ما الذي ينيم الإنسان ثم يوقظه عفويا بعد فترة ساعات معينة لا يزال مجهولا . ولسنين عديدة فتش الباحثون عبثا عن محصولات التعب المحدثة للنوم ولكنهم لم يجدوا اختلافا كيماويا حيويا بين من حرموا من النوم وبين المستيقظين تلقائيا ، وقد ذكر بيرون الفرنسي في مطلع هذا القرن انه وجد مادة في دم الحيوانات المتعبة وفي وسائلها الدماغي الشوكي يمكن إن تحدث النوم في الحيوانات الأخرى إذا حقنت بها ولكن مشاهداته لم يمكن إعادتها بشكل ثابت وأهملت نواحي النوم الكيماوية الحيوية تقريبا في الوقت الحاضر . ولكن هناك شيء واحد واضح وثابت هو إن النوم يختلف تمام عن السبات وعن التخدير من الناحية الاستقبالية إذ إن استقلاب الأكسجين الدماغي يكون منخفضا في السبات والتخدير بينما يبقي متساويا بين حالة اليقظة والنوم السوي . وعندما اكتشفت التأثيرات الهامة للتشكيلات الشبكية الصاعدة في إيجاد حالة الصحو ظن إن النوم هو حادية سلبية ترافق انعدام الفعالية في التشكيلات الشبكية ، ولكن هذا التفسير البسيط لم يكن كافيا لان الدراسات التجريبية أثبتت إن هناك زيادة في نشاط بعض نواحي المناطق المعينة من تحت المهاد والدماغ المتوسط والجسر الأمامي والخلفي والبصلة ، تؤثر على مراحل النوم المختلفة وإنها متصلة اتصالا وثيقا بالتغيرات المرافقة للتخطيط الدماغي الكهربائي . يمر النوم بأربعة ادوار : فعندما يغفو الشخص السوي يبطؤ في البدء نظمه الدماغي السوي ( النظم السوي الفا 10-12/ث ) ثم ينقلب إلى نظم أسرع وأبطئ الفولتاج وغير متواقت ، وهذا هو الدور الأول ، وبعد بضع دقائق يبدأ الدور الثاني : يبطؤ النظم مرة أخرى ويزداد الفولتاج وتظهر هبات سريعة من موجات دورية وتتحرك العينان ببطء والشخص النائم نوما أكيدا ولكنه خفيف و باستمرار النوم يتعمق إلى الدور الثالث حيث تظهر في التخطيط الدماغي الكهربائي موجات عرضة 1-2/ث وتسترخي العضلات ويبطؤ القلب وتهبط الحرارة والتوتر الشرياني .والنائم بالدور الثالث قليل التأثر بالمنبهات الحسية العادية . واذا ترك وشأنه يغطس في الدور الرابع حيث لا يمكن إيقاظه إلا بمنبه قوى ويبطؤ النظم الدماغي باستمرار ، وفي هذا الدور من النوم العميق يحدث الشيء في النوم والبويل في الفراش وخلال ليلة من النوم السوي ينتقل النائم كل 90 دقيقة من أعمق ادوار النوم ليدخل في دور يكون فيه التخطيط الدماغي الكهربائي من النوع ضعيف الفولتاج غير المتوافت المشاهد في الدور الأول من النوم ، وتتحرك فيه العينان بسرعة ( ومن هنا دعي هذا الدور بدور حركة العينين السريعة ) ويسرع التنفس والقلب ويرتفع التوتر الشرياني . وخلال هذا الدور تحدث معظم الأحلام . وهذا الدور على عكس الدورالأول يكون فيه إيقاظ الشخص أصعب من إيقاظه في الدور الرابع. ويعتقد في الوقت الحاضر – على أساس التجربة على الحيوان – إن هذا الدور يسيطر علية القسم السفلي من الجسم ، ويسبب العلاقة الوثيقة بين الدور الأول للنوم وبين الأحلام والنشاط الذاتي التلقائي تركزت عليه أمور كثيرة ترافق اضطرابات النوم والاضطرابات العقلية التي لم يجدوا لها تعليلا بعد .
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.