يعرف المنصف بأنّه الحيز الموجود في منتصف الصدر بين الرئتين، ويضم القلب والغدة الزعترية وجزءاً من المريء والقصبة الهوائية. أما استرواح المنصف فهو وجود هواء في المنصف بسبب إصابة الرئتين أو المريء أو القصبة الهوائية أو وجود تسريب في أحدها، الأمر الذي قد يؤدي إلى اعتلالات أخرى تؤثر بالنهاية على القلب أو الرئتين. يعتبر استرواح المنصف من الحالات النادرة جداً، والتي من الممكن أن يولد بها الأطفال وهم بشكل عام عرضة أكثر من البالغين للإصابة به بسبب لين الأنسجة الموجودة في أجسامهم في منطقة الصدر، وبالتالي تسمح أكثر بتسريب الهواء. بالإضافة إلى الأطفال، يصاب الرجال بين عمر العشرين والأربعين عاماً باسترواح المنصف أكثر من النساء (76% من حالات استرواح المنصف تكون في الرجال)، كما وتؤدي الإصابة بالربو وأمراض الرئة الأخرى إلى زيادة فرصة الإصابة باسترواح المنصف. أما عن استرواح المنصف التلقائي (Spontaneous Pneumomediastinum) فهو نوع نادر من استرواح المنصف، ويعرف بأنه تواجد الهواء في المنصف لسبب غير ظاهر كما هو الحال في إصابات الصدر مثلاً. يصيب استرواح المنصف الذكور الشباب غالباً، ويحدث بسبب انفجار الحويصلات الهوائية ومن ثم اختراق الهواء للفجوات الرئوية وصولاً إلى المنصف في النهاية.
الحالات التي تؤدي إلى زيادة الضغط في الرئتين أو المجاري التنفسية:
يحدث استرواح المنصف عند تمزق الحويصلات الهوائية بسبب ارتفاع الضغط في الرئتين، أو عند تسرب الهواء إلى منطقة المنصف بسبب أي ضرر تتعرض له الرئتين أو الأجزاء المجاورة.
قد لا يؤدي استرواح المنصف إلى أية أعراض، لكنّه غالباً ما يؤدي إلى الشعور بالألم في منطقة الصدر، ويمتد إلى الرقبة أو الذراعين. قد يظهر هذا الألم فجأةً ومن الممكن أن يكون شديداً ويزداد سوءاً عند أخذ النفس أو عند بلع الطعام. يعتبر الشعور بألم الصدر الشديد و ضيق التنفس من الحالات الطارئة التي تستوجب مراجعة قسم الطوارئ في المستشفىأمّا عن الأعراض الأخرى لاسترواح المنصف فهي تشمل:
يتم تشخيص استرواح المنصف من خلال إجراء التصوير المقطعي لمنطقة الصدر، وتصويره أيضاً بالأشعة السينية. يهدف هذان الفحصان للتأكد من وجود الهواء في المنصف ووجود ثقب في المريء أو القصبة الهوائية، وبالتالي تحديد سبب تسرب الهواء. يفحص الطبيب أيضاً المريض سريرياً، ويستطيع الإحساس بفقاعات الهواء تحت الجلد في منطقة الصدر أو الرقبة أو الذراعين. بالإضافة إلى الفحوصات السابقة، قد يجري الطبيب تصويراً للمريء بالأشعة السينية، أو يجري تنظيراً للمريء أو القصبات الهوائية للكشف عن وجود تمزق في المريء أو الرئتين.
لا يعتبر استرواح المنصف في العادة حالة خطيرة، حيث تتم إعادة امتصاص الهواء العالق إلى الجسم في النهاية دون الحاجة إلى العلاج، ويعمل تنفس الأكسجين بتركيزٍ عالٍ على تسريع هذه العملية. قد يحتاج معظم المصابين باسترواح المنصف إلى المبيت لليلة واحدة فقط في المستشفى للمراقبة، ولا يتضمن العلاج بعد ذلك إلا الراحة والسيطرة على الأعراض المصاحبة لاسترواح المنصف بتناول بعض الأدوية المسكنة للألم والمضادة للقلق وأدوية السعال إذا احتاجها المريض، بالإضافة إلى المضادات الحيوية في حالة وجود الالتهاب. وبما أنّ استرواح المنصف ينتج لعدة أسباب كالربو مثلاً، فمن الضروري علاج هذه الأسباب لتحرير الهواء العالق والسيطرة على الأعراض. قد يصاحب استرواح المنصف استقرار الهواء أيضاً بين الرئتين وجدار الصدر وهو ما يعرف بالاسترواح الصدري (Pneumothorax) الذي يستخدم في علاجه أنبوب إلى داخل الصدر (Chest Tube) لتخليص الجسم من الهواء العالق. إذا أكدت الفحوصات وجود ثقب في المريء أو القصبة الهوائية يجب تصحيحها بالجراحة.
قد يؤدي استرواح المنصف إلى مضاعفات خطيرة، وتحتاج إلى التدخل الطبي الطارئ مثل:
لا يعتبر استرواح المنصف بالأمر أو المرض الخطير على الرغم من صعوبة بعض أعراضه مثل ألم الصدر وضيق التنفس، ولا يظهر مرة أخرى بعد علاجه إلا إذا تكرر السبب الذي أدى إلى حدوثه مثل إعادة استنشاق الأدوية التي سببته، أو أصيب المريض بنوبة أخرى من الربو على سبيل المثال. لذلك، يعتمد تطور الحالة ومآلها بشكل عام على المسبب لها.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.