يعتبر الألم واحداً من أسوأ أعراض أي مرض، وعادةً ما يكون الألم هو العارض الذي يدفع المريض لزيارة الطبيب وطلب المشورة والمساعدة. لسوء الحظ؛ فإنّ الألم قد يستمر بعد شفاء الحالة، أو يعجز الطب عن حلها، وعندها يصبح تسكين الألم أمراً ملحاً وحاجةً ماسةً.
مكّن تقدم الطب العاملين في المجال الطبي من الاختيار بين طيف واسع من الأدوية المسكنة، تبدأ بالمسكنات بأنواعها المختلفة، وتنتهي أحياناً بحلول أكثر تعقيداً ومنها الإحصار المسكن.
تنقل الأعصاب الألم والأحاسيس المختلفة من المحيط إلى الدماغ عبر حزم عصبية، ويؤدي انقطاع هذه الحزم أو تعطل عملية النقل فيها لغياب الإحساس بالألم. الإحصار المسكن هو أحد الطرق المعروفة في التخدير، والتي تعتمد على المبدأ السابق بحيث تعطل مرور الإحساس بالألم لفترة مؤقتة.
يعتمد الإحصار المسكن على حقن مادة دوائية حول العصب، تعمل على تعطيل نقل الإحساس بالألم، وقد تشعر بإحساس الخدر أو الوخز، ويستمر التأثير المخدر لها الإجراء لفترة تتراوح بين ساعات قليلة إلى يومين وذلك حسب المواد المحقونة، كما يمكن أن يضع الطبيب قثطرة لتسريب المادة الدوائية بحيث يحصل على تأثير مسكن لفترة أطول من ذلك.
تستدعي بعض الحالات الطبية إجراء إحصار مسكن دائم، مثل السيطرة على الألم عند مرضى السرطان المتقدم، وعندها يتم قطع العصب كلياً، أو إتلافه باستخدام تيارات كهربائية، أو الفينول، أو الكحول.
يمكن إجراء الإحصار المسكن لمجموعة من الحزم العصبية، بحيث يكون لها فعل مخدر على منطقة معينة من الجسم مثل: الوجه، أو الفك العلوي، أو الفك السفلي، أو الذراع، أو المعصم، وغيرها. يمكن أن يستعمل الإحصار المسكن كبديل عن التخدير العام في حلالات عديدة ومنها: الولادة الطبيعية أو القيصرية وبعض العمليات الجراحية المحدودة، كما يستخدم بشكل شائع عند أطباء الأسنان أثناء إجراء التداخلات السنية التي قد تكون مؤلمة. كما يمكن أن يستخدم الإحصار المسكن سواء الدوائي أو الجراحي في حالات مثل: آلام التهاب المفاصل الشديدة، أو الآلام الناتجة عن الحالات المتقدمة من السرطان، أو آلام داء المنطقة، أو الحالات الشديدة من الشقيقة، وغيرها. يوجد عدة أنماط معروفة للإحصار المسكن، وهي:
التحضير لإجراء الإحصار المسكن:
غالباً ما تكون الأعراض الجانبية خفيفة ومحصورة بمنطقة الحقن حيث يمكن أن يظهر: إنتان مكان الحقن، أو تورم، أو احمرار، أو الشعور بالحكة أو الألم، أو طفح جلدي، أو نزيف موضعي. وفي حالات قليلة تظهر أعراض معممة منها ارتفاع سكر الدم، أو التحسس للمادة الدوائية المحقونة. يمكن للإحصار المسكن ألا يكون فعالاً بنسبة مئة في المئة، حيث يمكن أن يخفف الألم ولا يزيله، كما يمكن في حالات إتلاف العصب أن يتمكن هذا العصب من ترميم خلاياه على مدى أشهر، مما يسبب عودة الألم.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.