مرض الجرب (بالإنجليزية: Scabies) مرضٌ جلديٌ معد للغاية تُسببه حشراتٌ طفيلية صغيرة تُعرف باسم القارمة الجَرَبية؛ حيث تخترق هذه الحشرات البشرة؛ لتعيش وتتكاثر وتضع بيوضها داخل الجلد، ونتيجةً لذلك يُعاني المصاب من الطفح الجلدي والحكة الشديدة. [1][2]
يُمكن تصنيف الجرب لعدة أنواع، هي: [1][2]
يُعتبر النوع الأكثر شيوعًا من الجرب، ويُسبب حكة شديدة للغاية خاصةً ليلًا، مع ظهور طفح جلدي أحمر يُشبه الحبوب، غالبًا ما يُصيب الرسغان والمرفقان ومنطقة الخصر، إضافةً إلى وجود خطوط دقيقة أسفل الجلد تدل على مسار حفر أو نخر الطفيليات.
يُصيب هذا النوع مرضى ضعف المناعة في العادة، ويُسبب قشورًا سميكة تغطي مناطق واسعة من الجلد؛ نتيجةً لتكاثر عدد كبير من حشرات الجرب قد يصل إلى عدة ملايين، بخلاف الجرب التقليدي؛ حيث لا يتجاوز عددها 10- 15 حشرة فقط.
هذا النوع أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويُصيب الأعضاء التناسلية، والمنطقة الأربية وأسفل الإبطين، ويُسبب حبوبًا أو بثورًا بارزة تظل لمدة طويلة حتى بعد التعافي من المرض.
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يحدث الجرب بسبب طفيليات القارمة الجَرَبية (بالإنجليزية: Scabies mites) بيضاء اللون، والتي يصعب رؤيتها بالعين المجردة لأن حجمها صغير جدًا، ولا يتجاوز حجم رأس الإبرة. [1][2] تخترق هذه الطفيليات سطح الجلد وتحفر نفقًا لتضع أنثى سوس الجرب بيوضها فيه، وتعيش هذه الطفيليات وتتغذى وتترك فضلاتها داخل الجلد، ونتيجةً لذلك يستجيب الجلد بطريقة تشبه الحساسية، مما يُؤدي إلى التهاب وتورم الجلد والإصابة بالحكة الشديدة. [1][2] قد يُهمك: ما الفرق بين الجرب والحساسية؟ يُمكن أن ينتقل مرض الجرب من الشخص المصاب للآخرين عن طريق: [2][3] وهي الطريقة الأكثر شيوعًا على الإطلاق، ولكن هذا لا يعني أنّ الجرب ينتقل عن طريق المصافحة أو الحضن للحظات بل لينتقل سوس الجرب يجب ملامسة جلد المصاب بشكلٍ مباشر لمدة طويلة، خاصة المناطق التي تظهر عليها أعراض المرض. أحيانًا يُمكن أن ينتقل الجرب عند استخدام أغراض المصاب، مثل المناشف والملابس وأغطية السرير، ولكن هذه الطريقة أقل شيوعًا لأنّ الطفيليات المسببة للجرب لا تعيش لأكثر من 2- 3 أيام خارج جسم الإنسان. هل ينتقل الجرب عن طريق الحيوانات؟ لا، لأنّ الطفيليات المسببة لجرب الحيوانات تختلف عنها لدى البشر، وبالتالي فإنّ مخالطة حيوانٍ مصاب قد تُسبب الحكة، إلا أنّ حشرات الجرب سرعان ما تموت دون الحاجة ليتلقى الشخص العلاج في هذه الحالة. [2][3] يُمكن لأي شخصٍ أن يُصاب بالجرب، وخلافًا لما يعتقده معظم الأشخاص لا يحدث هذا المرض بسبب عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالجرب: [2][3]
طرق انتقال الجرب
عوامل خطر الإصابة بالجرب
يُمكن أن يستغرق ظهور أعراض الجرب مدة تصل إلى 6 أسابيع بعد مخالطة شخصٍ مصاب، بينما تظهر خلال عدة أيام فقط إذا سبق للشخص الإصابة بالجرب من قبل. [3][4] يُعد الطفح الجلدي العرض الرئيس لهذا المرض، وبما أنّ حشرات الجرب تعيش في ثنايا وطيات الجلد، من الشائع أن يظهر الطفح الجلدي في الأماكن الآتية: [3][4] يُشبه طفح الجرب البثور والشرى كثيرًا، وينتشر ببطء على مدى عدة أسابيع أو أشهر، كما يُصاحبه أعراض أخرى، مثل: [3][4] اقرأ أيضًا: شكل حبوب الجرب.
يبدأ الطبيب التشخيص بأخذ السيرة المرضية للمصاب، كما يُجري فحصًا سريريًا لتقييم الطفح الجلدي والأعراض التي يشكو منها، وأيضًا قد يأخذ الطبيب خزعة من جلد المريض ويرسلها للمختبر؛ حيث يتم فحصها للكشف عن وجود بيوض وحشرات الجرب. [3][4]
صحيحٌ أنّ بعض أعراض الجرب كالحكة يُمكن تخفيفها بطرقٍ بسيطة في المنزل، مثل حمام الشوفان، والكمادات الباردة وبعض الزيوت العطرية، إلا أنّ هذا لا يكفي لعلاج الجرب بشكلٍ تام، بل يجب مراجعة الطبيب ليصف أدوية تقضي على حشرات الجرب وبيوضها. [3][4] ومن الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج الجرب: [4][5] يُمكن أن يقضي هذا الدواء على عث الجرب من أول استخدام، ولكن غالبًا ما يطلب الطبيب تكرار استخدامه 2- 3 مرات (مرة كل أسبوع)؛ لضمان القضاء على أي حشرات فقست حديثًا بعد العلاج الأول. يُناسب هذا الدواء الأطفال الصغار والحوامل المصابات بالجرب؛ حيث يُدهن على كامل الجسم قبل النوم، ثم يُترك طوال الليل، وغالبًا ما يُوصي الطبيب بتكرار استخدامه لـمدة 5 ليالٍ متتالية؛ لضمان التخلص من سوس الجرب. يصف الطبيب حبوب الإيفرمكتين في حال لم يستفد المصاب من علاجات الجرب الموضعية، خاصةً إذا كان يُعاني من ضعف المناعة أو الجرب القشري، ولكنه لا يُناسب المرضعات والحوامل، والأطفال الصغار الذين تقل أوزانهم عن 15 كيلوغرامًا. بالرغم من فعالية هذه الأدوية في القضاء على عث الجرب، إلا أنّ الحكة قد تستمر لعدة أسابيع بعد العلاج، لذا قد يصف الطبيب أدوية أخرى لتخفيفها مثل كريمات الستيرويدات أو مضادات الهيستامين، وربما يلجأ إلى المضادات الحيوية في حال وجود عدوية بكتيرية ثانوية. [4][5] قد يُهمك: ما هو مبيد الجرب؟ الجرب مرضٌ معدٍ للغاية، ويُمكن أن ينتقل بسرعة كبيرة بين الأزواج وأفراد الإسرة، لذا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالنصائح الآتية لمنع انتشاره إلى الآخرين: [1][2]
نصائح لمنع انتشار الجرب
يُمكن تقليل خطر الإصابة بالجرب عن طريق الالتزام بالنصائح الآتية: [1][2]
لا يُعتبر الجرب مرضًا خطيرًا في حد ذاته، ولكنه يُمكن أن يُسبب المضاعفات الآتية لدى البعض: [5][6] قد يُعاني بعض المرضى من حكة تستمر لعدة أسابيع أو أشهر حتى مع تلقي العلاج؛ بسبب رد فعل جهاز المناعة تجاه بيوض عث الجرب وفضلاتها. يُمكن أن يُصاب المريض بخدوش وندوب دائمة بسبب الحكة الشديدة التي يُسببها الجرب، مما قد يُؤثر على نفسيته بشكلٍ كبير، خاصةً إذا كانت الندوب في الوجه. بسبب الحكة الشديدة، من الممكن أن يخدش المصاب نفسه، وهذا يسمح بدخول البكتيريا والإصابة بالعدوى. يُعتبر من المضاعفات الخطيرة للعدوى البكتيرية، ويحدث عند انتشار البكتيريا من الجلد إلى مجرى الدم.
في معظم الحالات يُمكن التعافي من مرض الجرب بشكلٍ كامل بعد الحصول على العلاج، ومع أنّ الحكة قد تستمر لدى بعض الأشخاص، إلا أنها تزول وتختفي مع مرور الوقت، مع ذلك يُمكن أن يُصاب المريض بالعدوى مرة أخرى إذا لم يتلقى بقية أفراد أسرته العلاج أيضًا. [5][7]
[1] WebMD. Scabies Symptoms, cause, and treatments. Retrieved on the 10th of August, 2025. [2] Cleveland Clinic. Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025. [3] Dr Jessica Rachel Maguire, IMT, Barts Health NHS. Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025. [4] CDC.gov. Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025. [5] CDC.gov. Clinical Care of Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025. [6] Healthdirect Australia. Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025. [7] Murray, R. L., Ziebold, C., & Crane, J. S. (2023, July 31). Scabies. Retrieved on the 10th of August, 2025.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.