الكسور الهرمية هي أحد أنواع كسور عظم الفك العلوي (Maxilla) التي تشكل جزء كبير من الثلث الأوسط من الهيكل العظمي للوجه. يشكل عظم الفك العلوي سقف الفم الذي يضم الأسنان العلوية، وجزء من جدار مدارات العيون، وأرضية الغار الأنفي (تجويف في عظم الأنف) وجداره الجانبي، ويعمل على امتصاص الطاقة عند التعرض للصدمات وبالتالي حماية الأنف ودارات العيون ومحتويات الجمجمة.
يعتبر عظم الفك العلوي من العظام الأساسية في الوجه فهو يرتبط مع العظام الأخرى ليوفر الدعم بين قاع الجمجمة ومستوى الإطباق، ويوفر الحماية للدماغ ومدارات العيون وبروزات الوجه بالإضافة إلى دعمه لإطباق الفم. بسبب قوة عظم الفك العلوي فإن كسوره تعتبر نادرة بشكل عام عند مقارنتها مع كسور الفك السفلي وتنتج عن الصدمات الشديدة جداً التي تحدث حالياً نتيجة حوادث السيارات.
يطلق اسم آخر على الكسور الهرمية وهو "النوع الثاني من كسور لي فورت" أو "Le Forte II" على اسم الجراح الفرنسي رينيه لي فورت المتخصص بجراحة الأطفال وتقويم العظام والذي استحدث تصنيف لكسور عظم الفك العلوي، ويشمل الكسور المتماثلة على الجانب الأيمن والأيسر من منتصف الوجه.
تنقسم الكسور حسب هذا التصنيف إلى ثلاثة أنواع تعتبر الكسور الهرمية النوع الثاني منها وتشترك جميعها في أنها تشمل الصفائح الجناحية (البروزات الخلفية السفلية من العظم الوتدي) ويحدث فيها انفصال لكامل منتصف الوجه أو جزء منه عن قاع الجمجمة. تصاحب الكسور الهرمية وكسور لي فورت بشكل عام عادة كسور الوجه الأخرى أو الإصابات العصبية العضلية أو خلع الأسنان.
يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام هذا التقسيم لتسمية كسور أخرى تشمل جانب واحد فقط من الوجه بسبب سهولة تصنيف لي فورت، لكنهم يعمدون إلى إضافة كلمة "Hemi" قبل اسم الكسر، فهناك كسر من نوع Hemi Le fort I وHemi Le Fort II على سبيل المثال. بالإضافة إلى سهولة استخدام تصنيف لي فورت للكسور يمتاز هذا النظام بالقدرة على تحديد شدة الكسر.
تشكل الأسنان قاعة الهرم بالنسبة لهذا النوع من الكسور ويشكل المفصل الأنفي الجبهي (Nasofrontal Suture) قمة الهرم. يمر قوس الكسر خلال الحافة السنخية الخلفية (Alveolar Posterior Ridge)، والجدارات الجانبية لجيوب الفك العلوي، والحافة السفلية لمدار العين وعظام الأنف.
بعض الكسور الهرمية تؤثر فقط على غضروف الأنف في حين أن بعضها قد يؤدي إلى انفصال المفصل الأنفي الجبهي. تشترك كلاً من كسور لي فورت نوع III والكسور الهرمية (نوع II) في التأثير على المفصل الأنفي الجبهي.
يصل هؤلاء المرضى عادةً إلى المستشفى وهم غائبين عن الوعي ويتنفسون بواسطة الأنابيب. من أول الأشياء التي يجب الانتباه لها هو عدم انسداد المجاري التنفسية بالأجسام الغريبة كالأسنان أو شظاياها. إذا كان المصاب بالكسر واعياً يجب فحص حدة النظر لأن هذه الكسور تؤثر على مدار العين، وإذا كان غائباً عن الوعي يجرى فحص Swinging-flashlight Test للتحقق من عيوب حدقة العين.
قد يصاحب الكسور الهرمية النزيف الحاد و/أو تسرب السائل النخاعي، بإمكان الفحوصات التشخيصية التالية التحقق من تسرب السائل النخاعي:
قد تكون الكسور الهرمية معقدة أحياناً وتثير الكثير من التحديات عند محاولة علاجها جراحياً. يهدف علاج الكسور الهرمية وكسور لي فورت بشكل عام إلى استعادة إطباق الأسنان بالشكل الذي كان موجوداً قبل الإصابة التي أدت إلى الكسر مع الحفاظ على ارتفاع الوجه الطبيعي وبروزه الطبيعية. ولتحقيق هذا الهدف يجب تقويم دعامة عظم الفك العلوي لتوفير الدعم الضروري لمنتصف الوجه وشكل محيطه الخارجي. من الضروري أيضاً إعادة شظايا الهيكل العظمي الوجهي المكسورة إلى أماكنها وذلك للحفاظ على وظيفة العظام وتحسين المظهر الجمالي للوجه. لتصويب إطباق الأسنان يتم اللجوء إلى ما يعرف بتثبيت الفكين (Maxillomandibular Fixation) وكلما تم إجراؤه بسرعة كان ذلك أفضل لتلافي التشوهات الثانوية للكسور الهرمية. يتم تطبيق هذه التقنية باستخدام قضبان يتم ربطها مع الفكين العلوي والسفلي باستخدام أربطة سلكية حول الأسنان. عادة يتم العلاج عن طريق تثبيت الفكين بالإضافة إلى تقنيات التثبيت الأخرى. قد يحتاج المريض إلى زراعة العظم لتعويض العظم المفقود أو المفتت وتؤدي هذه الطريقة الجراحية حالياً نتائج أفضل من الناحية الجمالية وينتج عنها تشوهات ثانوية أقل.
https://www.utmb.edu/otoref/Grnds/2014-10-28-maxillary-fx-Foon/maxillary-fx-pic-m.pdf
https://radiopaedia.org/articles/le-fort-fracture-classification
http://www.childrensaterlanger.org/media/file/maxifract.pdf
https://www2.aofoundation.org/wps/portal/!ut/p/a0/04_Sj9CPykssy0xPLMnMz0vMAfGjzOKN_A0M3D2DDbz9_UMMDRyDXQ3dw9wMDAx8jfULsh0VAdAsNSU!/?bone=CMF&segment=Midface&soloState=fbox&teaserTitle=&contentUrl=srg/92/01-Diagnosis/le-fort-ll.jsp
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.