استخدام العدسات اللاصقة

إن العدسات اللاصقة (بالإنجليزية: Lenses) هي قطع رقيقة من البلاستيك يتم ارتداؤها مباشرة على العين عادة من أجل تصحيح بعض مشاكل النظر، حيث يعد ارتداء العدسات اللاصقة أفضل للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النظر ويفضلون عدم ارتداء النظارات، إذ توفر العدسات رؤية واضحة ونقية لهم، وفي حال وجوب ارتداء العدسات يتوجب فحص العيون من قبل طبيب مختص، واختبار موائمة العدسات مع عين الشخص، ومعرفة القياسات الدقيقة، ونوع العدسات التي تناسب العين بعد فحصها من قبل طبيب العيون الذي يحدد مجال وقوة العدسة والمنحنى الداخلي للعدسة الذي يتراوح بين 8-10، وأقطار العدسات اللاصقة التي تتراوح عادة بين 13-15، وتدريب الشخص على كيفية استخدام العدسات اللاصقة الطبية والعناية بها.

أيضاً قد يرغب الكثيرون بارتداء العدسات اللاصقة لأغراض تجميلية ومن أجل تغيير لون العين دون وجود أية مشكلة في النظر لديهم.

أنواع العدسات اللاصقة

تقسم العدسات اللاصقة إلى نوعين رئيسيين وهما: النوع الأول العدسات اللاصقة الصلبة القابلة للاختراق وهذه النوعية من العدسات مصنوعة من البلاستيك ومواد أخرى، وتسمح بتدفق الأكسجين من خلال العدسة إلى العينين، ويفيد استخدام هذا النوع من العدسات الأشخاص الذين يعانون من العين اللابؤرية (بالإنجليزية: Astigmatism)‏، أو القرنية المخروطية (بالإنجليزية: Keratoconus)، لأن هذه العدسات توفر رؤية أكثر وضوحاً عندما تكون القرنية منحنية غير منتظمة. أما النوع الثاني فهو العدسات اللاصقة اللينة وتمتاز هذه العدسات بأنها أكثر راحة عند الاستخدام، وتوجد العديد من الخيارات من هذه العدسات تتضمن الأنواع التالية:

• العدسات اليومية: وهي التي يتم ارتدائها نهاراً أثناء الاستيقاظ ويتم إزالتها عند النوم، وهذه النوع من العدسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط، ومنها نوع آخر يمكن أن يتم استبداله كل أسبوع أو كل شهر مرة.
• العدسات طويلة الأمد: وهي العدسات اللاصقة القابلة لإعادة الاستخدام، والتي يمكن ارتداؤها حتى أثناء النوم، ويجدر التنويه إلى ضرورة إزالة هذه العدسات وتنظيفها مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، والجدير بالذكر أن هذه العدسات لا يوصى بها من قبل أطباء العيون وذلك لأنها تزيد فرصة الإصابة بالتهابات العيون.
• عدسات توريك (بالإنجليزية: Toric Len): وتستخدم هذه العدسات للأشخاص الذين لديهم العين اللابؤرية للاستخدام اليومي أو طويل الأمد.
• العدسات الملونة: وهي التي تستخدم لتصحيح النظر لكنها ملونة، ومنها ما يكون يومياً، أو طويل الأمد، او عدسات توريك.
• العدسات التجميلية: تستخدم هذه العدسات للتجميل وتغيير لون العينين فقط، لكنها لا تصحح النظر، يمكن استخدام هذه العدسات لتصحيح مشاكل العيون الخلقية مثل اختلاف لون العينين، ويجب تنظيف هذه العدسات بشكل دوري حفاظاً على العينين وتجنب الإصابة بالتهاب أو عدوى في العين.

العدسات اللاصقة الطبية الدائمة

يعد خيار استخدام العدسات الطبية الدائمة خياراً جيداً بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يرتدون النظارات بشكل دائم، وتساعد في تخلص الشخص من مشكلة كسر النظارات أو نسيان مكانها أو فقدانها، ويفكر العديد من الأشخاص في استخدام العدسات لتصحيح الرؤية وتخفيف اضطرابات النظر، فمثلاً يساعد ارتداء العدسات الطبية الأشخاص المصابين بالحساسية تجاه الضوء مثل الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع، والتي لا تساعدهم النظارات الشمسية العادية في التخلص من هذه الحساسية، أما العدسات خاصة ذات اللون الأزرق فإنها تقلل الاستجابة الضوئية التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص. تساعد العدسات الطبية اللاصقة الدائمة الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر المتوسط إلى الشديد، ويتم زراعتها عن طريق عملية جراحية في العين أمام عدسة العين الطبيعية، وتعتبر زراعة العدسات اللاصقة من العمليات الآمنة التي يسهل إجراؤها.

للمزيد: قصر نظر مرضي

مواد العدسات اللاصقة

يمكن تصنيف العدسات اللاصقة تبعاً للمادة المصنوعة منها العدسة كما يلي:

العدسات القابلة للتوسيع: تصنع من مادة شبيهة بالهلام، وهي عبارة عن مياه ممزوجة بالبلاستيك تسمى الهلاميات المائية، وهي رقيقة جداً ومرنة وتتوافق مع السطح الأمامي للعين، عادة ما تكون مريحة على الفور. تم إنتاجها في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وساعدت كثيراً في انتشار استعمال العدسات اللاصقة فقد كانت وقتها البديل الوحيد للعدسات الصلبة التي تحتاج لوقت طويل حتى تتكيف عليها العين.

• عدسات هيدروجيل السيليكون: هي نوع متقدم من العدسات اللاصقة اللينة والتي تعد أكثر مسامية من عدسات هيدروجيل العادية، حيث تسمح لمزيد من الأوكسجين الوصول إلى قرنية العين. تم إطلاق العدسات اللاصقة السيليكونية في عام 2002، وهي العدسات الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة.

• عدسات منفذة للغازات: وتعرف أيضاً بالعدسات الصلبة المنفذة للغازات وهي شبية بعدسات هيدروجيل السيلكون من حيث وصول الأكسجين إلى القرنية، عادة ما تستغرق العين بعض الوقت للتكيف مع هذا النوع من العدسات عند البدء في ارتدائها، ولكن بعد هذه الفترة المبدئية للتكيف، يجد معظم الناس أنها مريحة مثل عدسات هيدروجيل. تم انتاجها في العام 1978 وتناسب أكثر حالات اللابؤرية لقدرتها على توفير رؤية أكثر وضوحاً.
  
  العدسات اللاصقة الهجينة: هي عدسة في وسطها مادة صلبة منفذة للغازات تحيط بها مادة هيدروجيل السيليكون. يستعملها نسبة صغيرة من الأشخاص لأن هذه العدسات أكثر صعوبة في ملاءمتها وأكثر تكلفة.
• عدسات البولي ميثيل اكريليت: هي عدسات قديمة الطراز مصنوعة من مادة بلاستيكية شفافة لا تسمح بمرور الأكسجين من خلالها، ونادراً ما توصف هذه الأيام.

للمزيد: ما الفرق بين زرع القرنية وترقيع القرنية؟

عدد ساعات ارتداء العدسات اللاصقة ومدة صلاحيتها

يمكن تحديد عدد ساعات ارتداء العدسات اللاصقة حسب تصنيف العدسات، فالعدسات اليومية يتم ارتداؤها أثناء النهار أي ما يقارب الثمانية إلى عشرة ساعات ومدة صلاحية هذه العدسات هي يوم واحد، أما العدسات طويلة الأمد فيمكن ارتداؤها لمدة سبعة أيام متتالية دون إزالتها فإن مدة صلاحيتها أسبوعين ثم يتم التخلص منها، ومنها ما يمكن ارتداؤه لمدة شهر كامل بدون إزالتها وهذه النوعية تم تحديدها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير لعلامات تجارية معينة وعادة ما تكون مدة صلاحية هذه العدسات ما بين الشهر إلى ثلاثة أشهر، ومنها ما يمكن أن يستبدل كل ستة أشهر، أما كيفية معرفة مدة صلاحية العدسات اللاصقة فتحدد اعتماداً على ما سبق، أي نوع العدسة وعدد ساعات ارتدائها.

تأثير الطقس على العدسات اللاصقة

يؤثر الطقس على العينين بشكل عام سواء كان شديد البرودة أم شديد الحرارة، وقد تصبح العين أكثر حساسية عند ارتداء العدسات اللاصقة وأكثر تأثراً بالطقس، ويؤثر الطقس على العدسات اللاصقة كما يلي:

• العدسات اللاصقة والشمس: من الضروري عند قضاء وقت طويل في الأجواء الدافئة تحت أشعة الشمس تجنب تعرض العينين لأشعة الشمس المباشرة، ويمكن ارتداء العدسات التي توفر الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية، ولكن ذلك لا يمنع من ارتداء النظارات الشمسية التي تمنع إصابة العينين بالجفاف مع ارتداء العدسات اللاصقة، إضافة إلى حماية العينين والعدسات من التعرق.
• العدسات والطقس البارد: يجب الحذر في الأجواء الباردة من انخفاض الرطوبة مما قد يسبب الجفاف في العينين، وفي مثل هذه الظروف من الأفضل استخدام قطرات العين المرفقة مع العدسات أو استشارة الطبيب، إضافة إلى ضرورة ارتداء النظارات الشمسية لمنع دخول الرياح وتجفيف العين. ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنب التعرض لحرارة المدفأة أو حتى الموقد مما قد يسبب التهيج والجفاف في العينين، ويساعد شرب الماء في الحفاظ على رطوبة العين وحمايتها من الجفاف.

هل يمكن ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة؟

قد يؤثر ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة على العينين ويؤدي إلى الالتهاب والاحمرار، وفي حال الرغبة في إبقاء العدسات اللاصقة أثناء السباحة فمن الضروري ارتداء النظارات الواقية قبل النزول في الماء.

اضرار العدسات اللاصقة على الحامل

لا يشكل ارتداء العدسات اللاصقة على الحامل أي ضرر أثناء الحمل خاصة إذا كانت قد أجرت فحص للعين قبل الحمل، إذ يمكن أن يؤدي إجراء فحص العيون أثناء الحمل إلى تغيير في الرؤية بسبب التغيرات في الهرمونات واحتباس السوائل، والتغيرات في حجم الدم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تعاني الحامل من جفاف العين لذا يمكن للمرأة استخدام المحلول الخاص بترطيب العين الخاص بالحوامل أو استبدال العدسات اللاصقة بالنظارات حتى تنتهي فترة حملها. كما من الضروري أن تراعي الحامل تنظيف العدسات اللاصقة بشكل دوري، لأنها معرضة بشكل أكبر للإصابة بالعدوى. يمكن أن تصاب الحامل باضطرابات أخرى في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مثل ضعف الرؤية أو عدم وضوحها أو زيادة الحساسية للضوء، وفي هذه الحالات يجب إبلاغ الطبيب بشكل عاجل.