عملية ايليوت

عملية إيليوت هي إجراء جراحي يتم فيه تجويف مقلة العين عند هامش القرنية، لتخفيف ضغط العين في حالة الإصابة بالجلوكوما (الماء الأزرق في العين).

الغرض الأساسي من هذه العملية هو توفير ثقب تحت الملتحمة يمكن من خلاله أن تنتقل ماء العين (تسمى بالخلط المائي) إلى الملتحمة، وفي ظل الظروف السليمة ينتشر الخلط المائي على مقلة العين، ويتم امتصاصها تدريجياً في دورة عامة تحت غطاء الملتحمة السليمة.

تعتبر هذه العملية تقنية قديمة جداً تم وصفها عام 1914 من قبل الطبيب إيليوت، وقد تم وضع العديد من التعديلات على عملية إيليوت للتغلب على بعض الصعوبات الفنية أثناء إجرائها، ولجعلها قابلة للتطبيق على أنواع مختلفة من الجلوكوما أو لجعلها أكثر فاعلية وذات نتيجة أكثر ديمومة.

الجلوكوما هو تدهور مزمن وتدريجي للعصب البصري (حزمة من الألياف العصبية في الجزء الخلفي من العين التي تحمل الرسائل البصرية من شبكية العين إلى الدماغ)، وعادة ما يكون سببها أو سبب تفاقمها الضغط داخل العين يكون عالٍ جداً لاستمرار صحة العصب بشكل طبيعي.

العلاج الوحيد الذي ثبت للجلوكوما هو من خلال خفض الضغط العصبي من أجل منع أو إبطاء تلف العصب البصري، ويبدأ علاج الجلوكوما أو الزرق بالأدوية أو تقنيات الليزر، ولكن عندما يحدث فشل أو عندما لا يستطيع تحملهم من قبل المريض قد يقترح طبيب العيون الخاص بك إجراء عمليات جراحية متعددة للعين من ضمنها عملية إيليوت.

ما هي فوائد إجراء عملية إيليوت؟

هناك مخاطر مع أي نوع من العمليات الجراحية التي يخضع لها المريض، ولكن من المهم ملاحظة أن جراحة إيليوت تكون ناجحة جداً في إبطاء تقدم الجلوكوما وتخفيض ضغط العين للمستوى المطلوب، علاوة على ذلك إذا لم يتم علاج الجلوكوما بشكل كافٍ فمن المؤكد تقريباً فقدان الرؤية بشكل كامل.

ما هي المخاطر والمضاعفات المحتمل حدوثها عند إجراء عملية إيليوت؟

قد تنطوي عملية إيليوت على العديد من المخاطر والمضاعفات مثل باقي العمليات الجراحية، وما يلي بعض هذه المخاطر والمضاعفات:

• الإصابة بفقدان البصر: على المدى القصير بعد إجراء عملية إيليوت، قد تقوم هذه العملية بتعطيل الرؤية لديك مؤقتاً، ومن المهم فهمه أن الرؤية الدائمة يمكن أن تضعف أو في حالات نادرة جداً من الممكن فقدان البصر تماماً نتيجة الخضوع لعملية إيليوت، ومع ذلك فإن فقدان البصر ليس من الآثار الجانبية الشائعة والدائمة لهذه العملية، لذلك ليس من المرجح أن عملية إيليوت تسبب فقدان الرؤية على المدى الطويل.
• حدوث النزيف: مع أي نوع من العمليات يمكن أن يحدث النزيف حتى مع أفضل التقنيات الجراحية، ولكن يمكن أن تشمل المضاعفات النادرة أو غبر الاعتيادية حدوث النزيف داخل العين والإصابة بالعدوى ويمكن أن تتجمع السوائل خلف الشبكية بسبب الضغط المنخفض للغاية في العين، ويمكن أن يكون النزيف داخل العين تعقيداً خطيراً لذا يجب أن تتحدث مع طبيب العيون الخاص بك قبل إجراء العملية حول إذا كنت تستخدم أدوية مميعة للدم، واتبع تعليماته حول استمرار أو إيقاف الدواء قبل الخضوع للعملية.
• حدوث العدوى: سيصف طبيب العيون المضادات الحيوية قبل وأثناء وبعد العملية الجراحية، وكذلك سيعمل على الحفاظ على تقنيات معقمة ودقيقة من أجل تجنب حدوث أي عدوى، ومع ذلك في حالات نادرة للغاية قد تحدث العدوى داخل العين، والتي يمكن أن تكون خطيرة للغاية ويمكن أن تهدد الرؤية، كما يمكن أن تحدث هذه العدوى بعد أسابيع أو شهور أو حتى بعد سنوات من إجراء العملية الجراحية، ولكن حتى لو كان بعد سنوات من خضوعك للعملية إذا كان لديك علامات مبكرة للعدوى مثل احمرار أو ألم أو نزول الدموع بشكل مفرط، يجب عليك الاتصال ورؤية طبيب العيون على الفور لعلاج العدوى قبل أن تصبح خطيرة، وعندما يتم اكتشاف العدوى في وقت مبكر يمكن علاج معظم الإصابات بقطرات مضادات حيوية.
• الإصابة بانخفاض ضغط العين: في بعض الحالات يمكن أن تؤدي جراحة إيليوت إلى حدوث ضغط في العين منخفض جداً، ويعد هذا أكثر شيوعاً بعد العملية الجراحية مباشرة، ومع نقص ضغط العين قد يتجمع السائل خلف الشبكية ما يمكن أن يسبب ظلالاً في الرؤية المحيطة أو الجانبية، وعادة ما يكون هذا مؤقتاً حيث يعود الضغط إلى المستويات الطبيعية، ولكن في بعض الحالات يستمر الضغط بالانخفاض باستمرار لذلك يجب إجراء عملية جراحية أخرى من أجل إصلاح هذه المشكلة.
• حدوث التندب: يعتبر التندب أكثر شيوعاً من ضغط العين المنخفض، فقد تفشل عملية إيليوت بمرور الوقت نظراً لميل أنسجة العين للشفاء أو لحدوث التندب للعين مما يؤدي إلى حدوث ضغط في العين أعلى من الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يكون التندب شديداً لدرجة أن العملية قد تفشل في تحقيق ضغط منخفض للعين، وقد تحتاج إلى إعادة استخدام أدوية الجلوكوما أو الخضوع لتنقيحات في العيادة أو ربما تكرار العملية في غرفة العمليات.
• الإصابة بالساد أو إعتام عدسة العين: من المرجح أن يتم تسريع عملية إزالة المياه البيضاء عن طريق جراحة إيليوت، ولكن من السهل إصلاح الساد (وهو الإعتام في عدسة العين)، إلى حد ما جراحياً، وفي بعض الأحيان قد يتم الجمع بين جراحات الجلوكوما مع جراحة الساد إذا كان طبيب العيون يشعر أن إعتام عدسة العين له تأثيراً معتدلاً إلى كبير على قوة نظرك، ومع ذلك بالنسبة لبعض جراحات الجلوكوما من الأفضل إجراء جراحة الجلوكوما وحدها ومعالجة إعتام عدسة العين في وقت لاحق في عملية أخرى.
  
  في حين أنه من المهم فهم المخاطر والآثار الجانبية لإجراء عملية إيليوت، إلا أنه الكثير من هذه المخاطر يكون نادر الحدوث، ومن المهم أيضاً إدراك أن عملية إيليوت تعتبر ناجحة للغاية في إبطاء تقدم الجلوكوما وتحقيق ضغط عين ضمن المعدل الطبيعي والحفاظ على العين من فقدان البصر.