الاضطراب الهوسي (بالإنجليزية: Manic Disorder) حالة نفسية تتسم بحدوث نوبات من الهوس، يُلاحظ خلالها ارتفاعٌ غير طبيعي في المزاج وتقدير الذات، وزيادة مستوى الطاقة وتغيّرٌ ملحوظٌ في السلوك؛ حيث يبدو مفرط النشاط وشديد الحماس، ويتصرف بطريقة اندفاعية دون تفكيرٍ بالعواقب. [1]
وعادةً يرفض المصاب الاستماع لنصائح من حوله، ويتحدث دون توقف عن أفكار ومشاريع ينوي تنفيذها، مثل فتح مطعم جديد أو بناء شركة ضخمة، على الرغم من عدم امتلاكه لرأس المال، ويقضي ليالٍ طويلة دون نوم بسبب التفكير فيها، وربما ينفق كل مدخراته على أشياء غير ضرورية فجأةً. [1]
تحدث نوبات الهوس لأسباب عديدة، أهمها: [1][3][4] نوبات الهوس من الأعراض الشائعة لمرض اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول. يُسبب الاضطراب الفصامي العاطفي (بالإنجليزية: Schizoaffective disorder) أعراضًا مشابهة لأعراض الفصام، مثل الهلوسات والأوهام، وعادةً ما يُصاحب ذلك نوباتٍ من الهوس أو الهوس الخفيف. يُمكن أن تظهر أعراض الهوس عند الإصابة بالحالات الآتية: يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهوس إذا كان أحد والديه أو أشقائه مصابًا باضطراب ثنائي القطب أو أي اضطرابات أخرى تسبب الهوس. ذكرت إحدى الدراسات أنّ نوبات الهوس قد تحدث بسبب تغيّر في وظائف أو نشاط مناطق معينة من الدماغ. يُمكن أن تظهر نوبات الهوس كأثرٍ جانبي لبعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب والمنشطات، خاصةً إذا كان الشخص يُعاني من اضطرابات نفسية، مثل ثنائي القطب. يُمكن أن يُسبب الكحول والمخدرات تقلباتٍ مزاجية حادة وظهور أعراض الهوس. يُمكن أن يُحفّز الضغوطات النفسية الشديدة نوبات الهوس لدى البعض، مثل وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء، التعرض لأزمة مالية، الإصابة بمرض عضال. اقرأ أيضًا: أنواع الأمراض النفسية.
خلال نوبات الهوس، تظهر الأعراض النفسية والسلوكية الآتية لمدة لا تقل عن أربعة أيام متواصلة: [1][2] يظهر على المصاب الحماس، ويتحدث بسرعة كبيرة، ويُخطط للقيام بالعديد من الأنشطة في وقتٍ واحد دون أن يكمل أيًا منها؛ بسبب تشتت الانتباه وضعف التركيز. يبدو في حالة من الفرح الشديد والتفاؤل المفرط حتى في المواقف التي لا تتناسب مع ذلك. قد يُعاني المصاب من التوتر والعصبية، ويُمكن أن يغضب لأسباب بسيطة. يشعر المصاب بثقة عالية، لدرجة أنه قد يعتقد أنّه قادر على إنجاز أشياء مستحيلة، مثل امتلاك قدرات خارقة أو حل مشكلات عالمية. تسارع الأفكار بشكلٍ كبير في ذهن المصاب، مما يمنعه من التركيز، لذا لا يستطيع إكمال أي مهمة مطلوبة منه. غالبًا يُقاطع المصاب الآخرين أثناء كلامهم، ويتحدث بسرعة كبيرة وبصوتٍ مرتفع، وتبدو أفكاره غير مترابطة، أو ربما يبوح بأسرار محرجة دون إدراكٍ منه. يشعر المصاب بطاقة كبيرة مع أنّه لا ينام، أو ينام لساعات قليلة جدًا لا تكفي للشعور بالراحة. يميل المصاب لاتخاذ قراراتٍ مفاجئة دون تركيز، ويقوم بتصرفاتٍ متهورة دون تفكيرٍ بالعواقب، على سبيل المثال قد ينفق مدخراته فجأةً، أو يقود السيارة بسرعة كبيرة جدًا. هي معتقدات وضلالات غير واقعية يُؤمن بها المصاب، على الرغم من عدم وجود أي دليل يُؤكد صحتها، مثل وجود شخصٍ أو كائنٍ يراقبه ويتحكم بتصرفاته. يُمكن أن يسمع المصاب أصواتًا أو يرى أشياء غير موجودة في الواقع. قد يهمك: ما هي أعراض الاكتئاب الذهاني؟
يبدأ الطبيب التشخيص بأخذ التاريخ المرضي والطبي للمصاب، ويقيّم الأعراض التي تظهر عليه، ومدى تأثيرها على حياته اليومية، كما قد يطلب إجراء فحوصاتٍ مخبرية أو تصويريّة؛ ليُحدد إن كانت نوبات الهوس مرتبطة بحالات، مثل التهاب أو أورام الدماغ. [3] ثم يُقارن الطبيب أعراض المصاب بالمعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، والتي تتضمّن: [3][4]
يعتمد العلاج على سبب نوبات الهوس وشدتها ومدى تأثيرها على حياة المصاب، لكنه يتضمّن عادةً الطرق الآتية: [5] لا تُعالج الأدوية نوبات الهوس بشكلٍ تام، لكنها تُساعد في السيطرة على الأعراض، ومن الأمثلة عليها: [5] يصفها الطبيب لعلاج تقلبات المزاج الحادة وتخفيف نوبات الهوس، خاصةً إذا كان المصاب يُعاني من اضطراب ثنائي القطب، ومن أبرزها دواء الليثيوم (Lithium) والكاربامازيبين (Carbamazepine). تُساعد على تخفيف أعراض الذهان المصاحب لنوبات الهوس، مثل الهلوسة أو الأوهام، ومن الأمثلة عليها دواء الأولانزابين (Olanzapine) والريسبيريدون (Risperidone). يلجأ الطبيب للعلاج النفسي كعلاجٍ إضافي للأدوية؛ حيث يُساعد على فهم الحالة والتعامل مع أعراضها بصورة أفضل، ومن أنواع العلاج النفسي: [5] العلاج المعرفي السلوكي (CBT) يساعد المصاب على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات المرتبطة بنوبات الهوس، وتغييرها إلى أنماط تفكير وسلوكيات أكثر إيجابية، كما يتعلّم المصاب تقنياتٍ تُساعده على التعامل مع التوتر والعصبية. [5] قد يهمك: العلاج السلوكي المعرفي واضطراب ثنائي القطب. العلاج الإيقاعي الشخصي الاجتماعي (IPSRT) يركز هذا العلاج على تنظيم الروتين اليومي للمصاب، مثل مواعيد النوم والاستيقاظ، وساعات الأكل والمناسبات الاجتماعية، مما يُساعد على تخفيف تقلبات المزاج ونوبات الهوس؛ حيث تكون حياة المصاب اليومية مستقرة، وهذا يُحسّن قدرته على التعامل مع الضغوطات النفسية. [5] العلاج الأسري بعد شرح حالة المصاب لأفراد العائلة والأصدقاء المقربين، يُوضّح الأخصائي الطريقة الصحيحة لتقديم الدعم الذي يحتاجه. [5] تستدعي الحالات الشديدة من الهوس دخول المستشفى، ويُمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج بالصدمات الكهربائية؛ لتحفيز الدماغ باستخدام نبضات كهربائية، فهذا يُساعد على تخفيف نوبات الهوس الخطيرة، والتي لا تستجيب للأدوية. [5]العلاج الدوائي
العلاج النفسي
العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
[1] My.clevelandclinic.org. Mania. Retrieved on the 29th of April, 2025 [2] Megan Austwick. Symptoms of mania in bipolar disorder. Retrieved on the 29th of April, 2025 [3] Marcia Purse. Understanding Mania and Manic Episodes. Retrieved on the 29th of April, 2025 [4] Rachel Nall, MSN, CRNA. Mania. Retrieved on the 29th of April, 2025 [5] Dr. Jasmine Shaikh, MD. What Causes Mania? Symptoms, Diagnosis & Treatment. Retrieved on the 29th of April, 2025
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.