
من الطبيعي أن تكون الرؤية غير واضحة ويشعر المريض بعدم الراحة في العين. فترة عدم وضوح الرؤية متغيرة فقد تأخذ من أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية، ثم تبدأ بالتحسّن.
قد يستغرق الأمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى تشعر العين بأنها طبيعية تماماً وأن الرؤية جيدة. وسيتم الطلب من المريض ارتداء غطاء على العين خلال الأسبوعين الأوليين أو نحو ذلك لمنع أي ضرر عرضي لموقع العملية أثناء النوم.
يرجع الألم في العين بعد الجراحة إلى الجراحة نفسها، وذلك بسبب وجود غرز في العين. ولا تختفي الخيوط الجراحية لوحدها، وعادة ما يتم إزالتها في العيادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد إجراء العملية (تستغرق من دقيقتين إلى 3 دقائق في العيادة مع تخدير للعين باستخدام قطرات للعين). وعادة ما يبدأ الشعور بالتحسن والراحة بعد إزالة الخيوط الجراحية.
يصف الطبيب للمريض قطرات للعين بانتظام بعد إجراء عملية هربرت. يبدأ المريض باستخدام هذه القطرات في اليوم التالي للعملية بعد الخضوع للفحص الذي يجريه الطبيب. ولا يتم استخدام هذه القطرات في الليلة الأولى من بعد العملية. ويجب أيضاً إيقاف أي دواء للماء الأزرق بعد العملية الجراحية ما لم ينصح بخلاف ذلك.
يمكن أن تشمل تعقيدات عملية هربرت ما يلي: العدوى، وعدم الراحة، وإعتام عدسة العين، وتغيير في النظارات الطبية. ويمكن أن يحدث انخفاض في ضغط العين في الفترة ما بعد الجراحة المبكرة وليس على المدى الطويل، على الرغم من أنه غير مؤلم إلا أنه يترافق مع الشعور في الحكة بالعين.
من المهم تجنّب الأنشطة الشاقة في وقت مبكر خلال فترة ما بعد الجراحة، ويشمل ذلك السباحة، والتنس، والركض والرياضة الشديدة بشكل عام. يمكن مشاهدة التلفاز والقراءة لأن ذلك لن يضر العين. بالنسبة للمرضى الذين يرغبون بالصلاة من الأفضل أن يركعوا ولكن بدون أن ينحني الرأس إلى الأرض في أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فالانحناء يمكن أن يسبّب ألماً كبيراً عندما تكون العين لا تزال ملتهبة بعد العملية الجراحة. ويجب أيضاً تجنب ممارسة اليوغا التي تتطلب انحناء الرأس.
كما يجب مراقبة المرضى عن قرب بعد العملية الجراحية، فمن الأفضل أن يستشير الطبيب قبل البدء بأيّ نشاطٍ شاق. إذا كان ضغط العين منخفضاً جداً بعد العملية الجراحية فقد يقترح الطبيب الامتناع عن أي مجهود ويستمر في الجلوس إلى أن يتم استعادة الضغط.
https://www.brightfocus.org/glaucoma/article/glaucoma-surgery-series-risks-and-benefits-glaucoma-surgery
https://www.webmd.com/eye-health/need-glaucoma-surgery#2
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5100471/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3038507/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4687270/
https://www.nhs.uk/conditions/glaucoma/treatments/
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.