إنّ انقلاب عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Ectopy) هي حالة تتمثّل بنموّ الخلايا التي تبطّن الجزء الداخلي من عنق الرحم على الجانب الخارجي، وهي شائعة إلى حدٍ ما لدى النساء في سن الإنجاب. [1][2]
يُمكن أن تسمى هذه الحالة أحيانًا بتآكل عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Erosion)، وعلى الرغم من هذا الاسم، إلّا إنّ عنق الرحم لا يتآكل في الواقع، وإنما يظهر بالمظهر المتآكل نتيجة استبدال الخلايا الحرشفية (الخلايا الظهارية) المتواجدة بشكل طبيعي في منطقة عنق الرحم الخارجي بالخلايا الأسطوانية (الخلايا الغدّية) المتواجدة في المنطقة الداخلية لعنق الرحم. [2][3]
تكون الخلايا الغدّية أكثر احمرارًا وحساسية مقارنةً بالخلايا الظهارية الموجودة عادةً على الجانب الخارجي من عنق الرحم، ولهذا السبب يُمكن أن يؤدي تعرّض هذه الخلايا للبيئة المهبلية الحمضية إلى حدوث العديد من الأعراض المزعجة، بما فيها النزيف. [1]
وعلى الرغم من أنّه لا يُعتبر مرضًا، إلّا أنّه يُمكن أن يُسبّب المشاكل لبعض النساء. وفي ذات الوقت لا داعي للقلق من انقلاب عنق الرحم، حيث أنّه حالة غير سرطانية ولا توجد علاقة ما بين هذه الحالة وتطوّر سرطان عنق الرحم أو غيره من أنواع السرطان. [2][3]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
لا يُمكن تحديد سبب انقلاب عنق الرحم في جميع الحالات. فمن المُمكن أن تولد بعض الإناث بهذه الحالة، بينما يُصاب بها البعض الآخر خلال مراحل الحياة اللاحقة. [1][3] ويٌمكن أن يحدث انقلاب عنق الرحم الخلقي نتيجة تعرّض الجنين لهرمون الإستروجين خلال الشهر الأول من الحمل الأمر الذي يؤدي إلى فرط نشاط ظهارة عنق الرحم العمودية وينتج انقلاب عنق الرحم، حيث أنّ عنق الرحم يستجيب بشكل كبير لهرمون الإستروجين، ممّا يُسبّب تكاثر وتمايز ظهارة عنق الرحم. [4] أما حول أسباب انقلاب عنق الرحم في المراحل اللاحقة من الحياة، فغالبًا ما يرتبط ذلك بالتغيرات الهرمونية التي تحدث لدى المرأة، أهمها ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، وهو أمر يُمكن أن يحدث في العديد من الحالات، بما فيها: [1][2][5] كما يٌمكن أن تكون النساء المصابات بالكلاميديا، وهي إحدى الأمراض المنقولة جنسيًا، أكثر عُرضة للإصابة بانقلاب عنق الرحم، ولكن لم يكن هناك ما يكفي من الأبحاث لإثبات هذا الأمر. [1] ويجب التنويه هنا إلى أنّه من النادر أن يحدث انقلاب عنق الرحم عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. ومع ذلك، إنّ انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في هذه المرحلة يُمكن أن يتسبّب بانكماش عنق الرحم وانعكاسه، وبالتالي سحب الخلايا الظهارية الحرشفية إلى داخل قناة عنق الرحم. [2][3][4]
يُمكن أن يحدث انقلاب عنق الرحم بدون أعراض لدى معظم النساء، وبالتالي لن يتم كشفه إلا في حال الذهاب إلى أخصائي الأمراض النسائية وإجراء فحص لمنطقة الحوض. بينما، في بعض الأحيان، يُمكن أن تُسبّب هذه الحالة بعض الأعراض، بما فيها: [2][3][5] ومن المُمكن أن تتراوح شدة أعراض انقلاب عنق الرحم ما بين طفيفة إلى شديدة. [3][5] ويعود السبّب بظهور هذه الأعراض إلى أنّ الخلايا الغدية أكثر حساسية من الخلايا الظهارية، فهي تنتج المزيد من المخاط وتميل إلى النزيف بسهولة. [3]
يتم الكشف عن الإصابة بانقلاب عنق الرحم من خلال إجراء فحص الحوض، حيث سيُلاحظ الطبيب بأنّ منطقة عنق الرحم تظهر باللون الأحمر الفاتح وأنّ ملمسها أكثر خشونة من المعتاد. [1][2] ومن المُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات الأخرى لاستثناء الإصابة بالحالات التي تُسبّب أعراضًا مشابهة لأعراض انقلاب عنق الرحم، ومن هذه الفحوصات ما يلي: [3][4][5]
لا تحتاج معظم حالات انقلاب عنق الرحم إلى العلاج طالما لم يُسبّب أي أعراض لدى المرأة، وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه دون علاج. [1][3] لكن في حال لم تختفِ الأعراض وكانت مزعجة للغاية، هنا سيقوم الطبيب باقتراح عدّة خيارات تساعد في علاج المشكلة، منها: إنّ الكيّ (بالإنجليزية: Cauterization) هي الطريقة الرئيسية لعلاج انقلاب عنق الرحم، والذي يساعد على التخفيف من الإفرازات غير الطبيعية والنزيف المهبلي. ويُمكن أن يتم هذا الإجراء بعدّة طرق منها: [1][3][4][5] في هذا الإجراء، يتم استخدام شعاع ليزر ثاني أكسيد الكربون لتدمير ظهارة عنق الرحم غير الطبيعية، وعادةً لا يتطلب هذا الإجراء أي تخدير عام أو موضعي. كما تتمثّل مزايا علاج انقلاب عنق الرحم بالليزر في دقّة العلاج وعدم تسبّبه بالألم الملحوظ، بالإضافة إلى سرعة الشفاء بعد إجرائه. [4] العلاج بموجات الميكروويف حيث يتم تخثير أنسجة عنق الرحم باستخدام موجات الميكروويف، ومن المُمكن أن تتميّز هذه الطريقة بأنّها تتسبّب بنزيف مهبلي أقل مقارنةً بالنزيف المهبلي بعد العلاج بالليزر. [4] التحاميل المهبلية تتضمّن أنواع التحاميل المهبلية التي يُمكن أن تساعد في علاج انقلاب عنق الرحم ما يلي: العلاج بالبلازما وهي من الطرق الواعدة لعلاج انقلاب عنق الرحم، حيث يتم تطبيق البلازما الغنية بالصفائح الدموية الذاتية. وتمتاز هذه الطريقة بسرعة التئام الأنسجة، كما أنّ النزيف بعد هذا الإجراء أقل بكثير من العلاج بالليزر. [4]
عادةً، لا يتسبّب انقلاب عنق الرحم بحدوث أي مضاعفات أو تأثيرات على المدى الطويل. لكن يُمكن أن تتسبّب هذه الحالة في بعض الأحيان بجعل المنطقة التناسلية أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، ويُعد التهاب عنق الرحم الكلاميدي أكثر أنواع هذه الأمراض شيوعًا. [4] كما أنّ انقلاب عنق الرحم لا يؤثر على خصوبة المرأة ولا يتسبّب بحدوث المضاعفات لدى المرأة الحامل. [3][4]
يُعدّ انقلاب عنق الرحم من الحالات الصحية غير الخطيرة والذي يختفي من تلقاء نفسه بمرور الوقت دون أي علاج. أما في حال معاناة المرأة من الأعراض فهنا لا بدّ من تقديم العلاج لها، ويُمكن أن تختلف نسبة الشفاء اعتمادًا على العلاج المستخدم، حيث تبلغ نسبة الشفاء 92% مع العلاج بالكيّ أو العلاج بتخثر الأنسجة بالميكروويف، أما بالنسبة لنسبة الشفاء المرتبطة بالعلاج بالليزر فهي 79%. [4][5]
[1] Diana Reese. What Is Cervical Ectropion? Retrieved on the 25th of August, 2024. [2] Tracee Cornforth. Cervical Ectropion: Symptoms, Causes, and Treatment. Retrieved on the 25th of August, 2024. [3] Ann Pietrangelo. What Is Cervical Ectropion (Cervical Erosion)? Retrieved on the 25th of August, 2024. [4] Aggarwal, P. (2020). Cervical Ectropion. Retrieved on the 25th of August, 2024. [5] Lana Burgess. What to Know About Cervical Ectropion. Retrieved on the 25th of August, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.