يُعدّ تليف الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) عبارة عن ورم حميد وغير سرطاني ينمو في منطقة الرحم لدى المرأة والذي يتكون عادةً من نفس نوع الخلايا المكوّنة لطبقة العضلات الملساء المتواجدة في جدار الرحم. [1][2]
ومن المُمكن أن تُعرف هذه الحالة بعدّة أسماء أخرى، بما في ذلك: [2][3]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
بشكل عام، تُعتبر الأورام الليفية الرحمية شائعة إلى حدٍ ما، فهي تحدث لدى حوالي 70% - 80% من جميع النساء بحلول الوقت الذي يصلن فيه إلى سن الخمسين. ومن المُمكن أن يحدث تليف الرحم لدى النساء بجميع الأعمار، إلّا أنّه يُعدّ أكثر شيوعًا لدى النساء بعمر الإنجاب واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 - 40 عامًا. [1][2]
يُمكن أن تختلف ألياف الرحم بشكل كبير من حيث الحجم، والشكل، والموقع. فمن المُمكن أن يتراوح حجم الأورام الليفية في الرحم من نموّ صغير بحجم حبة البازلاء إلى نموّ كبير بحجم حبة الجريب فروت. كما في بعض الأحيان، ينمو الورم الليفي في الرحم بما يكفي لملء الحوض أو البطن بالكامل وهذا ما يؤدي إلى تسبّب الورم الليفي الرحمي بالضغط على باقي الأعضاء في منطقة الحوض. [1][2][4]
يُمكن أن يبقى حجم الورم الليفي في الرحم صغيرًا جدًا لفترة طويلة ومن ثم ينمو فجأة وبشكل سريع أو أنّه سينمو ببطء على مدار عدد من السنوات. ومع نموّ الأورام الليفية الرحمية، يمكن يحدث تشوّه في الجزء الداخلي والخارجي من الرحم. [4]
عادةً ما يكون شكل تليف الرحم مستديرًا، ومن المُمكن أن تظهر الألياف داخل الرحم، أو على سطحه الخارجي، أو داخل جدار الرحم، كما يُمكن أن يظهر تليف الرحم على شكل نتوء أو بروز يتصل بجدار الرحم من خلال بنية تشبه الجذع. أيضًا، في بعض الحالات يُمكن أن يكون هناك ورم ليفي واحد فقط في الرحم، بينما في حالات أخرى يُمكن أن تظهر عدّة أورام ليفية في الرحم ذات أحجام مختلفة. [1][2][4]
يتم تقسيم تليف الرحم إلى عدةّ أنواع بناءً على مكان ظهوره، وهي ما يلي: [1][3][5]
تكون نسبة تشكّل الأورام الليفية بالرحم أثناء الحمل ضعيفة جدًا، لكن عادةً ما ينصح بمراجعة الطبيب في حال الإصابة بألياف الرحم وأصبحت المرأة حاملًا وذلك تجنّبًا لأي مخاطر على صحة الأم وصحة الجنين، فمن المُمكن أن يؤدي تواجد الورم الليفي في الرحم إلى التأثير على تطوّر الجنين أو حدوث بعض المشاكل المتعلّقة بالمخاض والولادة. [3][5]
ويُمكن أن تتضمّن تأثيرات تليف الرحم عند الحامل ما يلي: [4][5][6]
عادةً ما تكون الأورام الليفية الرحمية حميدة أو غير سرطانية، ونادرًا ما تتحول إلى خلايا سرطانية، كما أنّ وجود الورم الليفي في الرحم لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. لكن يجب الانتباه إلى أنّ هناك ورم سرطاني نادر يُمكن أن يؤدي إلى ظهور الألياف داخل الرحم، ويسمى هذا الشكل السرطاني من الأورام الليفية بالساركوما العضلية الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma) وهو ورم سريع النموّ وعادةً لا يمكن التمييز بينه وبين الورم الليفي الحميد عن طريق الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. [1][2]
لكن، لا داعي للقلق حيث يحدث هذا النوع من الورم في أقل من 1٪ من الأورام الليفية الرحمية، كما أنّه لا ينشأ في الورم الليفي الحميد المتواجد بالفعل داخل الرحم. [1]
بشكل عام، إنّ معظم النساء اللاتي يعانين من تليف الرحم لا يواجهن صعوبة في الحمل والإنجاب. لكن، يُمكن أن تتسبّب بعض أنواع أورام الرحم الليفية بحدوث مشاكل في الحمل والإنجاب. [2][6]
وعلى الرغم من أّن الأورام الليفية الرحمية لا تتداخل مع عملية التبويض، إلا أنّها يُمكن في بعض الحالات أن تؤثر على الخصوبة وتؤدي مشاكل في الإنجاب لدى المرأة، خصوصًا إن كانت المرأة تُعاني من أورام ليفية رحمية كبيرة الحجم. ويُمكن أن يعود هذا الرابط ما بين تليف الرحم والعقم إلى ما يلي: [1][2][5]
ولهذا، لا بدّ من مراجعة الطبيب في حال المعاناة من تليف الرحم وكانت تواجه المرأة مشاكل في الحمل والإنجاب. [6]
إلى الآن من غير المعروف ما هو السبّب الرئيس لظهور ألياف الرحم، إلّا أنّ هناك أكثر من عامل يُمكن أن يلعب دورًا في حدوث تليف الرحم ويزيد من خطر إصابة المرأة به، ومن هذه العوامل: [1][2][3]
في معظم الحالات لا تُسبّب الأورام الليفية بالرحم أي أعراض ولا تكون المرأة على دراية بوجود الألياف داخل الرحم. ولكن، في بعض الحالات، يُمكن أن تعاني النساء من بعض الأعراض نتيجة إصابتهن بتليف الرحم، ومن هذه الأعراض: [1][3]
عادةً ما يقوم الطبيب بإجراء فحص لمنطقة الحوض في حال الشك بوجود تليف في الرحم والذي سيكشف عن وجود تغير في حجم الرحم أو شكله الأمر الذي يُمكن أن يدُل على وجود الألياف الرحمية. [1][2][3] وغالبًا ما سيحتاج الطبيب لإجراء الفحوصات التالية من أجل تحديد حجم، وعدد، وموقع تليف الرحم، بالإضافة إلى تمييزه عن الحالات المشابهة، مثل: أورام المبيض: [1][2][4][5]
لا تستدعي معظم حالات تليف الرحم العلاج، وخاصةً إذا لم تكن هناك أعراض ظاهرة لدى المرأة أو تسبّبت الحالة بأعراض طفيفة. لكن، يُمكن أن تحتاج الحالات التالية من تليف الرحم إلى التدّخل العلاجي: [4][5] هناك عدّة خيارات يُمكن أن يتضمنها علاج تليف الرحم ويعتمد اختيار أفضل هذه الخيارات على عدّة عوامل، منها: [2][3] وفيما يلي نذكر الخيارات العلاجية لتليف الرحم: حيث تُساعد بعض أنواع الأدوية في التقليل من أعراض تليف الرحم والتقليص من حجمه، ومن المُمكن أن تشمل هذه الأدوية ما يلي: [2][3] يُمكن أن تكون الجراحة الخيار الأفضل للتعامل مع تليف الرحم إذا كانت الأعراض شديدة، وهناك أنواع عديدة من العمليات الجراحية التقليدية أو الجراحة بالمنظار التي يُمكن إجراؤها لعلاج تليف الرحم، منها: [1][2][5] فمن المُمكن أن يقوم الطبيب بإزالة تليف الرحم باستخدام تقنيات أقل توغلًا مقارنةً بالجراحة، وتشمل هذه التقنيات ما يلي: [3][4][5] كما يُمكن أن تُساعد بعض النصائح المنزلية في التخفيف من أعراض تليف الرحم، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
لا توجد طريقة معينة معروفة تُساعد على منع الأورام الليفية بالرحم من النموّ بالكامل، لكن من المُمكن أن يقل خطر الإصابة بتليف الرحم عند اتباع نظام غذائي يتضمّن تجنّب الأطعمة الغنية بالسكر والحرص على تناول الفواكه الطازجة والخضروات الصليبية، مثل: الجرجير، والبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، واللفت الأخضر. [2] أيضًا، يُمكن أن تُساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل خطر ظهور الورم الليفي في الرحم. [2] للمزيد: طرق الوقاية من تليف الرحم
لا يُعتبر تليف الرحم خطيرًا في معظم الحالات، ولكن يُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى بعض المضاعفات والتي تعتمد على حجم الورم الليفي وموقعه. وتشمل المضاعفات المحتملة لعدم علاج الورم الليفي في الرحم زيادة خطر الإصابة بفقر الدم نتيجة النزيف المهبلي، بالإضافة إلى احتمالية إلتواء الأورام الليفية المعنّقة الأمر الذي يُسبّب الألم، أو الغثيان، أو الحمى. [2][4]
يعتمد سير المرض بشكل أساسي على حجم ومكان الأورام الليفية الرحمية، عادةً لا تتطلب الأورام صغيرة الحجم أي علاج طالما أنّها لا تسبّب أية أعراض. لكن، في حال كان حجم الورم الليفي في الرحم كبيرًا أو يتسبّب بأعراض مزعجة عندها لا بدّ من التدخل العلاجي من أجل تخفيف الأعراض أو إزالة الورم الليفي بشكل كامل. [2][3]
[1] Melissa Conrad Stöppler. Uterine Fibroids (Benign Tumors of the Uterus). Retrieved on the 8th of August, 2024. [2] Alyson Powell Key. Uterine Fibroids. Retrieved on the 8th of August, 2024. [3] Brindles Lee Macon and Winnie Yu. All About Fibroids (Uterine Fibroids). Retrieved on the 8th of August, 2024. [4] American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG). Uterine Fibroids. Retrieved on the 8th of August, 2024. [5] National Health Service (NHS). Fibroids. Retrieved on the 8th of August, 2024. [6] The University of Chicago Medicine. Can I Have a Baby If I Have Fibroids? Retrieved on the 8th of August, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.