نقص التاكسج الانتشاري

نَقْصُ التَّأَكْسُجِ الانْتِشارِي هو انخفاض حاد ولحظي في ضغط الأوكسجين في الحويصلات عند استنشاق الهواء الموجود في الغرفة في ختام عملية التخدير باستعمال أكسيد النيتروز nitrous oxide، لأن أكسيد النيتروز المنتشر من الدم يخفف من الأكسجين الموجود في الحويصلات.

ما هي الآلية التي يحدث فيها (نقص التأكسج الانتشاري)؟

• بسبب أن أكسيد النيتروز أكثر قابلية للذوبان من النيتروجين، وغالباً ما يرتبط استعماله (خاصة في التراكيز الكبيرة) مع تأثير الغاز في الثانية (second-gas effect)، ونقص التَّأَكْسُجِ الانْتِشارِي وانتشار المساحات المملوءة بالهواء في الجسم.
• ينتج أكسيد النيتروز المستنشق تأثير الغاز في الثانية (second – gas effect) الذي يتكون نتيجة لجزء كبير من الغازات المتشكلة من أكسيد النيتروز، ونتيجة لأن أكسيد النيتروز ينشر بسرعة أكبر عبر أغشية الحويصلات القاعدية من النيتروجين (لأنه أكثر منه ذوباناً في الماء بحوالي 30 مرة). يؤدي الخروج السريع لأكسيد النيتروز من الحويصلات إلى تركيز الغازات المتبقية فيها وبالتالي يسرع من امتصاص العامل المتطاير في الدم ويسرع من بداية عملية التخدير. بالإضافة إلى ذلك، فإن صافي الحركة الكبيرة للغاز من الحويصلات إلى الدم أثناء الامتصاص السريع لأكسيد النيتروز يؤدي إلى سحب الغاز الجديد إلى مناطق تبادل الغازات في الرئة (أي الحويصلات الهوائية والقصبات التنفسية)، مما يزيد من سرعة امتصاص الغازات المصاحبة.
• قد يحدث العكس في نهاية التخدير، عندما يوقف تزويد أكسيد النيتروز، يدخل غاز أكسيد النيتروز الى الحويصلات الهوائية بسرعة أكبر من سرعة خروج غاز النيتروجين مما يؤدي إلى تخفيف المحتوى الغازي للحويصلة، وينتج عن ذلك تخفيف نسبة غاز الأكسجين داخل الحويصلات الهوائية لدى المرضى الذين يتنفسون الهواء وقد يتسبب في "نقص التأكسج الانتشاري". إن تخفيف محتويات الحويصلة عن طريق خروج أكسيد النيتروز من الدم قد يؤدي أيضاً إلى تخفيف تركيز العوامل المتطايرة، وتعزيز عملية التخلص منها، وتسريع إيقاظ المريض

ما هي الأضرار التي قد تنتج من هذه الظاهرة؟

قد تنتج العديد من العواقب المرضية من هذه الظاهرة والتي تصل لحد الموت، يعود السبب في هذه الأضرار لخاصية فريدة من نوعها ل N2O هو قدرته على أكسدة وتثبيط مكونات فيتامين B12 لبعض الإنزيمات في كل من الحيوانات والإنسان وبالتالي تتأثر كل من الأنظمة الدموية والجهاز المناعي والعصبي والتناسلي للمريض

ما هي العوامل التي تحدد درجة الأضرار الناتجة عن هذه الظاهرة؟

يتناسب حجم التأثير مع نسبة تزويد الدم للتجويف الصدري، وتركيز غاز N2O المستنشق، ومقدار طول الفترة الزمنية التي يتعرض فيها المريض لغاز N2O

ما هي فئات المرضى التي ينصح بتجنب عملية التخدير بغاز N2O حتى لا تحدث هذه الظاهرة؟

لتفادي حدوث هذه الظاهرة، ينصح بعدم استعمال عملية التخدير هذه مع مرضى الذين يعانون من انسداد الأمعاء، الاسترواح الصدري، ومرض الأذن الوسطى والجيوب الأنفية، وبعد دراسات تباين الهواء الدماغي. كما ينصح بتجنب عملية التخدير لدى المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو للمرضى الذين يحتاجون إلى التخدير العام المتعدد.